بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعد أن ازدادت الأوضاع سوءا يوم بعد يوم وفي ظل تلك الظروف الحرجة التي كان يتعرض لها المسلمون في زمن الإمام الصادق عليه السلام وما تعرضت له الامة من السياسات الحادة الوحشية من حكام الجور من الأمويين ، فقد قرر زيد الشهيد عليه رضوان الله تعالى بتحشيد ثورة كبرى على الأمويين والذين كان يتزعمهم الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك .
ومن هنا فإن الكثير يترقب الإمام الصادق عليه السلام وبإعتباره الامام المفترض الطاعة ، ولعلنا لو تتبعنا النصوص الواردة في هذا الصدد فقد تكون كثيرة ،وقد ذكرت العديد من النصوص أن للإمام الصادق عليه السلام موقفا واضحا ، وسأكتفي -ايها القارىء الكريم- بذكر بعض منها :
منها : قول الإمام الصادق عليه السلام لمهزم الأسدي حينما دخل عليه (( يامهزم مافعل زيد ؟ )) ، قال فقلت : صلب ، قال : (( أين)) قلت : في كناسة بني أسد ، فقال : (( أنت رأيته مصلوبا في كناسة بني أسد ؟)) قال ، قلت : نعم ، فبكى الإمام الصادق عليه السلام حتى بكت النساء خلف الستور (1) .
ومنها : قول الفضيل بن يسار : بعد قتل زيد ذهبت الى المدينة لألتقي بالإمام الصادق عليه السلام وأخبره بنتائج الثورة ، وبعد أن التقيته وسمع مني مادار في المعركة قال : (( يافضيل شهدت مع عمي قتال أهل الشام ؟؟)) ، قلت : نعم ، قال : (( فكم قتلت منهم ؟؟)) ، قلت : ستة ، قال : (( فلعلّك شاك في دمائهم ؟؟ )) ، قال : فقلت لو كنت شاكا ماقتلتهم ، ثم قال الفضيل سمعته يقول : (( أشركني الله في تلك الدماء ، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء ، مثل ما مضى عليه علي بن ابي طالب وأصحابه )) (2) .
وبهذا يتبين أن الإمام الصادق عليه السلام كان يتابع أخبار ثورة عمه زيد الشهيد عليه رضوان الله ، وكان يترحم عليه ويؤكد أنه من الشهداء وفي زمرة علي أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه المخلصين .
والحمد لله رب العالمين.
****************
(1) أمالي الطوسي : 2/ 672 ، وفي بحار الأنوار : 46/ 201 .
(2) أمالي الصدوق : 286 .
تعليق