بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآل محمد
ما هي المصادر العلميه للإمام ؟ هل هي إلهام يفيض على القلب أم ميراث تناقله عن إمام قبله أو نبي ؟ أم رجوع إلى كتب من سبق من الأنبياء ، أم هو إيحاء ملائكي ؟ أم هو تفسير للقرآن الذي فيه تبيان كل شيء ؟ أم هو طريق آخر ؟ وفي الجواب عن هذه التساؤلات نعرض ما قاله الإمام الصادق ( عليه السلام ) .وصلّى الله على محمد وآل محمد
قال ( عليه السلام ) : " علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رقّ منشور ، ونكت في القلوب ، ومفاتيح أسرار الغيوب ، ونقر في الأسماع ولا تنفر منه الطباع ، وعندنا الجفر الأبيض ، والجفر الأحمر ، والجفر الأكبر ، والجفر الأصغر ، والجامعة والصحيفة وكتاب علي ( عليه السلام ) " .
فسئل عن تفسيرها فقال : « أما الغابر فالعلم بما يكون ، وأما المزبور فالعلم بما كان ، وأما النكت في القوب فالإلهام ، والنقر في الأسماع حديث الملائكة نسمع كلامهم ولانرى أشخاصهم ، وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت ، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود ، وفيها كتب الله الأولى ، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من حادث واسماء كلّ من يملك إلى أن تقوم الساعة ، وأما الجامعة فهي كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله من فلق فيه وخطّ علي بن أبي طالب بيده ، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة ، حتى أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة » .
وفي بيان ألفاظ الحديث الشريف نقول :
علمنا غابر : فإنه علمهم بالكائنات وما وقع في القرون الماضية ، كالوقائع والحوادث التي وقعت في عصور الأنبياء السابقين ، وغيرها من الحوادث التي وقعت في الفترات الزمنية المختلفة .
وأما العلم المزبور : فهو إشارة إلى العلم المسطور في الكتب الإلهية ، والأسرار الفرقانيّة المنزلة من السماء على الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين .
وأما الكتاب المسطور : فقد أشار به عليه السلام إلى ما هو مدوّن من العلوم في اللوح المحفوظ ومرقوم فيه .
وأما النقر في الأسماع : وهو ما يحدّثهم به من الملائكة من كلامٍ عليٍّ ، وخطابٍ جليٍّ ، لاينفر منه الطبع ، ولا يكرهه السمع ، لأنه كلام عذب جميل يسمعونه منهم ولا يرونهم ، فيؤمنون بالغيب .
وأما الجفر الأبيض : فإنه عبارة عن وعاء فيه كُتُب الله المنزلة ، وأسرارها المكنونة وتأويلاتها .
وأما الجفر الأحمر : فإنه وعاء فيه سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو عند من له الأمر من الأئمة ( عليهم السلام ) ولا يظهر حتى يقوم القائم ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
وأما الجفر الأكبر : فإنه عبارة عن الأوفاق الحرفية ، التي تركّب من حروف الهجاء وهي ألف ، باء ، تاء ، إلى آخرها وهي ألف وفق .
وأما الجفر الأصغر : فإنه عبارة عن الأوفاق التي هي مركبة من حروف أبجد إلى قرشت وهي سبعمائة وفق .
وأما الجامعة : فإنه كتاب فيه علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .
وقيل : إن الجامعة عبارة عن سِفْر آدم ( عليه السلام ) ، وسِفْر شيت النبي ( عليه السلام ) ، وسِفْر إدريس ( عليه السلام ) ، وسِفْر نوح ( عليه السلام ) ، وسِفْر إبراهيم ( عيه السلام ) ، وقد تناقه أهل البصائر كابراً عن كابر إلى زماننا .
وأما الصحيفة : فهي صحيفة فاطمة ( عليها السلام ) ، قد ذكر فيها الوقائع والفتن والملاحم وما هو كائن إلى يوم القيامة .
وأما كتاب علي ( عليه السلام ) : فإنه عبارة عن كتاب فيه إملاء رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) من فلق فمه أي شقّ فمه ولسانه المبارك ، وكتابة علي ( عليه السلام ) وقد أثبت فيه كل ما تحتاج إليه الأمة من الشرائع الدينية ، والأحكام الإلهية ، والقضايا الشرعية ، حتى فيه حكم الجَلدة ونصف الجَلدة .
الحمد لله ربِّ العالمين ...
تعليق