إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من معاجز امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من معاجز امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

    بسم الله الرخمن الرحيم
    وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم

    من معاجز امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

    عن الإمام الحسين(عليه السلام) : كنت مع عليّ بن أبي‏ طالب‏(عليه السلام) في الطواف في ليلة ديجوجية قليلة النور، وقد خلا الطواف ونام الزوّار وهدأت العيون إذ سمع مستغيثاً مستجيراً مترحّماً بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول:

    يا مَن يُجيب دعاءَ المضطَرّ في الظُّلمِ
    يا كاشفَ الضُّرِّ والبلوى مع السَّقَمِ
    قد نام وفدُكَ حول البيت وانتبهوا
    يدعو وعينُك يا قيّومُ لم تَنَمِ
    هب لي بجودك أفضلَ العفو عن جُرمي
    يا مَن أشار إليه الخَلقُ في الحرمِ
    إن كان عفوك لا يلقاه ذو سَرفٍ
    فمَن يجود على العاصين بالنِّعمِ
    قال الحسين بن علي(عليه السلام) : فقال لي: يا أباعبداللَّه، أسمعت المنادي ذنبه المستغيث ربّه؟
    فقلت: نعم قد سمعته. فقال: اعتبره عسى تراه.
    فما زلت أخبط في طخياء الظلام، وأتخلل بين النيام، فلما صرت بين الركن والمقام بدا لي شخص منتصب فتأمّلته فإذا هو قائم، فقلت:
    السلام عليك أيّها العبد المقرّ المستقيل المستغفر المستجير أجب باللَّه ابنَ عمّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ! فأسرع في سجوده وقعوده وسلّم، فلم يتكلّم حتى أشار بيده بأن تقدّمني فتقدّمته، فأتيت به أميرالمؤمنين(عليه السلام) فقلت: دونك ها هو. فنظر إليه، فإذا هو شابّ حسن الوجه نقي الثياب، فقال له: ممّن الرجل؟
    فقال له: من بعض العرب.
    فقال له: ما حالك وممّ بكاؤك واستغاثتك؟!
    فقال: حال من أوخذ بالعقوق فهو في ضيق ارتهنه المصاب وغمره الإكتياب فارتاب، فدعاؤه لا يستجاب.
    فقال له علي(عليه السلام) : ولِمَ ذلك؟!
    فقال: لأنّي كنت ملتهياً في العرب باللعب والطرب، اُديم العصيان في رجب وشعبان وما اُراقب الرحمن، وكان لي والد شفيق يحذّرني مصارع الحدثان، ويخوّفني العقاب بالنيران ويقول: كم ضجّ منك النهار والظلام والليالي والأيّام والشهور والأعوام والملائكة الكرام؟! وكان إذا ألحّ عليّ بالوعظ زجرته وانتهرته ووثبت عليه وضربته، فعمدت يوماً إلى شي‏ء من الورق‏ وكانت في الخبأ، فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه، فمانعني عن أخذها فأوجعته ضرباً ولويت يده وأخذتها ومضيت، فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك، فلم يطق يحركها من شدّة الوجع والألم فأنشأ يقول:
    جرت رَحمٌ بيني وبين منازِل
    سواءً كما يستنزل القطرَ طالبُه
    وربّيتُ حتى صار جَلداً شمردلاً
    إذا قام ساوى غاربَ الفحل غاربُه
    وقد كنتُ اُوتيه من الزاد في الصبى
    إذا جاع منه صفوه وأطايبه
    فلمّا استوى في عُنفوان شبابه
    وأصبح كالرمح الرُّديني خاطبه
    تهضَّمني مالي كذا ولوى يدي
    لوى يدَه اللَّهُ الذي هو غالبه
    ثمّ حلف باللَّه ليقدمن إلى بيت اللَّه الحرام فيستعدي اللَّه عليّ.
    قال: فصام أسابيع وصلّى ركعات ودعا، وخرج متوجّهاً على عيرانة يقطع بالسير عرض الفلاة ويطوي الأودية ويعلو الجبال حتى قدم مكّة يوم الحجّ الأكبر، فنزل عن راحلته وأقبل إلى بيت اللَّه الحرام، فسعى وطاف به وتعلّق بأستاره وابتهل وأنشأ يقول:
    يا مَن إليه أتى الحُجّاج بالجُهدِ
    فوق المهاوي من اقصى غاية البُعدِ
    إنّي أتيتك يا من لا يُخيّب مَن
    يدعوه مُبتهلاً بالواحد الصمدِ
    هذا منازلُ لا يرتاع من عَقَقي
    فخُذ بحقّيَ يا جبارُ من وَلَدي
    حتى تشلَّ بعونٍ منك جانبَه
    يا من تقدَّس لم يُولد ولم يَلِد
    قال: فوالذي سمك السماء وأنبع الماء، ما استتمّ دعاءَه حتى نزل بي ما ترى - ثمّ كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شُلّ - فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به عليَّ فلم يُجبني، حتى إذا كان العام أنعم عليَّ فخرجت على ناقة عشراء أجدّ السير حثيثاً رجاء العافية حتى إذا كنّا على الأراك وحطته وادي السجال‏ ، نفر طائر في الليل فنفرت منه الناقة التي كان عليها فألقته إلى قرار الوادي وارفضّ بين الحجرين فقبرته هناك، وأعظم من ذلك أنّي لا اُعرف إلّا المأخوذ بدعوة أبيه.
    فقال له أميرالمؤمنين(عليه السلام) : أتاك الغوث! ألا اُعلمك دعاءً علّمنيه رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وفيه اسم اللَّه الأكبر الأعظم العزيز الأكرم الذي يجيب به من دعاه، ويُعطي به من سأله، ويفرج الهمّ ويكشف به الكرب ويذهب به الغم، ويُبرئ به السقم ويجبر به الكسير، ويُغني به الفقير ويقضي به الدين ويرد به العين، ويغفر به الذنوب ويستر به العيوب، ويؤمن به كلّ خائف من شيطان مريد وجبار عنيد، ولو دعا به طائع للَّه على جبل لزال من مكانه أو على ميت لأحياه اللَّه بعد موته، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب. فاتقِ اللَّه أيّها الرجل فقد أدركتني الرحمة لك، وليعلم اللَّه منك صدق النيّة أنّك لا تدعو به في معصيته ولا تفيده إلّا الثقة في دينك، فإن أخلصت النيّة استجاب اللَّه لك، ورأيت نبيّك محمّداً(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في منامك يبشّرك بالجنة والإجابة.
    قال الحسين بن علي (عليهما السلام) : فكان سروري بفائدة الدعاء أشدّ من سرور الرجل بعافيته وما نزل به؛ لأنّني لم أكن سمعته منه ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك.
    ثمّ قال: ائتني بدواة وبياض واكتب ما اُمليه عليك، ففعلت؛ وهو:
    «بسم اللَّه الرحمن الرحيم اللهمّ إنّي أسألك باسمك يا ذا الجلال والإكرام...» وتسأل اللَّه تعالى ما أحببت وتسمّي حاجتك ولا تدع به إلّا وأنت طاهر، ثمّ قال للفتى: إذا كانت الليلة فادع به عشر مرّات وأتني من غدٍ بالخبر.
    قال الحسين بن علي (عليهما السلام) : وأخذ الفتى الكتاب ومضى فلما كان من غد ما أصبحنا حسناً حتى أتى الفتى إلينا سليماً معافىً والكتاب بيده وهو يقول: هذا واللَّه الاسم الأعظم استُجيب لي وربّ الكعبة.
    قال له عليّ صلوات اللَّه عليه: حدّثني.
    قال: هدأت العيون بالرقاد واستحلك جلباب الليل رفعت يدي بالكتاب ودعوت اللَّه بحقّه مراراً فاُجبت في الثانية حسبك فقد دعوت اللَّه باسمه الأعظم، ثمّ اضطجعت فرأيت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في منامي وقد مسح يده الشريفة عليّ وهو يقول: احتفظ باسم اللَّه الأعظم العظيم فإنّك على خير، فانتبهت معافىً كما ترى فجزاك اللَّه خيراً .

    المصدر

    موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ
    المؤلف : محمد الريشهري



  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على اشرف المرسلين , العبد المؤيد والرسول المسدد ,والمصطفى الامجد , والمحمود الاحمد , ابي القاسم محمد , وعلى آله الطيبين الطاهرين , واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الآن وفي كل آن الى قيام يوم الدين .
    .................................................. ..................................
    بارك الله فيكم اخونا ( ضياء الحفار) ادام الله بركاتكم وانار قلبكم بحب محمد وآل محمد , موضوع رائع ,ونامل المزيد.....شكرا لكم

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
      كل الشكر والتقدير للاخ المحترم ( كاظم الحاتمي ) لمروركم الطيب بموضوعنا
      نسأل الله ان يوفقنا وأياكم لكل خير
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق

      يعمل...
      X