بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد نصَّ القرآن الكريم على ثبوت اللعن في الدنيا والآخرة بحق كلّ من يؤذي الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ))[1] ومن الثابت تاريخياً أنَّ معاوية قد آذى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحربه لعلي ( عليه السلام ) وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين : (( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ))[2] فمعاوية بحربه لعلي ( عليه السلام ) تشمله الآية باللعن . وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
وكذلك آذى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) بسبه لعلي ( عليه السلام ) على المنابر وكذلك لم يكتفِ بذلك بل أمر رعيته بسبه ولعنه وقال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : (( من سبَّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبَّ الله ))[3] ، ومع ذلك فقد صرح النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأن من آذى علياً ( عليه السلام ) آذى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث قال : (( من آذى علياً فقد آذاني ))[4]
ومع هذا وذاك فقد صرح الحاكم في المستدرك على الصحيحين أن سبَّ عليٍّ ( عليه السلام ) يؤذي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (( حدثني أبو بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن أبيه قال : جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس ، فقال : « يا عدو الله آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مهيناً )) لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً لآذيته » " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه "[5].
فثبت أنَّ معاوية ملعون ولعنه يستفاد من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة .
والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين .
[1] . سورة الأحزاب : آية : 57 .
[2] . مسند أحمد ، ج 19 ، ص 364 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم ، ج 11 ، ص 20 ، صحيح ابن حبان ، ج 28 ، ص 495 .
[3] . مسند أحمد ج 54 ، ص 185 ، السنن الكبرى ، ج 5 ، ص 133 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم ، ج 10 ، ص 422 .
[4] . مسند أحمد ج 32 ، 157 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 10 ، ص 426 ، صحيح ابن حبان ، ج 28 ، ص 388 .
[5] . المستدرك على الصحيحين للحاكم ، ج 10 ، ص 425 .
تعليق