الحمد لله رب العالمين وصلى الله على اشرف الخلق أجمعين محمد وآله الغر الميامين ولاسيما بقية الله إمام زماننا المهدي
الموعود عجل الله فرجه الشريف وجعلنا وإياكم من أصحابه وأنصاره والمستشهدين تحت لوآئه
كانت رجاء تسير وهي مليئة بالحزن والاسى لانها كانت تعاني الكثير من الأمراض التي عجز الجميع عن علاجها فكانت تسير لوحدها
ودموعها على خديها وتتمنى ان تجد من يعالج لها تلك
الامراض لانها يئست من علاجها وفي ألاثناء وجدت أمامها علبة دواء فرحت كثيرا لانها تصورت أن هذه العلبة هي الدواء الذي سوف
يشفيها من الأمراض التي كانت تعانيها عادت البسمة على شفتيها
فرحت كثيرا وقالت أن هذا الدواء سوف ينهي الآمي واحزاني أحبت ذلك الدواء كثيرا وبنت عليه الامال وبدأت تأخذ منه كل يوم جرعة
ظناً منها أنه الدواء الحقيقي ولكن وللأسف بدأت في كل يوم
تزداد حالتها سوءاً ولكنها كانت لاتبالي وتقول : لعل الشفاء يأتي تدريجياً وليس بهذه السرعة .
فكانت تتحمل الالم الذي يزداد كل يوم باعتقاد أن الشفاء ياتي فيما بعد ولكن وللأسف ( ازداد الطين بلة ) ماذا تفعل هل تترك الدواء ؟
لم تعلم ماذا تفعل لانها تعلقت بذلك الدواء وأحبته وظنت انه المخلص الوحيد
من كل تلك المعانات قالت : فالأصبر لعله الفرج يأتي ولكن لاجدوا إلى أن وصل بها الحال ان تأزمت حالتها جداً وأصبحت لاتقوى
حتى على المشي وقاربت علبة الدواء على الانتهاء والوضع يزداد سوءاً
إلى أن انهت العلبة بكاملها وقد قاربت على الموت فعلاً فخرجت يوما لكي تودع الحياة وتلقي النضرة الأخيرة عليها وهي تحمل
بيدها تلك العلبة التي بنت الامال عليها وفي الاثناء
صادفت رجلاً وقوراً فلما رأها على تلك الحال سألها :ماذا تحملين بيدك ؟ فقالت : دواءٌ يشفي آلامي ولكن لم أزداد إلا الماً وعذابأ .
فقال لها : هذا ليس دواء , بل هذا سم قاتل لادواء له .
صدمت صدمة كبيرة بهذا الكلام , سم !ماذا تقول ايها الرجل , إنه دواء فكيف تقول إنه سم .
قال لها : ألم تقرأي مامكتوبٌ عليها .
صدمت أكثر عندما التفت وقرأت على العلبة مكتوب (سم قاتل ) لم تلتفت ولم تنتبه ولم تقرأ فرحتها بهذا الدواء أنستها حتى
أن تقرأ مامكتوب عليها أو حتى تسأل شخص عنه أو تستشير أحداً قبل أخذها الدواء
التفتت إلى الدواء وخاطبته قائلة : لماذا فعلت هذا بي ؟لماذا لم تخبرني أنك سم ؟ألم ترفق بحالي ؟ ألم تحزن علي ّ,وألم وألم ...ولكن
مالفائدة ثم التفتت إلى الرجل وقد امتلئت عينها بالدموع ولم يعد ينفع البكاء فقد فقدت حياتها بسبب تهورها وعدم التفاتها ووو ...
ماذا تفعل ..؟ياألهي مالحل .
ولكن الرجل قال لها مبتسماً : لازال هناك أمل (إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) هنالك علاج وإن كان بطيئا
ولكن يعطي أملاً بالنجاة .
قالت : ماهو دُلني عليه .
قال لها : ولكنه يحتاج إلى أمور لابد من ألتزامك بها لكي تنجوا .
قالت أفعل ماتقول ولكن خلصني
قال لها : 1-عليك أن تنسي ذلك السم
2-عليك أن تنسي أنك بنيت عليه الآمال وانك أحببته .
3- عليك أن تؤمني أن الله لايظلم احداً .
4- عليك أن تؤمني أنه لايوجد داء إلا ويوجد له دواء .
5- عليك أن تتوكلي على الله وانه (إذا مرضت فهو يشفين ).
6- عليك أن تصبري فالشفاء يحتاج إلى وقت .
7-عليك بالدعاء فانه مفتاح الفرج.
وهكذا عاد الأمل إلى رجاء التي بتهورها كادت تفقد حياتها .
أخوتي أخواتي هذا هو حالنا اليوم الكثير منا يرمي نفسه بالتهلكة باعتقاد أنها النجاة وإذا بها الدمار والخراب يريد أن يخلص
من واقع مرير يعيشه وإذا به يقع في واقع امر منه
علينا ان نلتفت قبل ان نقدم على اي أمر فقد حالف الحظ رجاء ووجدت من ينقذها فقد لانجد من ينقذنا وبالتالي نفقد حياتنا
أتمنى أن تاخذوا العبرة كما اخذتها رجاء
والسلام عليكم ورحمة الله
تعليق