ضيافة الله تعالى
من خطبته صلى الله عليه وآله وسلم في أخر شعبان في شأن شهر رمضان المبارك :
***( هو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله )***
ما أعظمها من كلمة ! وما أرقاها من منزلة ! نحن في ضيافة من هو كنز لا يفنى ، فيا ترى كيف لنا أن نستغلّ هذه الضيافة و نستمتع من بركاتها و ارزاقها ؟ ينبغي ـ اولا ـ للضيف أن يكون عارفاً بالمضيف مدركاً لمقامه؛ ومن خلال اطلاعه على عادات وتقاليد المجلس يحرص أن لا يصدر عنه ما ينافي الأخلاق ويسيء إليه.. فلابد لضيف الله سبحانه أن يكون عارفاً بمقامه العظيم ذي العزة والجلال.. المقام الذي كان الأنبياء العظام والأئمة الكرام يسعون دوماً للاستزادة من معرفته والإحاطة به إحاطة كاملة، وقد دعا الله سبحانه عباده واستضافهم ليمكنهم من بلوغ معدن النور والعظمة. ولكن إذا لم يكن العبد لائقاً، فلن يتمكن من بلوغ مثل هذا المقام السامي والعظيم.من خطبته صلى الله عليه وآله وسلم في أخر شعبان في شأن شهر رمضان المبارك :
***( هو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله )***
وحتى نؤدّي حق هذه الضيافة العظيمة فلا بد من امور ؟
1- المعرفة:
قال الإمام الخميني قدّس سرّه : (إذا لم تتحقق معرفتكم بالله، أو لم يضف لها، فاعلموا أنكم لم تلبوا دعوة الله كما ينبغي ولم تؤدوا حق الضيافة )
فالمعرفة هي حجر الأساس ولا قيمة للعمل من دون المعرفة ولذلك نشاهد التأكيد البالغ على معرفة الله سبحانه وتعالى فإنّ من خلال ذلك يتمكّن الإنسان أن يصل إلى شأن هذه الضيافة الإلهية وكلّما ازدادت المعرفة إزدادت لذّة الضيافة .
2- التهذيب :
ولا تدخل المعرفة في قلب صار وكراً للشيطان بل ينبغي أن نصفّي نفوسنا من كافة الأهواء النفسانية والتلوُّثات الشيطانية ليتهيّأ ويستعد لقبول النفحات الربّانية ، قال الإمام قدّس سرّه :
(يجب أن تعلموا أنه إذا لم تتمكنوا في هذا الشهر المبارك، الذي هو شهر الله وتفتح فيه أبواب الرحمة الإلهية لعباده وأن الشياطين والمردة ـ كما تفيد الأحاديث ـ يرسفون في الأغلال والقيود، إذا لم تتمكنوا من إصلاح نفوسكم وتهذيبها ومراقبة النفس الأمارة والتحكم عليها، وإذا لم تتمكنوا من سحق الأهواء النفسية وقطع علائقكم المادية بالدنيا؛ فإن من الصعب أن تقدروا على ذلك بعد انتهاء شهر الصيام ) ثمّ قال لقد دعيتم في هذا الشهر الفضيل إلى ضيافة الحق تعالى: "دعيتم فيه إلى ضيافة الله"، فهيئوا أنفسكم لهذه الضيافة العظيمة.. تحلوا ـ على الأقل ـ بالآداب الصورية والظاهرية للصيام).
3- الصوم :
من أجل ذلك ورد الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن الله تبارك وتعالى يقول: الصوم لي وأنا أجزى عليه) (الكافي4/63ح6 من كتاب الصوم)
فرغم كثرة الأحاديث في فضيلة الصيام حيث وقد ورد أن الصوم:
(مبعد للشيطان كما بين المشرق والمغرب ومسود لوجهه، وبما بني عليه الإسلام ، وجنّة من النار، وزكاة للأبدان، وفاعله في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما ، ونومه عبادة وصمته ونفسه تسبيح وعمله مقبول ودعائه مستجاب ، وإن للصائم فرحتين فرحة عند الافطار وفرحة عند لقاء به، وإن العبد يصوم متقربا إلى الله سبحانه فيدخله به الجنة، وإن لله ملائكة موكلين بالدعاء للصائمين، وإن المؤمن إذا صام شهر رمضان احتساباً أوجب الله له سبع خصال: يذوب الحرام من جسده، ويقرّب من رحمة ربه، ويكفر خطيئة أبيه آدم عليه السلام، ويهوّن الله عليه سكرات الموت، ويأمنه من جوع يوم القيامة وعطشه، ويعطيه الله البراءة من النار، ويطعمه من طيبات الجنة ) إلا أن حديث الذي مرّ عن الإمام الصادق عليه السلام يشتمل على جانب عرفاني أعظم له علاقة بالضيافة الإلهية حيث يقول الله (الصوم لي).
والحمد لله رب العالمين
المصدر
مركز آل البيت العالمي قم :بتصرف
المصدر
مركز آل البيت العالمي قم :بتصرف
تعليق