إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس عقائدية تجمع بين الاصالة والتجديد ( المدخل )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس عقائدية تجمع بين الاصالة والتجديد ( المدخل )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدخل

    لا اسهب عليكم بالكلام وادخل مباشرة في المدخل واقول :

    الدرس الاول في المدخل وفيه مسائل :

    قبل ان ندخل علينا اولا ان نعرف ما يلي من المسائل :

    المسألة الاولى : لماذا نبحث عن دين وشريعة الهية اصلا وما هي الفائدة المتواخاة من ذلك ؟

    الجواب : الجواب لإسباب كثيرة جدا ولكنا سنكتفي باربع فوائد منها :

    الاولى : الفكرية .
    الثانية : الاخلاقية .
    الثالثة : الاجتماعية .
    الرابعة : النفسية .

    اما الاولى : وهي الفائدة الفكرية ..

    فخلاصتها هي حجة الجهل بمعنى اننا اذا اعتقدنا بالدين الالهي فان جميع الاديان تتفق على مبدأ الا وهو " ان لهذا الكون مبدءا وبداية ومنتهى ونهاية " ويكفينا في المقام ان نستشهد بمقولة الاسلام التي يرددها المسلمون وهي" انا لله وانا اليه راجعون " فهذه المقولة انعكاس واضح للرؤية الدينية تجاه الوجود وتفسير لواقع الكون واعطاء الايديولوجية الواضحة التي لا يبقى معها الانسان حاملا لسؤال من الاسئلة المحورية التي تختلج في صدره منذ نعومة اضفاره وهي :
    من اين ؟
    وفي اين ؟
    والى اين ؟
    بينما في الطرف المقابل تبقى المسألة غائمة مبهمة عند اللاديني وتبقى علامات الاستفهام تلوح في وجهه حائرا في تفسير هذا الوجود العظيم .. وحسبك هذه من فائدة ..

    واما الثانية : وهي الاخلاقية ..

    اذ ان الدين في الحقيقة جاء بالوعد والوعيد وهذا من شأنه ان يدعّم القوانين الاخلاقية التي لا يمكن لإي انسان ان يعيش في مجتمع يخلو من اخلاق فهو يضمن لصاحب الخلق الرفعيع الجزاء الحسن والوعد الجميل والعكس بالعكس ويعطي محفزا لتلكم القوانين بحيث تغدو قوانين معها جزاء وحساب مما يجعل الفرد الانساني اكثر حماسا وتشجيعا في تطبيقها .. وما اعظمها من فائدة ..

    واما الفائدة الثالثة وهي الفائدة الاجتماعية

    فان الاعتقاد بالدين يعني لنا بالضرورة توطيد العلاقات الاجتماعية وتحسينها ويمكن ان نمثل بمثال بسيط جدا ولكنه يوضح الفكرة ..
    الاسلام مثلا يعتبر من الواجبات الدينية " صلة الرحم " ويؤكد عليها ويدفع بالانسان على تطبيقها بل واكثر من ذلك ويحاسب من قطع رحمه ويتوعده بالعقاب .. وكذلك زيارة المريض وكذلك التعامل مع الناس تعاملا لا يقوم على اساس التمايز على المال او الوجاهة او يقوم على اساس نفعي ومصلحي وحسبك في ذلك ما ورد عن علي عليه السلام " الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق "

    اما الفائدة الرابعة:

    والفائدة الاخيرة هي سد الحاجة النفسية والفطرية الملحة التي تحتم على الانسان ارواؤها وسدها لئلا يعيش في اضطراب وضنك نفسي وهو امر وجداني يجده كل من رجع الى فطرته ونحن لا نريد ان نستشهد بما قيل او يُقال من قبل المدارس الغربية بعد ان يكتشف الانسان بنفسه هذا الوازع الديني ولهذا قال الله تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه : 124] وايضا " {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28]

    يُتبع >>
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 26-05-2012, 05:52 AM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2
    المسألة الثانية : ( في ادوات المعرفة )
    الله ــ والكون ـــ والانسان ــ لا تخرج قضية من القضايا ولا حقيقة من الحقائق الا وهي داخلة في سياق هذا الثلاثي وحين يريد الانسان ان يصل أي حقيقة فهو مضطر للبحث والتنقيب ثم الوصول الى ما يراه بنظره حقيقة ثم يؤمن بها ثم يرتب الاثر فالمرتبة الاولى للمعرفة هي البحث والتعرف على الحقائق وهنا يحتاج الانسان الى وسائل وادوات تعينه الى ذلك لتتوسط بينه وبين المعرفة الحقيقية وهذه الادوات ابرزها هي :
    1ـ العقل .
    2ـ الحس .
    3ـ الوحي .
    وكلٌ له احكامه وخواصه فلو اجرينا مفارقات سنجد ما يلي :
    العقل وخواصه :
    1ـ ادراك الكليات والمفاهيم ذات البعد الشامل والواسع والعام .. فانت تدرك بعقلك مفهوم الكتاب الذي يشمل ببركة سعته وعمومه كل كتاب القرآن ونهج البلاغة وبحار الانوار والكافي والخ ..
    2ـ مدركاته المحكمة لا تقبل الخطأ ..
    بالطبع قد مر عليكم مفهوم المحكم والمتشابه في النص الوحياني والذي اصله قوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران : 7] .. اذن فالنص الديني على قسمين وهو امر معلوم ، يمكنني ان اقول ان احكام العقل ومدركاته ايضا تنقسم الى قسمين ولا مشاحة في التقسيم اذا كان صحيحا :
    أـ مدركات واحكام وقواعد محكمة لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل الخلاف وهو ما يعبر عنه المناطقة بالبديهي.. وهذا مثل " الكل اكبر من الجزء " او " 1+1=2" او وجود الشيء وعدمه في آن واحد امر يرفضه العقل ويأباه ..وهكذا
    ب ـ متشابهة .وهي مسائل تحتمل اكثر من وجه وتدركها بعض العقول دون البعض الاخر .. والميزان في معرفة حقها من باطلها وصدقها من كذبها هو رجوعها الى القسم الاول وهو المحكم ، بالضبط كما نصنع مع النصوص القرآنية او النبوية ..
    3ـ التحليل والربط والتركيب ..
    فللعقل ان يحلل الشيء الواحد الى مالا نهاية من الاجزاء وله ان يؤلف وله ان يربط وهكذا وهو امر بيّن
    الحس وخواصه :
    في حين اننا اذا ما نظرنا الى ثاني الادوات المعرفية لدى الانسان فسنجد فيها ما يلي :
    1ـ عدم ادراك الكليات وحصر معرفتها بالمسائل الخاصة الجزئية والمحدودة بالزمان والمكان فأنت لا تشاهد كتابا عاما وانما الذي تشاهده هو القرآن او نهج البلاغة وما اشبه ولا تتذوق الحلاوة بمفهومها العام بل تتذوق حلاوة هذا التمر وهذا السكر وما اشبه .. وكذلك لا يمكننك ان تشاهد من يبعد عنك بعدا مكانيا ولا يمكن ان تتعرف على ما سيقع في مستقبل الايام ولا تشاهد ما مضى من حوادث وهكذا اذن المعرفة عن طريق الحواس خاصة لا عامة شاملة ..


    2ـ وقوع الخطأ في الحس ..

    كما ان الحس يمكن ان يقع فيما يوصله الينا من علم ومعرفة .. فمثال خطأ البصر هو ما يحكيه لنا القرآن ونعرفه بالتجربة والوجدان {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} [النور : 39] ..


    3ـ عدم امكان توضيف وربط المعارف الحاصلة بواسطة الحس ..

    فلا يمكنك ان توسط معرفة حصلت بواسطة حس لتتعرف على ما لم تشاهده بناءا على ماشاهدته مثلا فاذا اردت ان تعرف مدينة لم تكن تعرفها من قبل كمدينة بابل مثلا فلا يمكن ان تتعرف عليها بواسطة معرفتك وزيارتك لكربلاء المقدسة وهكذا


    الوحي وخواصه :

    1ـ الاعتماد عليه خاص بمن ثبت له صدقه و حقانيته و حجيته وانه من الله فالمسلمون انما يأخذون بالقرآن مثلا بعد ان ثبت عندهم انه من الله بواسطة محمد بن عبد الله ص ..
    2ـ اختصاصه بنوع خاص من البشر وعدم شموله لغيرهم .فتوسيطه لتحصيل المعرفة ببركته بفئة خاصة هم الانبياء والمرسلون والمحدَّثون ايضا كالائمة عليهم السلام
    3ـ عموميته من جهة علومه .. فالوحي لا يختص بالكليات كما هو الحال في العقل ولا يختص بالمعارف الخاصة الجزئية كما هو الحال في الحس بل يشمل الاثنين معا ..فكما ان ثمة احداث خاصة اخبر عنها القرآن مثلا كـ{ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم : 4] او الاخبار بخروج الامام المهدي عليه السلام في آخر الزمان ..وكذلك اعطى قواعد عامة في العقيدة وفي الفروع كالخمر حرام وهكذا ..

    يُتبع >>

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

    تعليق

    يعمل...
    X