بعد فتوى الدفاع عن الوطن ... ما هو تكليفنا
لعل البعض يتسائل ماذا عليّ ان افعل وبماذا عليّ ان التزم في هذا الظرف الراهن الذي يشن فيه الارهاب الاعمى حربا شعواء ضد هذاالشعب العراقي المظلوم من رجال ونساء واطفال .
وهنا نبين واجبنا الالتزام بمجموعة امور نوجزها بما يلي :
اولا : الالتزام بدعوة المرجعية في الدفاع عن الوطن .
ثانيا : شحذ الهمم في الدفاع عن الوطن .
ثالثا : الالحاح في الدعاء في نصرة الجيش العراقي ومن يقف معه ضد الارهاب .
رابعا : التعامل بحكمة مع ما يطرحه الاعلام وعدم تصديق الشائعات .
وللفائدة لنبين هذا النقاط الاربعة :-
اولا :الالتزام بدعوة المرجعية في الدفاع عن الوطن :
كما هو معلوم ان المرجعية العليا دعت في وقت سابق جميع العراقين للدفاع عن وطنهم وعرضهم ومقدساتهم بالوجوب الكفائي وقد اوضح مكتب المرجعية الدينية العليا ان هناك اربع نقاط تخص مقولة ان (الدفاع واجب كفائي ) وهي :
1-ان التطوع للدفاع عن البلد والمقدسات في مواجهة الارهابيين انما يكون عبر الاليات الرسمية وبالتنسيق مع السلطات الحكومية
2-ان الموظفين وامثالهم يلزمهم مراجعة الجهات الرسمية ذات العلاقة في أمر تطوعهم.
3-ان تحديد اعداد المطلوب تطوعهم انما يكون من من قبل الجهات الرسمية ايضا.
4-ان الدفاع وظيفة القادر على حمل السلاح المدرب على ذلك المتمكن من القيام بالمهام المطلوبة بصورة صحيحة وليس المطلوب زيادة السواد .( 1 )
ثانيا : شحذ الهمم في الدفاع عن الوطن :
ليس لقتال والانخراط في القوات المسلحة الامر الوحيد المطلوب منا ،بل لا بد من حث وشحن همم كل من المقاتلين ومن يستطع القتال ولم يقاتل من اجل الدفاع عن الوطن .
قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} سورة الأنفال: 65
فلا بد من رفع معنويات المقاتلين اولا وشد عزيمتهم على الصبر والثبات والتوكل على الله وتذكيرهم وأُكد تذكيرهم بقاداتنا ومواقفهم الباسلة في الدفاع عن الوطن والدين، سواء كانوا من المعصومين كبطولات امير المؤمنين علي والحسين وابو الفضل العباس عليهم السلام اجمعين او غيرهم من اصحابهم كالمختار الثقفي او من غيارى العراق الذين قاتلوا في ثورة العشرين بكل بسالة وغيرهم كثير .
واما من له القدرة على القتال ولم يشارك في القتال فلا بد من حثه وتشجيعه في مشاركة اخوانه في الدفاع عن ارضه وعرضه ودينه ،بتذكيره بفضل القتال في سبيل الله من خلال القرآن والروايات والسيرة.
فعلى الاب ان يحث ابنه والام تحث ابنها والاخ يحث اخيه والصديق يحث صديقه والزميل يحث زميله وهكذا.
ومما نُذكّر به مثلا :
1- كلام الله تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } سورة العنكبوت: 69...و{ انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } سورة التوبة: 41 ...و {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} سورة محمد: 31
2- الروايات (2)
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة" .
وإنّ رجلاً أتى جبلاً ليعبد الله فيه, فجاء به أهله إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فنهاه عن ذلك, وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوماً واحداً خير له من عبادة أربعين سنة" .
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "اتّقوا أذى المجاهدين في سبيل الله, فإنّ الله يغضب لهم كما يغضب للرسل, ويستجيب لهم كما يستجيب لهم" .
وقول أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أوليائه, وهو لباس التقوى, ودرع الله الحصينة, وجنّته الوثيقة" .
3- قصص :
وهذا عمرو بن الجموح، وقد قطعت السّنين شوطاً كبيراً من عُمره وأصيب في إحدى الغزوات في رجله فصار أعرجاً، ولكنّه رغم ذلك حينما سمع منادي الجهاد، ورأى أولاده الأربعة يتجهّزون للخروج لم تسمح له نفسه بالتخلُّف رغم معارضة أولاده وزوجته، فخرج مهرولاً يقول: أريد أن أطأ بعرجتي الجنّة.
فأراد أهله وبنوه حبسه، وقالوا له: إنّ الله عزّ وجلّ قد عذرك. ولم يقتنع بمقالتهم، وأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إنّ بنيّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إنّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنّة.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): أمّا أنت فقد عذرك الله ولا جهاد عليك. ثمّ قال لبنيه وقومه: لا عليكم أن لا تمنعوه لعلّ الله يرزقه الشّهادة. فخلّوا عنه، وخرج وهو يقول: اللهمّ أرزقني الشّهادة ولا تردّني إلى أهلي. وقد كان موقف هذا المجاهد الأعرج من مشاهد معركة « أحد » العظيمة ومن قصصها الرائعة، فقد كان يحمل على الأعداء وهو يقول: أنــا والله مُشتاق إلى الجنّة. وابنه يعدو في أثره حتى قتلا جميعاً(3) .
ثالثا : الالحاح في الدعاء في نصرة الجيش العراقي ومن يقف معه ضد الارهاب :
إن الدعاء من أعظم أسباب النصر على الأعداء، فلا بد من كافة المسلمين من الدعاء ،وإذا كان النصر من عند الله العزيز الحكيم فقد أمر الله عباده المؤمنين أن يطلبوا منه النصر، وأن يستغيثوا به سبحانه، وأن يلحوا في الدعاء فإن الدعاء سبب للثبات والنصر على الأعداء، قال تعالى عن طالوت وجنوده: {وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:250]، فماذا كانت النتيجة؛ {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ} [البقرة من الآية:251].
رابعا : التعامل بحكمة مع ما يطرحه الاعلام وعدم تصديق الشائعات :
لعل من الامور المهمة التي يجب الانتباه لها والتعامل معها يجب ان يكون بحكمة هي قضية الاعلام بكل انواعه والشائعات .
في الحقيقة يمكن حصر مصدر الشائعات في اثنين هي اما وسائل الاعلام واشهرها القنوات الفضائية او من اشخاص في الاسواق والنوادي والمقاهي وغيرها .
نقول يمكن تقسيم القنوات الفضائية الى ثلاث اقسام:
1- قنوات معادية منهجها كذب وكذب حتى يصدقك الاخرون :وهذه القنوات يعرفها الكثير منا وافضل تعامل معها عدم مشاهدة هذه القنوات لان وان لم تصدقها فستترك فيك أثرا .كما يجب حث الاخرين بالابتعاد عن هذه القنوات .
2- قنوات محادية تنقل الاخبار الرافعة للمعنويات والاخبار المهبطة للمعنويات : وهنا لا بئس بمشاهدة هذه القنوات لكن مما لا ينبغي فعله هو نشر قسم الاخبار المهبطة للمعنويات منها وخاصة لمن تعلم انها تؤثر عليه.
3- قنوات موالية تنقل كل ما يصب في في خدمة هذا البلد العريق : وهذه مما لا بئس من مشاهدتها .
وفيما يخص المعلومات التي قد يسمعها الشخص في المقهى او السوق او غيرها هي ايضا يمكن ان تكون اما موالية او معادية او محادية .
وخلاصة هذه الاقسام الثلاثة هي اما اخبار وشائعات معادية تعمل على زعزعة الوضع وارباكه وهز المعنويات ،لذا يجب تجنبها وعدم تصديقها والابتعاد عن نشرها لاي سببا كان . او اخبار موالية تعمل على رفع المعنويات وزرع الثقة بالنفس وشد العزم وهذه ما يجب سماعها وتداولها بين الناس .
(( اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة
وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً))
وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً))
الهامش
(1) موقع مكتب سماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني .
(2) جميع الروايات من المكتبة الشاملة .
(3) كتاب : رؤى الحياة في نهج البلاغة لحسن الصفار
تعليق