بسم الله الرحمن الرحيم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
اللهم صل على محمد وآل محمد وأنقذني من المعاصي واستعملني بالطاعة وارزقني حسن الإنابة وطهرني بالتوبة وأيدني بالعصمة واستصلحني بالعافية وارزقني حلاوة المغفرة واجعلني طليق عفوك واكتب لي أمانا من سخطك وبشرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى أعرفها وعرفني له علامة أتبينها أن ذلك لا يضيق عليك في وجدك ولا يتكاءدك في قدرتك وأنت على كل شيء قدير
عطف وحب الأم
يذكر المرحوم أية الله الحاج رضا كلباسي في كتابه :
نقل قصة جميلة عن عطف الام وحبها.
وليك هذه القصة
رُوِيَ أنّ شيخاً كان يمشي في أحد الطرق، فرأى طفلاً جالساً يبكي، فسأله مِمّ بكاؤك؟ فقال: إنّ أُمّي أخرجتني من البيت، وكلّما أستجير بالبيوت الأُخرى لا يُفتح لي الباب. فجلس الشيخ عند الطفل، وأخذ يوافق الطفل في البكاء، وقال: لو أنّ طفلاً نهرته أُمّه وطردته من البيت لا يفتح له باب آخر فمن ينهره اللَّه - تعالى - عن بابه إلى أين يذهب، وكيف ينفتح عليه باب آخر؟! ثُمّ قام الشيخ لكي يذهب في طريقه، فتعلّق به الطفل، وطلب منه أن يشفعه لدى أُمّه، فوافق الشيخ على ذلك، وأخذ بيد الطفل إلى بيت أُمّه، وشفعه عندها، فبكت الأُم، وقالت: يا شيخ نعم الشفيع أنت، ولكن قد شفّعه - أيضاً - قبلك قانون أولادنا أكبادنا، ولكنّه يا شيخ إني كلّما أمنعه عن اللعب لا ينزجر، فاعلم أيّها الشيخ: لو خرج مرّة أُخرى من دون إذني من البيت ليلعب قطعت عنه علاقة الأُمومة والبنوّة، فوافق الشيخ على ذلك ، فطلبت منه أن يكتب رسالة بهذا المعنى؛ كي لا يلعب بعد هذا مع الأطفال، وإلّا فما هو ابني ولا أنا أُمّه، فكتب الشيخ بذلك رسالة، وأعطاها إيّاها، فأخذت بيد الطفل، وأدخلته البيت، فما مضت إلّا سويعة وإذا رأى الشيخ أنّ الطفل قد خرج من البيت، وانشغل باللعب مع الأطفال، فغضبت الأُمّ، وسدّت عليه الباب إلى أن انتهوا من اللعب، وذهب كلّ واحد منهم إلى بيته، وبقي وحده ، فجاء إلى البيت، ولكن كلّما دقّ الباب لم تفتح عليه الباب، فالتجأ إلى بيوت الجيران واحداً واحداً، ولكنّهم لم يفتحوا له أبوابهم، فاحتار في أمره، ورجع مرّة أُخرى إلى بيت أُمّه، وكلّما دق الباب لم يُفتح له، فقال: يا أُمّ إن لم ينفتح عليّ باب الجيران كان لي وجه للرجوع إلى هذا الباب، ولكن لو لم ينفتح عليّ هذا الباب ليس لي وجه للرجوع إلى باب آخر، وأخذ يبكي ويئنّ، وجعل وجهه على التراب إلى أن أخذه النوم وأمّه تراقب حاله من على السطح، فحينما رأت الطفل قد نام بكمال الذل والانكسار في
التراب رمت بنفسها، ورفعت رأس طفلها من على تراب الذلّ، وأخذت تمسح الغبار عن وجهه وهو نائم، ولمّا استيقظ الطفل، ونظر إلى وجه أُمّه قال: يا أُمّ لو تقطعي عنّي الماء والخبز فهو مقبول، ولو تفركي أُذني فأنا مستحقّ لذلك، ولو تركِتني في البكاء والحنين أتحمّل ذلك، ولكنّ الذي أطلبه منك أن لا ترسليني من باب بيتك إلى أبواب اشلآخرين، فلمّا رأى الشيخ هذه القِصَّة شقّ قميصه، وقال: اتّضح لي من هذه القِصّة أمران:
1 ـ إنّ العبد ليس له باب وطريق غير باب اللَّه عزّ وجلّ.
2 ـ إنّ علاقة المحبّة لا تنفصم بأي شي ء.
أقول : يا ترى أنّ الأُمّ تفرح برجوع ولدها وتوبته، وتتجاوز عن سيّئته، ولكن اللَّه - تعالى - الذي ألهم الأُمّ هذه الرحمة وهو أرحم الراحمين لا يقبل توبة العبد، ولا يفرح برجوع عبده المؤمن؟! وإنّ عطفه تعالى ورحمته على العباد ثابتان حتى في يوم المعاد في حين أنّ عطف الأُمّ وحنانها لا يبقى لهما أثر في ذلك اليوم يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب اللَّه شديد.
يوم يفرّ المرء من أخيه * وأُمّه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرىً منهم يومئذ شأن يغنيه.
يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن* ولا يسأل حميم حميماً * يُبصَّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه * كلّا إنها لظى * نزّاعة للشوى.
يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلّا من أتى اللَّه بقلب سليم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
اللهم صل على محمد وآل محمد وأنقذني من المعاصي واستعملني بالطاعة وارزقني حسن الإنابة وطهرني بالتوبة وأيدني بالعصمة واستصلحني بالعافية وارزقني حلاوة المغفرة واجعلني طليق عفوك واكتب لي أمانا من سخطك وبشرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى أعرفها وعرفني له علامة أتبينها أن ذلك لا يضيق عليك في وجدك ولا يتكاءدك في قدرتك وأنت على كل شيء قدير
عطف وحب الأم
يذكر المرحوم أية الله الحاج رضا كلباسي في كتابه :
نقل قصة جميلة عن عطف الام وحبها.
وليك هذه القصة
رُوِيَ أنّ شيخاً كان يمشي في أحد الطرق، فرأى طفلاً جالساً يبكي، فسأله مِمّ بكاؤك؟ فقال: إنّ أُمّي أخرجتني من البيت، وكلّما أستجير بالبيوت الأُخرى لا يُفتح لي الباب. فجلس الشيخ عند الطفل، وأخذ يوافق الطفل في البكاء، وقال: لو أنّ طفلاً نهرته أُمّه وطردته من البيت لا يفتح له باب آخر فمن ينهره اللَّه - تعالى - عن بابه إلى أين يذهب، وكيف ينفتح عليه باب آخر؟! ثُمّ قام الشيخ لكي يذهب في طريقه، فتعلّق به الطفل، وطلب منه أن يشفعه لدى أُمّه، فوافق الشيخ على ذلك، وأخذ بيد الطفل إلى بيت أُمّه، وشفعه عندها، فبكت الأُم، وقالت: يا شيخ نعم الشفيع أنت، ولكن قد شفّعه - أيضاً - قبلك قانون أولادنا أكبادنا، ولكنّه يا شيخ إني كلّما أمنعه عن اللعب لا ينزجر، فاعلم أيّها الشيخ: لو خرج مرّة أُخرى من دون إذني من البيت ليلعب قطعت عنه علاقة الأُمومة والبنوّة، فوافق الشيخ على ذلك ، فطلبت منه أن يكتب رسالة بهذا المعنى؛ كي لا يلعب بعد هذا مع الأطفال، وإلّا فما هو ابني ولا أنا أُمّه، فكتب الشيخ بذلك رسالة، وأعطاها إيّاها، فأخذت بيد الطفل، وأدخلته البيت، فما مضت إلّا سويعة وإذا رأى الشيخ أنّ الطفل قد خرج من البيت، وانشغل باللعب مع الأطفال، فغضبت الأُمّ، وسدّت عليه الباب إلى أن انتهوا من اللعب، وذهب كلّ واحد منهم إلى بيته، وبقي وحده ، فجاء إلى البيت، ولكن كلّما دقّ الباب لم تفتح عليه الباب، فالتجأ إلى بيوت الجيران واحداً واحداً، ولكنّهم لم يفتحوا له أبوابهم، فاحتار في أمره، ورجع مرّة أُخرى إلى بيت أُمّه، وكلّما دق الباب لم يُفتح له، فقال: يا أُمّ إن لم ينفتح عليّ باب الجيران كان لي وجه للرجوع إلى هذا الباب، ولكن لو لم ينفتح عليّ هذا الباب ليس لي وجه للرجوع إلى باب آخر، وأخذ يبكي ويئنّ، وجعل وجهه على التراب إلى أن أخذه النوم وأمّه تراقب حاله من على السطح، فحينما رأت الطفل قد نام بكمال الذل والانكسار في
التراب رمت بنفسها، ورفعت رأس طفلها من على تراب الذلّ، وأخذت تمسح الغبار عن وجهه وهو نائم، ولمّا استيقظ الطفل، ونظر إلى وجه أُمّه قال: يا أُمّ لو تقطعي عنّي الماء والخبز فهو مقبول، ولو تفركي أُذني فأنا مستحقّ لذلك، ولو تركِتني في البكاء والحنين أتحمّل ذلك، ولكنّ الذي أطلبه منك أن لا ترسليني من باب بيتك إلى أبواب اشلآخرين، فلمّا رأى الشيخ هذه القِصَّة شقّ قميصه، وقال: اتّضح لي من هذه القِصّة أمران:
1 ـ إنّ العبد ليس له باب وطريق غير باب اللَّه عزّ وجلّ.
2 ـ إنّ علاقة المحبّة لا تنفصم بأي شي ء.
أقول : يا ترى أنّ الأُمّ تفرح برجوع ولدها وتوبته، وتتجاوز عن سيّئته، ولكن اللَّه - تعالى - الذي ألهم الأُمّ هذه الرحمة وهو أرحم الراحمين لا يقبل توبة العبد، ولا يفرح برجوع عبده المؤمن؟! وإنّ عطفه تعالى ورحمته على العباد ثابتان حتى في يوم المعاد في حين أنّ عطف الأُمّ وحنانها لا يبقى لهما أثر في ذلك اليوم يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب اللَّه شديد.
يوم يفرّ المرء من أخيه * وأُمّه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرىً منهم يومئذ شأن يغنيه.
يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن* ولا يسأل حميم حميماً * يُبصَّرونهم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه * كلّا إنها لظى * نزّاعة للشوى.
يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلّا من أتى اللَّه بقلب سليم.
تعليق