إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بهلول بن عمر الصيرفي الجزء الثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بهلول بن عمر الصيرفي الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين ومن تبعه باحسان الى قيام يوم الدين. نستكمل حياة الصحابي الجليل بهلول بن عمر الصيرفي.
    فأستدعاه وقالوا له: اعنا على عملنا هذا قال: بأي شيء اعينك قال: بعمل القضاء . قال: انا لا اصلح لذلك. قال: اطبق اهل بغداد انك صالح له . فقال: سبحان الله انا اعرف بنفسي منهم فأن كنت في اخباري بأني لا اصلح للقضاء صادقا فهو ما اقول وان كنت كاذبا فالكاذب لا يصلح لهذا العمل فألح عليه وشدد وقال: لا ندعك او تقبل قال: ان كان ولابد فأمهلني الليلة حتى افكر في امري فلما اصبح تجانن وركب قصبة ودخل السوق وكان يقول: توقوا خلوا الطريق لا يطاكم فرسي. فقال الناس: جن بهلول . فقال هارون: ما جن ولكن فر بدينه منا. وبقي على ذلك الى ان مات رحمه الله. وفي بعض الروايات ان الامام الكاظم (ع) امره بذلك حين لزمته السلطة الى تولي القضاء لها وفي كلا الحالتين نحن نقف امام نموذج فذ ومميز حيث انسلخ في الظاهر عن عقله وارتضى ان يوصم بالجنون على ان يبيع دينه بدنياه سواء في الافتاء في قتل الامام (ع) او على الاقل بتامين الطاغية في النصاب لذلك ام في تولي القضاء المشتمل على الخضوع للسلطة والحكم بما تشتهيه وترغبه من سفك للدماء ومصاردة للاموال والتغاضي عن الموبقات ويكشف لنا ذلك عن ارتباطه الوثيق بالامام (ع) بحيث يستشيره بامر خطير في هذا ومن ثم يفضي اليه الامام بالحل فيستجيب له ولم يكن (ع) في ذلك الزمن الضيق يخرج عن التقية الصارمة الا للمخلصين والخواص من شيعته والبهلول منهم وقد بقي رحمه الله طوال عمره ينضح تشيعا وحكمة رواها القاصي والداني ومن عجيب ما روي عنه ما نقله محمد بن جرير بن رستم الطبري انه روى في كتاب الايضاح ان البلهلول كان مارا ببعض ازقة البصرة فرأى جماعة يسرعون في المشي امامه فقال لرجل منهم : هؤلاء البهائم الشاردون بلا راع الى اين يذهبون فقال له ذلك الرجل من باب المزاح: يطلبون الماء والكلأ . فقال البهلول: كيف ذلك مع قلة الحما والمنع الشديد والله لقد كان العلف كثيرا رخيصا ولكنهم احروقه بالنار ثم انشد هذه الابيات
    برات الى الله من ظالم لسبط النبي ابي القاسم

    ودنت اليه بحب الوصي امام الورى من بني هاشم
    وذلك حرز من النائبات ومن كل متهم غاشم
    بهم ارتجي الفوز يوم المعاد
    وامن من نقمة الحاكم .
    ونلاحظ ان الرجل انما دفع حياته كاملة ثمنا لفهمه وبصيرته وكثير من الاحرار يدفعون هذا الثمن الباهض فليس من السهل على الاطلاق ان ينقلب المرء بين ليلة وضحاها من عالم نحريرن له حضوره وتميزه داخل مجتمعه الى مجنون يدور في الازقة واصعب من هذا ان يستطيع اخذ القرار الخطير هذا باطمئنان وسكينة وثقة بما في يد الله واطاعة للامام زمانه وليس في هذا فحسب بل ان يثبت على قراره ردحا ليس باليسير من الزمن لذلك نحن نعتقد ان بهلولنا كان شخصا مميزا نير البصيرة قوي الارادة والشكيمة لا تزلزله الخطور ولا يستفزه ابليس بخيله ورجله ولا تلقي به نفسه الامارة بالسوء في اودية المهالك وازقة الظلال وقد حمل في قلبه رحمه الله كل الرحمة ومكارم الاخلاق حتى صنع من اذيته مادة للترفع فقد حدث عمر بن جابر الكوفي قائلا: مر بهلول بصبيان كتاب فجعلوا يضربونه فدنوت منه فقلت: لم لا تشكوهم لاباهم قال لي : اسكت فلعل اذا مت يذكرون هذا الفرح فيقولون رحم الله ذلك المجنون وكان يتحمل ذلك الاذى الشديد وهو في حالة وجل من ان يمكن امن نفسه فقد قال بعض اهل الكوفة له : عدى بهول بين ايدي الصبيان وهم يرجمونه بالحجارة فدخل دارا وصعد سطحها واطلع عليهم وقال: يا بني الفجار من اين بلاني الله بكم فقال له رجل : ويلك تناول الحجارة وارجمهم بها وفرقهم عنك . فقال مر يا مجنون أن انا فعلت شيئا من هذا ارجعوا الى اباهم التيوس فقالوا لهم : هذا المجنون بدأ يحرك يديه فيجب ان يغل فأن في ذلك اجرا عظيما الا يكفيني ما القاه منهم حتى اغل واقيد. القضية على بساطتها تكشف انه كان موضع تربص من قبل السلطة وتكشف عن انه دقيق النظر بعيد الملاحظة يحسب للامور حسابها على المدى الطويل وهذه صفات كبار العقلاء وليس المجانين وكان على علم وافر حاضر الجواب قوي الحجة فقد حضر مجلس والي البصرة محمد بن سليمان ابن عم هارون الرشيد وفي المجلس عمر بن عطاء العدوي من علماء ذلك الزمان على طلب من الناس ليناظره وهنا نجد ان الناس رغم ادعائه الجنون فهم يثقون بقوة مناظرته وحجته فلما وصل الى الدار وقال: السلام على من ابتع الهدى وتجنب الضلالة والغوى فقال عمر بن عطاء : السلام على المسلمين اجلس يا بهلول فقال: اتامرني بشيء لا مدخل لك فيه وتتقدم فيه على رجل فضله عليك ظاهر ومثلك في هذا الباب مثل رجل طفيلي على خوان رجل اخر ويريد ان يمتن على الناس ويعطيهم من هذا الخوان فبقي عمر بن عطاء مبهوتها لا يحير جوابا حينئذ قال محمد بن سليمان لابن عطاء كنت تريد ان تناظره وهو في حديث الورود جعلك ساكتا مبوهتا . ثم اذن له سليمان بالجلوس فقال له عمر : يا بهلول اما انت تسألني او اسالك فقال: لا احب ان اكون سائلا ولا مسؤلا . فقال العدوي لماذا ؟ قال: لاني اذا سالتك عن شيء لا تعلمه لا تقدر ان تجيب عنه واذا سألتني تسألني عن طريق التعند والعناد فيختلط الحق بالباطل والذين هم كذلك نهى عن الله عن مجالستهم بقوله تعالى ((واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكر مع القوم الظالمين)) . فقال العدوي: ان كنت من اهل الايمان فقل لي ما هو الايمان؟ هنا اخرج البهلول مكنون نفسه فقال: قال مولاي جعفر بن محمد الصادق (ع) الايمان عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوراح والاركان . فقال العدوي: تقول ان امامك الصادق فيظهر من هذا انه في زمانه لم يكن صادق غيره . فقال بهلول: هو كذلك ومع ذلك فهو يجري عليك فان جدك سمي ابا بكر الصديق فهل في زمانه لم يكن صديق غيره . فقال العدوي: بلى لم يكن غيره . فقال بهلول: كلامك هذا رد على الكتاب والسنة اما الكتاب فلان الله تعالى جعل من امن بالله وبرسله صديقا والذين امنوا بالله وبرسله اولئك هم الصديقون . واما السنة فلأن رسول الله (ص) قال لبعض اصحابه: اذا فعلت خيرا كنت صديقا . فقال العدوي: ان ابا بكر سمي صديقا لانه اول رجل صدق الرسول (ص). فقال بهلول: مع ان الاولوية ممنوعة فأن تخصيصه بذلك خطأ في اللغة ورد على الاية المذكورة فترك العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل من غصن الى غصن الى ان قال للبهلول من امامك؟ قال:امامي من اوجب الرسول له على الخلق الولاء وتكاملات فيه الخيرات وتنزه عن الاخلاق الدنيات ذلك امامي وامام البريات. فقال له العدوي: ويلك اذن لا ترى ان امامك هارون الرشيد. فقال البهلول: انت لاشيء ترى امير المؤمنين خال من هذه الصفات والمحامد والله اني لاظن انك عدو لامير المؤمنين مخالف له في الاعتقاد وتظهر الاعتقاد بخلافته واقسم بالله لو بلغه هذا الخبر لادبك تأدبيا بليغا فضحك عند ذلك محمد بن سليمان وقال لعمر بن عطاء: والله لقد ضيعك بهلول وجعلك لا شيء واوقعك في الورطة التي اردت ان توقعه فيها وما احسن بالانسان ان يبتعد ما لا يحسنه وما اقبح شيء ان يدخل في شيء يعلم انه ليس من اهله ولم يئلو البهلول جهدا في ان يحكم مواعظة حتى بوجه هارون الرشيد العباسي فقد حكى الفضل بن ربيع قال: حججت مع هارون الرشيد فما صرنا الى الكوفة وكنا في طاق المحامل وذا ببهلول قاعد يلعب بالتراب فابتدر اليه الخدم فطروده فاسرعت اليه وقلت: هذا امير المؤمنين قد اقبل فلما حاذاه الهودج قام قائما وقال: يا هارون حدثني ايمن بن نائل قائلا : حدثني قداما بن عبدالله قال: رايت رسول الله (ص) بمنى على جمل احمر تحن رحل رث ولم يكن ضرب ولا طرد ((اي لم يكن احد يضرب ويطرد الخلق من بين يديه)) فقلت: يا امير المؤمنين انه بهلول المجنون قال: قد عرفته قل يا بهلول واوجز قال: يا امير المؤمنين من رزقه الله مالا وجمالا فعف من جماله وواسا من ماله كتب عند الله في ديوان الابرار فظن هارون ان عليه دينا . فقال: قد امرنا ان يقضى عليك دينك قال: لا تفعل يا امير المؤمنين دين بدين اردد الحق الى اهله فالجميع ما في يديك دين عليك فقال: قد امر ان يجرى عليك نفقة قال: لا تفعل اتراه اجرى عليك ونسيني والجدير بالذكر ان البهلول قد جعل من بعض المؤرخين شاخصا يعلقون عليه كثيرا من الاكاذيب كما وضعوا على جحا كل ما فيه سخر وعلى ابي نؤاس كلما ما فيه مجون وعلى مجنون ليلى كل شعر فيه توجد من هنا وجب على كل باحث ان يكون دقيقا فيما ينقله عن سيرته لان بعضها حتما مجاف للحقيقة.
    المشهور انه من بني العباس وقد ذكروا لاظهاره

    لا تحزن على خل تفارقه ***** اذا لم يكن طبع الوفاء فيه
    فمنهم كتاج الرأس تلبسه ***** ومنهم كقديم النعل ترميه




  • #2
    الاخت الفاضلة وفقكم الله وزاد من بركاته عليكم بفضل الصلاة على محمد وال محمد
    ونامل المزيد والتواصل لخدمة الدين الحنيف

    .................................................. ...............................
    لا عذب الله أمي إنها شــربت حب الوصـي وغـذتـنيه باللبنِ
    وكان لي والد يهوى أبا حسنِ فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسنِ

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      والصلاة والسلام على اشرف المرسلين , العبد المؤيد والرسول المسدد ,والمصطفى الامجد , والمحمود الاحمد , ابي القاسم محمد , وعلى آله الطيبين الطاهرين , واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الآن وفي كل آن الى قيام يوم الدين .


      الاخت الكريمة ( قرةعين المرتضى )وفقكم الله وزادكم من بركاته عليكم بفضله وبفضل الصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين,
      ونترقب ونتأمل من جنابكم الكريم المزيد والتواصل لخدمة الدين والمذهب الحق .

      تعليق


      • #4
        اشكرك اخي (كاظم الحاتمي) على مشاركتك وعلى ملاحظتك التي قدمتها لي وارجو من الله ان يوفقنا لخدمةدينةالحنيف

        لا تحزن على خل تفارقه ***** اذا لم يكن طبع الوفاء فيه
        فمنهم كتاج الرأس تلبسه ***** ومنهم كقديم النعل ترميه



        تعليق

        يعمل...
        X