بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام عليكم يا اهل بيت النبوة ، اشهد ان :
" مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى اللهِ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللهِ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهِ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهِ ، وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، أَنْتُمُ الصِّرَاطُ الأَقْوَمْ ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الفَنَاءِ ، وَشُفَعَاءُ دَارِ البَقَاءِ ، وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ ، وَالآيَةُ المَخْزُونَةُ ، وَالأَمَانَةُ المَحْفُوظَةُ ، وَالبَابُ المُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ ..."
***
والصلاة والسلام عليكم يا اهل بيت النبوة ، اشهد ان :
" مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى اللهِ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللهِ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهِ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهِ ، وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، أَنْتُمُ الصِّرَاطُ الأَقْوَمْ ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الفَنَاءِ ، وَشُفَعَاءُ دَارِ البَقَاءِ ، وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ ، وَالآيَةُ المَخْزُونَةُ ، وَالأَمَانَةُ المَحْفُوظَةُ ، وَالبَابُ المُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ ..."
***
المتن :
( والكليان إن تفارقا كليا فمتباينان ، والا فإن تصادقا كليا من الجانبين ، فمتساويان ، ونقيضاهما كذلك ، او من جانب واحد ، فأعم وأخص مطلقا ، ونقيضاهما بالعكس ..)
الشرح :
هذا شروع منه في النسب الاربع وهو المطلب الثاني من مطالب بحث الكلي ، وقد تضمن المتن اعلاه ثلاثة محاور ذات علاقة ببحث النسب الأربع :
* الأول : تعريف النسب ووجه انحصارها في اربع .
* الثاني : مرجع النسب .
* الثالث : بيان نقيضي المتساويين والعموم المطلق .
***
*( تعريف النسب وسر انحصارها في أربع )
كل لفظ اذا ما قيس ونسب الى آخر فلا يخلو الامر من ان يكون :
أـ مفهومهما ومعناهما واحد فهو الترادف كالانسان والبشر وكالاسد والغضنفر .
ب ـ معناهما مختلف ومتغاير فإن كانت حيثية الصدق واحدة فهو التساوق كالوجود والشيئية.
ج ـ ومع تغاير معناهما واختلاف حيثية الصدق فلا يخلو الامر من حالات ثلاث :
الاولى : ان يكونا جزئيين فلا يكون بينهما الا التباين كمفهوم " علي ومحمد " لكن يشكل عليه بان مرجع التباين الى سالبتين كليتين كما سيأتي ، والسالبتان هنا شخصيتين ومن هنا يعلم ان التباين المقصود هنا ليس هو احد النسب الاربع .
الثانية : ان يكون احدهما جزئي والآخر كلي : فلا يخلو الامر :
1ـ اما ان يكون الجزئي جزئي للكلي الآخر فبينهما عموم مطلق .
2ـ او لا يكون الجزئي مصدقا للكلي فبينهما تباين .
الثالثة : ان يكونا كليين وهذا هو مورد النسب الاربع الذي يقصده المناطقة وهو بحسب ما مر كل مفهومين كليين بين مفهوميهما من جهة و حيثية صدقهما من جهة اخرى اختلاف وتغاير فلابد ان تجري فيه احد اربع نسب لا خامس لها بالحصر العقلي واما التباين الجزئي فهو ليس نسبة مستقلة لان هاما تباين كلي او عموم من وجه ، وبيان وجه انحصار النسب في اربع يتلخص في طريقتين :


* المطلب الثاني : (مرجع النسب الأربع )
كل نسبة من النسب الاربع تشير الى قضيتين او ثلاث تتالف ـ موضوعا ومحمولا ـ من الكليين الذين جرت النسبة بينهما يعبر عن تلكم القضايا بمرجع النسب ، ولبيان المطلب واختصاره عرضناه في الجدول ادناه ، وهذا ولم نقتصر فيه على بيان مرجع النسبة الكمي والكيفي وانما اضفنا له بيان جهة القضية تتميما للفائدة بناءً على دراسة الطالب للموجهات وعلى من نسيها او لم يدرسها اصلا اما مراجعتها او ينتظر بيانها منا في باب القضايا :

( سؤال وجواب )
السؤال : لمَ لا يُجعل مرجع العموم الوجهي الى موجبتين جزئيتين وسالبة جزئية ؟
الجواب : لان هذا ينطبق على العموم المطلق ايضا فلا يكون مرجعا خاصا بالعموم والخصوص من وجه بخلاف ما اخترناه فانه خاص بالعموم الوجهي ولا يشمل العموم المطلق .
***
* المطلب الثالث : ( بيان نقيضي المتساويين والعموم المطلق ) .
هنا قضيتان بحاجة الى برهنة :
الاولى : ان نقيضي المتساويين متساويان .
الثانية : ان نقيضي العموم والخصوص المطلق عموم وخصوص مطلق لكن بالعكس فنقيض الاعم اخص ونقيض الاخص اعم .
وسنبرهن عليهما ببرهان الخلف .
أـ اما برهان القضية الأولى :
ـ المفروض : وجود نسبة التساوي بين كليين كالانسان والناطق فكل انسان ناطق وكل ناطق انسان.
ـ المدعى : نقيضا المتساويين متساويان كاللا انسان واللا ناطق بحيث كلما صدق احد النقيضين كاللا انسان مثلا على شيء صدق على ذلك الشيء نقيض الآخر كاللاناطق .
ـ البرهان : لو صدق احد نقيضي المتساويين كاللا انسان ولم يصدق معه نقيض الآخر كاللاناطق لصدق عين الآخر ـ وهو الناطق في المثال ـ لاستحالة ارتفاع النقيضين ـ وهما الناطق واللاناطق ـ ولو صدق عين الآخر ـ الناطق ـ مع احد النقيضين ـ اللاانسان ـ فلن يصدق عين الآخر ـ الناطق ـ مع عين ما صدق على نقيضه ـ اللا انسان ـ لاستحالة اجتماع النقيضين وهذا يعني صدق احد المتساويين ـ الناطق ـ بلا صدق المساوي الاخر ـ الانسان ـ وهو خلاف المفروض الذي فرض نسبة التساوي بينهما بحيث كلما صدق احدهما صدق عليه الآخر .
***
ب ـ اما برهان القضية الثانية :
ـ المفروض : هي نسبة العموم والخصوص المطلق بين كليين كالمؤمن والمسلم ومرجعها الى قضيتين :
1ـ موجبة كلية موضوعها الاخص : كل مؤمن مسلم .
2ـ وسالبة جزئية موضوعها الاعم : بعض المسلم ليس بمؤمن .
ـ المدعى : ان نقيضي العموم والخصوص المطلق عموم وخصوص مطلق لكن بالعكس فنقيض الاعم اخص ونقيض الاخص اعم .
فالمدعى عبارة عن دعويين :
1ـ كلما صدق عليه نقيض الاعم ( كلا مسلم ) صدق عليه نقيض الاخص ( كلا مؤمن ) .
2ـ ليس كلما صدق عليه نقيض الاخص (كلا مؤمن ) صدق عليه نقيض الاعم ( كلا مسلم ) .
ـ البرهان :
1ـ اما برهان الدعوى الاولى :
لو صدق نقيض الاعم ( لا مسلم ) على شيء ( كزيد ) ولم يصدق معه نقيض الاخص ( لا مؤمن ) لصدق عليه عين الاخص ( مؤمن ) لان النقيضين ـ وهما في المثال اللامؤمن والمؤمن ـ لا يرتفعان ، ولو صدق عين الاخص مع نقيض الاعم فلن يصدق عين الاخص ( المؤمن ) مع عين الاعم ( المسلم ) لانه صدق مع نقيضه والنقيضان لا يجتمعان وهو خلاف القضية الاولى في المفروض .
2ـ واما برهان الدعوى الثانية :
وهو يعتمد على قاعدتين قد تم اثباتهما :
الاولى : كل نقيض الاعم نقيض الاخص وهو ما استنتجناه توا .
الثانية : نقيضا المتساويين متساويان . (1)
وبعد هذا يصبح من السهل صياغة البرهان وفهمه فنقول :
لو لم تصدق السالبة الجزئية ـ ليس كلما صدق عليه نقيض الاخص صدق عليه نقيض الاعم ـ لصدق نقيضها وهو الموجبة الكلية ـ كلما صدق نقيض الاخص صدق نقيض الاعم هذا من جهة ومن جهة اخرى فقد ثبت ان كل نقيض الاعم نقيض الاخص فيكون عندنا موجبتان كليتان وهما مرجع للتساوي فيكون النقيضان في المقام متساويين فيكون العينان متساويين ايضا لما ثبت وذكرنا به اعلاه ان نقيضي المتساويين متساويان وتساوي العينين خلاف المفروض المبني على ان العينين اعم واخص مطلقا .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وانا اكتب هذه الجملة انفجرت سيارة مفخخة على يد خوارج العصر عليهم لعائن الله تترى في منطقة باب بغداد في كربلاء المقدسة فانا لله وانا اليه راجعون .
تعليق