بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك كلام غالباً ما يطرح وهو هل تزوجت خديجة بأحد قبل النبي (صلى الله عليه وآله) ؟
حيث قيل : إنه ( صلى الله عليه وآله) لم يتزوج بكرا غير عائشة وأما خديجة فيقولون : إنها قد تزوجت قبله ( صلى الله عليه وآله) برجلين ولها منهما بعض الأولاد . وهما عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي وأبو هالة التميمي . أما نحن فنقول : اننا نشك في دعواهم تلك ونحتمل جدا أن يكون كثير مما يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة . ولا نريد أن نسهب في الكلام عن اختلافهم في اسم أبي هالة, هل هو النباش بن زرارة أو عكسه أو هند أو مالك وهل هو صحابي أولا . وهل تزوجته قبل عتيق . أو تزوجت عتيقا قبله . ولا في كون هند الذي ولدته خديجة هو ابن هذا الزوج أو ذاك فإن كان ابن عتيق فهو أنثى وإلا فهو ذكر . وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل أو مات بالطاعون بالبصرة . لا لا نريد أن نطيل بذلك وإنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية :
أولا : قال ابن شهرآشوب : ( وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج بها وكانت عذراء . يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة .
ثانيا : قال أبو القاسم الكوفي : ( إن الاجماع من الخاص والعام من أهل الآثار ونقلة الاخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم إلا من خطب خديجة ورام تزويجها فامتنعت على جميعهم من ذلك فلما تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها : خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ؟ ! فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة يتزوجها اعرابي من تميم وتمتنع من سادات قريش وأشرافها على ما وصفناه ؟ ! ) .
وأما الرد على ذلك بأنه لا يمكن أن تبقى امرأة شريفة وجميلة هذه المدة الطويلة بلا زواج . فليس على ما يرام لان ذلك لا يبرر رفضها لعظماء قريش وقبولها بأعرابي من بني تميم .
وأما كيف يتركها أبوها أو وليها بلا تزويج فأن أباها قد قتل في حرب الفجار وأما وليها فلم يكن له سلطة الأب ليجبرها على الزواج ممن أراد . وبقاء المرأة الشريفة والجميلة مدة بلا زواج ليس بعزيز .
إذا كانت تصبر إلى أن تجد الرجل الفاضل الكامل الذي كان يعز وجوده في تلك الفترة .
ثالثا : لقد روي أنه كانت لخديجة أخت اسمها هالة تزوجها رجل مخزومي فولدت له بنتا اسمها هالة ثم خلف عليها - أي على هالة الأولى - رجل تميمي يقال له : أبو هند فأولدها ولدا اسمه هند .
وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية فماتت ومات التميمي فلحق ولده هند بقومه وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى ؟
فضمتهم خديجة إليها وبعد أن تزوجت بالرسول ( صلى الله عليه وآله) ماتت هالة فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (صلى الله عليه وآله). وكان العرب يزعمون : أن الربيبة بنت ولأجل ذلك نسبتا إليه (صلى الله عليه وآله) مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أختها وكذلك كان الحال بالنسبة لهند نفسه . ولربما يمكن تأييد هذه الروايات بما ورد من الاختلاف في اسم والد هند فلتراجع المصادر التي ذكرناها ثمة .
تعليق