بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه وخير الخلق وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الاخيار المنتجبين ومن تبعه باحسان الى قيام يوم الدين. فدفن الرجل بمحضر امير المؤمنين (عليه السلام) واصبح قبره دالة معلومة وكان الامام زين العابدين (عليه السلام) كان يأتي من الحجاز لزيارة قبر جده خفية مصطحبا معه ولده الباقر (عليه السلام) فيربط ناقته قرب مقام صافي الصفا ويتوضأ من البئر الموجودة جانبه ثم يسير كهيئة الراكع فيزور قبر جده ويعود متخفيا ولما اظهر الامام الصادق (عليه السلام) القبر في زمن الدولة العباسية اخذ الزوار والوافدون من الشيعة يتقاطرون لزيارة الامير (عليه السلام) وكانت القوافل تتدفق بجوار قبر صافي الصفا بحيث بقي ردحا من الزمن وكأنه بوابة الدخول لزيارة الامير علي بن ابي طالب (عليه السلام) ويبدو ان القبر بقي على تواضعه في الازمان الغابرة وبحدود ما وصلنا ان اول قبة عقدت عليه كما يقول بعض المؤرخين كانت سنة 759 للهجرة في عهد الدولة الجلائرية حيث مكتوب على صخرة هناك النص التالي (اجهد وسعى في انشاء هذه القبة الشريفةعلى مشرفها السلام السيد المعظم علاء الدين بن مير مجيد المدني المداح بمساعدة ملك الحاج محتشم الفهماني سنة759 للهجرة النبوية . العمارةالثانية كانت عام 1142 للهجرة والتي تمت فيها توسعةالمزار واضيفت بعض الملحقات في عهد السادن (الحاج محسن بن سعيد وبمساعي وبذلك الحاج محمد تقي ال عصيدة ) كما هو مثبت على احدى الصخور في المكان. وفي سنة 1179 جرى ترميم المزار واضافة بعض النوافذ في عهد (الحاج محسن بن سعيد ) وبنفقة احد التاجر الاتراك واسمه (علي) ويدل على ذلك نقش على احدى الاحجار هناك. وفي عام 1983 جرى تعمير المرقد على نفقة سدنته الموجودن الى الان ابنائهم (ال شنون الخالدي المخزومي) هذه العائلة توالت على خدمة الضريح منذ عام 1000 للهجرة. وفي عام 2003 تعرض المرقد الى التدمير الكامل بالقصف الجوي من قبل قوات التحالف وقد جرى ضمه الى وقف ديوان الوقف الشيعي وبوشرباعماره حيث تكاد تنتهي مراحله الاولى (هذه المعلومات تم تزويدها من قبل السادن الحالي الحاج عبد الحسن ال شنون المخزومي) نحن لنا وقفة مع هذه الروايات وقفة يسيرة فنحن اما شخص عاقل اسمه صافي الصفاقد خمرته التجارب وساد قومه بعقله وحكمته وقد قادته بصيرته الى الولاء التام لمحمد وال محمد حيث لجأ الى الوصي (عليه السلام) مستخرجا منه العلم الخالص والسر الذي استودعه اياه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مما يدل على رجاحة عقله ايضا ان قدم بين يديه حاجته عتق اربعمئة عبد لوجه الله تعالى وطمعا بقضاء حاجته ثم عاد فاردفها بصدقة تبلغ عشرة الاف دينار مستفهما عن افضل موارد الانفاق التي دله عليها امير المؤمنين (عليه السلام) ثم ما لبث ان اوصى بدفن جثته في ذلك المكان .فهل كان على علم بقداسة جوار الامام (عليه السلام) ام انه افترض ذلك افتراضا فلا شك انه لا يعلم الغيب الا مما جرى اطلاعه عليه ومع الاسف لم يذكر لنا التاريخ من اين حصل على العلم هذا. ثم وجدنا ان الامام (عليه السلام) قد صادق على وصية الرجل وجرى الدفن بحضوره ولعله تولى الصلاة عليه كما يظهر من سياق الرواية هذه البقعة المباركة حوت على اربعة قبور من الانبياء (عليهم السلام) وهم (ادم ونوح وهود وصالح). واحتوى وادي السلام على كثير من المقامات الشريفة وهو لعله اكبر مقبرة في العالم يقدر عدد القبور فيها بستة ملايين على الاقل وهذا الرقم كاقل اذ ان الشيعة درجوا منذ الف عام على الاقل على دفن موتاهم فيها وليس من العراق وحده بل بل من شتى انحاء العالم وقد اعتمد فقهائنا على رواية صافي الصفا للافتاء بجواز نقل الجثمان لدفنه في مكان اشرف من موضع موته منهم على سبيل المثال المحقق الحلي والشيخ جعفر الكبير والشيخ الجواهري وصاحب الحدائق البحراني وغيرهم. وقد ثبت من خلال الروايات ان وادي السلام ما يعرف بحديقة امير المؤمنين (عليه السلام) هو بقعة مباركة من بقاع جنةعدن وان ارواح المؤمنين تجتمع هناك .
تعليق