تويت
في عبادة واسرار الصوم
قال تعالى :{كتب عليكم الصوم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}1
وقال النبي {صلى الله عليه واله وسلم) :{الصوم جنّة من النار} 2
وقال (صلى الله عليه واله وسلم} :{الصائم في عبادة وان كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما}3
وقال (صلى الله عليه واله وسلم}:قال الله تعالى:{الصوم لي وانا اجزي به 4 و{للصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه تعالى}5 {والذي نفس محمد بيده لخلوف 6 فم الصائم عند الله اطيب من ريح المسك}7
وقال الباقر (عليه السلام) :{بني الاسلام على خمسة اشياء :على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية}8
وقال الصادق (عليه السلام): من صام لله تعالى يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به الف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى اذا افطر قال الله تعالى: ما اطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا اني قد غفرت له}9 والريح النفس بالتحريك.
وقال (عليه السلام) نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب}10
وقال الكاظم (عليه السلام) :{قيلوا 11 فان الله تبارك وتعالى يطعم الصائم ويسقيه في منامه}12
قيل ولو لم يكن في الصوم الى الارتقاء من حضيض 13 حظوظ النفس البهيميّة الى ذروة 14 التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة وانما كان الصوم جنة من النار لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما تصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة كما ان الجنة تدفع بها عن صاحبها حر الحديد وانما قال ما لم يغتب مسلما لان الغيبة اكل لحم لميتة فهو نوع من الاكل يتقوى به البدن وانما كان الصوم لله مشرفا بالنسبة الى الله وان كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبه اليه والارض كلها له لمعنيين:
احدهما ان الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد فجميع الطاعات بمشهد من الخلق ومرءاً والصوم لايعلمه الا الله فانه عمل بالباطن بالصبر المجرد خالص لله وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة احد فيه.
والثاني انه قهر لعدو الله فان وسيلة الشيطان الشهوات وانما تقوى الشهوات بالاكل والشرب.
ولذلك قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم):{ان الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع}15 ,فالشهوات مرتع الشياطين ومرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع تردّدهم وما داموا يتردّدون فلا ينكشف على العبد جلال الله وكان محجوبا عن لقائه .
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :{لولا ان الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماء} 16
وسبب الفرحة عند الافطار اما للخواص فاستشعارهم التوفيق من الله تعالى على اتمام الصيام ونيل الاجر واما للعوام فانقضاء المقدسات ونيل المشتهيات .
وسبب الفرحة عند لقاء الرب اما للخواص فحصول نور القلب لهم المستفاد من انكسار قوتي الشهوة والغضب المظلمتين له بالجوع الباعث لهم ان يعبدوا الله عيانا كأنهم يرونه وهو المعنى باللقاء وخلوف الفم تغيره وانما صار اطيب عند الله من ريح المسك لانه سبب طيب الروح الذي هو عند الله من الانسان كما ان بدنه عند نفسه واليه اشير في قوله تعالى:{ما عندكم ينفذ 17 وما عند الله باق }18 واين اطيب الروح من طيب المسك فان الاول روحاني عقلي معنوي والثاني جسماني حسي صوري.
1- سورة البقرة :اية 183
2- التهذيب :ج4 ص151 , والمحاسن :ص287 والكافي :ج4 ص62 والعوالي:ج3 ص132
3- المكارم :ص 138 والكافي: ج 4 ص 64 ومن لايحضره الفقيه :ج2 ص 44
4- التهذيب:ج4 ص 152 والكافي ج4 ص 63 والعوالي: ج3 ص 132 والمكارم :ص 138 ودعائم الاسلام
5- مكارم الاخلاق :ص138 والكافي :ج4 ص65 ومن لايحضره الفقيه :ج2 ص 45
6- الخلوف بضم الخاء على الاصح وقيل بفتحها هو رايحة الفم المتغير من قولهم :خلف فم الصائم خلوفا من باب قعد أي تغيرت رايحة فمه.م.
7- من لايحضره الفقيه :ج2 ص44 وثواب الاعمال :ص80 واحياء علوم الدين :ج1 ص205
8- العوالي:ج3 ص132 والكافي :ج4 ص62 والمحاسن :ص286 والتهذيب :ج4 ص151
9- من لايجضره الفقيه:ج2 ص45
10-من لايحضره الفقيه:ج2 ص46 والمحاسن: ص72 وثواب الاعمال :ص80
11-من القيلولة ,قال قيلولة :نام في القائلة أي منتصف النهار (المنجد) قال في مجمع البحرين:في الحديث:القيلولة تورث الغنى وفسرت بالنوم وقت الاستواء والقيلولة تورث الفقر وفسرت بالنوم وقت صلاة الفجر والقيلولة تورث السقم وفسرت بالنوم اخر النهار
12-ثواب الاعمال :ص80
13- الحضيض:القرار من الارض عند اسفل الجبل (المنجد)
14- الذروة: العلو والمكان المرتفع اعلى الشيء (المنجد)
15- احياء علوم الدين :ج3 ص28
16- احياء علوم الدين :ج1 ص206
17-نفد كسمع نفادا ونفدا فنى وذهب .ق
18- سورة النحل :اية 96.
(الحقايق في محاسن الاخلاق –للعلامة المحدث الفيض الكاشاني)
قال تعالى :{كتب عليكم الصوم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}1
وقال النبي {صلى الله عليه واله وسلم) :{الصوم جنّة من النار} 2
وقال (صلى الله عليه واله وسلم} :{الصائم في عبادة وان كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما}3
وقال (صلى الله عليه واله وسلم}:قال الله تعالى:{الصوم لي وانا اجزي به 4 و{للصائم فرحتان حين يفطر وحين يلقى ربه تعالى}5 {والذي نفس محمد بيده لخلوف 6 فم الصائم عند الله اطيب من ريح المسك}7
وقال الباقر (عليه السلام) :{بني الاسلام على خمسة اشياء :على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية}8
وقال الصادق (عليه السلام): من صام لله تعالى يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ وكل الله به الف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى اذا افطر قال الله تعالى: ما اطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا اني قد غفرت له}9 والريح النفس بالتحريك.
وقال (عليه السلام) نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب}10
وقال الكاظم (عليه السلام) :{قيلوا 11 فان الله تبارك وتعالى يطعم الصائم ويسقيه في منامه}12
قيل ولو لم يكن في الصوم الى الارتقاء من حضيض 13 حظوظ النفس البهيميّة الى ذروة 14 التشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلا ومنقبة وانما كان الصوم جنة من النار لانه يدفع حر الشهوة والغضب اللتين بهما تصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا وتبرز له في الاخرة كما ان الجنة تدفع بها عن صاحبها حر الحديد وانما قال ما لم يغتب مسلما لان الغيبة اكل لحم لميتة فهو نوع من الاكل يتقوى به البدن وانما كان الصوم لله مشرفا بالنسبة الى الله وان كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبه اليه والارض كلها له لمعنيين:
احدهما ان الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد فجميع الطاعات بمشهد من الخلق ومرءاً والصوم لايعلمه الا الله فانه عمل بالباطن بالصبر المجرد خالص لله وجزاؤه من عنده خاصة من غير مشاركة احد فيه.
والثاني انه قهر لعدو الله فان وسيلة الشيطان الشهوات وانما تقوى الشهوات بالاكل والشرب.
ولذلك قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم):{ان الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع}15 ,فالشهوات مرتع الشياطين ومرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع تردّدهم وما داموا يتردّدون فلا ينكشف على العبد جلال الله وكان محجوبا عن لقائه .
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :{لولا ان الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماء} 16
وسبب الفرحة عند الافطار اما للخواص فاستشعارهم التوفيق من الله تعالى على اتمام الصيام ونيل الاجر واما للعوام فانقضاء المقدسات ونيل المشتهيات .
وسبب الفرحة عند لقاء الرب اما للخواص فحصول نور القلب لهم المستفاد من انكسار قوتي الشهوة والغضب المظلمتين له بالجوع الباعث لهم ان يعبدوا الله عيانا كأنهم يرونه وهو المعنى باللقاء وخلوف الفم تغيره وانما صار اطيب عند الله من ريح المسك لانه سبب طيب الروح الذي هو عند الله من الانسان كما ان بدنه عند نفسه واليه اشير في قوله تعالى:{ما عندكم ينفذ 17 وما عند الله باق }18 واين اطيب الروح من طيب المسك فان الاول روحاني عقلي معنوي والثاني جسماني حسي صوري.
1- سورة البقرة :اية 183
2- التهذيب :ج4 ص151 , والمحاسن :ص287 والكافي :ج4 ص62 والعوالي:ج3 ص132
3- المكارم :ص 138 والكافي: ج 4 ص 64 ومن لايحضره الفقيه :ج2 ص 44
4- التهذيب:ج4 ص 152 والكافي ج4 ص 63 والعوالي: ج3 ص 132 والمكارم :ص 138 ودعائم الاسلام
5- مكارم الاخلاق :ص138 والكافي :ج4 ص65 ومن لايحضره الفقيه :ج2 ص 45
6- الخلوف بضم الخاء على الاصح وقيل بفتحها هو رايحة الفم المتغير من قولهم :خلف فم الصائم خلوفا من باب قعد أي تغيرت رايحة فمه.م.
7- من لايحضره الفقيه :ج2 ص44 وثواب الاعمال :ص80 واحياء علوم الدين :ج1 ص205
8- العوالي:ج3 ص132 والكافي :ج4 ص62 والمحاسن :ص286 والتهذيب :ج4 ص151
9- من لايجضره الفقيه:ج2 ص45
10-من لايحضره الفقيه:ج2 ص46 والمحاسن: ص72 وثواب الاعمال :ص80
11-من القيلولة ,قال قيلولة :نام في القائلة أي منتصف النهار (المنجد) قال في مجمع البحرين:في الحديث:القيلولة تورث الغنى وفسرت بالنوم وقت الاستواء والقيلولة تورث الفقر وفسرت بالنوم وقت صلاة الفجر والقيلولة تورث السقم وفسرت بالنوم اخر النهار
12-ثواب الاعمال :ص80
13- الحضيض:القرار من الارض عند اسفل الجبل (المنجد)
14- الذروة: العلو والمكان المرتفع اعلى الشيء (المنجد)
15- احياء علوم الدين :ج3 ص28
16- احياء علوم الدين :ج1 ص206
17-نفد كسمع نفادا ونفدا فنى وذهب .ق
18- سورة النحل :اية 96.
(الحقايق في محاسن الاخلاق –للعلامة المحدث الفيض الكاشاني)
تعليق