تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
علامات الظهور في روايات أهل البيت
ورد عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام أحاديث تتضمّن علاماتٍ لظهور الإمام المهدي عليه السّلام، ومن هذه العلامات:
1- ظهور السفياني :وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
علامات الظهور في روايات أهل البيت
ورد عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام أحاديث تتضمّن علاماتٍ لظهور الإمام المهدي عليه السّلام، ومن هذه العلامات:
ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام أنّ ظهور السفياني من المحتوم الذي لابدّ من وقوعه(1 )، وأن ظهور الإمام المهدي عليه السّلام سيعقب ظهور السفياني بتسعة أشهر، فيكون ظهورهما في سنة واحدة.(2)
أما هويّة السفياني ونعته فقد ورد أنّه من ولد أبي سفيان، وأنّه رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جُدَري، بعينه نُكتة بَياض.(3)
وأشارت الروايات إلى أن خروج السفياني سيكون من وادٍ قريب من دمشق يُدعى بالوادي اليابس (4)، وأنّه سيتعقّب شيعةَ أمير المؤمنين عليه السّلام في الكوفة(5)، وأنّه سيُقبل من بلاد الشام منتصراً قد عَلّق الصليبَ في عُنقه (6)، وأنّ إمارته ستُعقب خروج أهل الغرب إلى مصر (7)، وأن ظهوره سيعقب خسفاً بقرية من قرى الشام يُقال لها خرشنا.(8)
وروي أنّ السفياني سيبعث إلى الكوفة بعثاً فيوقع بأهلها القتل والصلب والسَّبي، ثمّ يبعث إلى المدينة بعثاً لقتال المهديّ عليه السّلام، فينفر المهديّ عليه السّلام منها إلى مكّة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يُدركه، فينزل جيش السفياني البيداء (صحراء المدينة) فيُخسَف بهم فلا يُفلت منهم إلاّ ثلاثة نفر.(9)
2- ظهور اليماني:
روي عن أئمّة الهدى عليهم السّلام أنّ من علامات ظهور القائم المنتظر عليه السّلام: ظهور اليماني، وأنّه من المحتوم الذي لابدّ من تحققه.(10)
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أن خروج السُّفياني والخُراساني واليَماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني، لأنّه يدعو إلى الحق(11)، وفي رواية أُخرى: لأنّه يدعو إلى صاحبكم، ولأنّه يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.(12)
3-الصيحة من السماء:
الصيحة من السماء من علامات الظهور، وهي من المحتوم الذي لابدّ منه(13)، وأمّا وقتها ففي شهر رمضان، وهي صيحة جبرئيل عليه السّلام ينادي من السماء باسم القائم عليه السّلام، فيُسمِع مَن بالمشرق ومن بالمغرب (14)، وتخرج لها العواتق من البيوت.(15)
وعبّرت بعض الروايات عن الصيحة بالهدّة، وبعضها بالفزعة، وروي عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام أن الصيحة من السماء هي المصداق لقوله تعالى: (إنْ نَشَأْ نُنزِلْ عليهم من السماءِ آيةً فضَلّت أعناقُهم لها خاضعين).(16)
4- قَتلُ النفسِ الزكيّة:
روي عن أئمّة الهدى عليهم السّلام أنّ من علامات ظهور الإمام المهدي عليه السّلام قتْل النفس الزكيّة(17)، وروي أنّه من آل محمّد عليهم السّلام، يُذبَح عند أحجار الزيت.(18)
وروي أن النفس الزكيّة هو رسول الإمام المهدي عليه السّلام إلى أهل مكّة لاستنصارهم، وأنّ أهل مكّة يذبحونه بين الركن والمقام، في البلد الحرام وفي الشهر الحرام(19)، وأنّهم يبعثون برأسه إلى أمير الشام.(20)
5- الخسف بالبيداء:
روي عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام أن من علامات الظهور: الخسف بالبيداء(21)، والبيداء هي الصحراء بين مكّة والمدينة.
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله روايات متواترة عن جيش يتوجّه إلى مكّة لمحاربة رجل من أهل البيت يعوذ بالبيت (وهو المهدي عليه السّلام) بعد أن يُبايعه الناس بين الركن والمقام، فإذا كان الجيش بالبيداء بين مكّة والمدينة خُسف بهم، فلم يَنجُ منهم إلاّ ثلاثة نفر، (وفي بعض الروايات: إلاّ رجلان)، وذلك تفسير لقوله تعالى: (ولو تَرى إذ فَزِعوا فلا فَوْتَ وأُخِذوا من مكانٍ قريب).(22)
6- ظهور كفٍّ من السماء:
روي عن الأئمّة عليهم السّلام أنّ من علامات الظهور الحتميّة التي لابدّ من تحقّقها: ظهور كف من السماء (23) وروي عن بعض الصحابه أنّ أمارة ذلك اليوم (يوم الظهور) أن كفّاً من السماء مُدلاّةً ينظر الناس إليها (24) كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ ظهور الكفّ سيكون في شهر رجب قبل العام الذي فيه الصيحة (25)، وفي بعض الروايات أن ظهور الكف من السماء يقترن بنداء ينادي: إنّ أميركم فُلان.(26)
7- ظهور نار من قِبل المشرق:
من علامات الظهور أنّ ناراً تطلع من قِبل المشرق طولاً ثلاثة أيّام أو سبعة، وأنّ طلوعها من علامات فَرَج آل محمد عليهم السّلام(27)، وأنّ طلوعها يستمرّ عدّة ليالٍ.(28)
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ أوّل أشراط الساعة نار تَحشُر الناسَ من المشرق إلى المغرب (29)؛ ولعلّهما نار واحدة.
8- الدجّال:
روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعن أئمّة الهدى عليهم السّلام روايات كثيرة ومتواترة عن خروج الدجّال في آخر الزمان، واقترن ذِكره في معظم هذه الروايات بنزول عيسى بن مريم عليه السّلام، وأنّ عيسى عليه السّلام هو الذي سيقتله.
وسنتحدّث لاحقاً عن نزول عيسى عليه السّلام واقتدائه بالإمام المهدي عليه السّلام ومعاونته له على أداء مهمّته الكبرى في عمليّة التغيير العظيمة.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قصّة الدجّال بأنّ أكثر أتباعه اليهود لابسو التيجان، وأنّ البلاء سيعمّ الأرض عند ظهوره، وأنّه سيطأ معظم أقطار الأرض، فإذا نزل عيسى عليه السّلام وصلّى خلف المهدي عليه السّلام التقى بالدجّال فطعنه فذاب كما يذوب الرصاص.(30)
كما ورد في الروايات أنّ اليهود سيُهزَمون عند مقتل الدجّال.(31)
وقد وردت في مصادر أهل السنّة روايات في شأن الدجّال وفي سائر علامات الظهور ينبغي تمحيصها؛ لتناقضها مع بعضها.
9- خروج الدابّة:
روى علماء المسلمين عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ خروج الدابّة من أوّل آيات آخر الزمان، وأن خروجها مصداق لقوله تعالى: (وإذا وَقَعَ القَولُ علَيهم أخرَجنا لهم دابّةً من الأرضِ تُكلّمهُم أنّ الناسَ كانوا بآياتِنا لا يُوقنون) (32)، وروَوا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الدابّة تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتختم أنف الكافر بالخاتم.(33)
ورووا عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّها تخرج من الصَّفا، وأنّها تنكث وجه المؤمن بالعصا فتتركه أبيض، وتنكث وجه الكافر بالخاتم فتتركه أسود، فلا يبقى أحد إلاّ وسَمَت وجهَه.(34)
10- طلوع نجم من المشرق:
روي أنّ من علامات الظهور طلوعَ نجم من المشرق له ذَنَب، يُضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر(35)، وفي رواية: إنّه ينعطف حتّى يكاد يلتقي طَرَفاه(36)، وروي أن ظهوره في شهر صفر.(37)
11- نزول عيسى بن مريم عليه السّلام:
تواترت الأخبار في نزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان وصلاته خلف الإمام المهدي عليه السّلام.
روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: كيف بكم إذا نزلَ ابن مريمَ فيكم وإمامُكم منكم؟.(38)
وروي عنه صلّى الله عليه وآله أنّه وصف المهدي عليه السّلام فقال: منّا المهدي يصلّي عيسى بن مريم خلفه.(39)
وقال لفاطمة عليها السّلام وقد رآها بكت يوماً: ما يُبكيك يا فاطمة ؟ أما علمتِ أنّ الله تعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً فاختار منها أباكِ فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلَك فأوحى إليّ فأنكحتُك إيّاه واتّخذتُه وصيّاً...
(إلى أن قال
ومنّا سِبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهدي الأمّة الذي يصلّي عيسى خلفه.ثمّ ضرب على منكب الحسين عليه السّلام فقال: مِن هذا مهديّ الأُمّة.(40)
وروي في تفسير قوله تعالى: (وإن مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيؤمِنَنّ به قبلَ موتِه)(41) أنّه نزول عيسى بن مريم عليه السّلام.(42)
12- كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر واحد:
ورد عن أهل البيت عليهم السّلام أن للمهديّ عليه السّلام آيتين لم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره (43)، وفي رواية أُخرى ركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب.(44)
وقد روى علماء أهل السنة روايات مفصّلة في طلوع الشمس من مغربها، وأن طلوعها مصداق قوله تعالى: (يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إيمانُها لم تكن آمنَتْ من قَبلُ أو كَسَبتْ في إيمانِها خيراً)(45).(46)
الهوامش
(1) الغيبة، للنعماني 264 حديث 26.
(2) عقد الدرر، للشافعي السلمي 87، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(3) عقد الدرر 72 ـ 73، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(4) الغَيبة، للطوسي 270. عقد الدرر 77، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(5) الغيبة، للطوسي 279. عقد الدرر 77، الفصل 2،الباب 4.
(6) الغيبة، للطوسي 278.
(7) الغيبة، للطوسي 279.
(8) الغيبة، للطوسي 277 ـ 278. عقد الدرر 88، الفصل 2، الباب 4.
(9) الغيبة، للنعماني 279 ـ 282 حديث 67. عقد الدرر 87 ـ 89، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(10) الغيبة، للنعماني 252 ـ 253 حديث 9 و 11 و 12.
(11) الارشاد، للمفيد 360، في ذِكر علامات ظهور إمام العصر عليه السّلام.
(12) الغيبة، للنعماني 253 ـ 257 حديث 13.
(13) الغيبة، للنعماني 260 ـ 261 حديث 19 و 20.
(14) الغيبة، للنعماني 253 ـ 257 حديث 13، و 289 ـ 290 حديث 6. عقد الدرر 105، الفصل الثالث من الباب الرابع. الغيبة، للطوسي 274.
(15) الغيبة، للنعماني 290 حديث 6. عقد الدرر 101، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(16) الشعراء: 4. راجع: الغيبة، للنعماني 260 ـ 263 حديث 19 و 20 و 23. عقد الدرر 101 و 105، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(17) الغيبة، للنعماني 264 حديث 26. عقد الدرر 111، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(18) عقد الدرر 66، الفصل الاول من الباب الرابع. الملاحم والفتن 61، الباب 120.
(19) بحار الأنوار 207:52. وانظر الغيبة، للنعماني 274 ـ 275 حديث 55.
(20) الغيبة، للنعماني 270 حديث 43.
(21) الغيبة، للنعماني 252حديث 9، و 257 حديث 15.
(22) سبأ: 51. راجع: عقد الدرر 67 ـ 89، الفصل الثاني من الباب الرابع. الملاحم والفتن 65 ـ 66، الباب 132. صحيح مسلم 168:8، باب الخسف بالجيش الذي يؤمّ البيت. الفتن، لابن حماد 203.
(23) الغيبة، للنعماني 252 حديث 11، و 257 حديث 15.
(24) الفتن، لابن حماد 209.
(25) الغيبة، للنعماني 252 حديث 10.
(26) الحاوي للفتاوي، للسيوطي 76:2.
(27) الغيبة، للنعماني 253 حديث 13. والارشاد، للمفيد 357. القول المختصر، لابن حجر 136.
(28) الارشاد 357.
(29) تفسير الدر المنثور، للسيوطي 492:7.
(30) عقد الدرر 274 ـ 275، الفصل الثاني من الباب 12.
(31) عقد الدرر 270، الفصل 2، الباب 12. الملاحم والفتن 82 ـ 83، الباب 186.
(32) النمل: 82.
(33) الملاحم والفتن 100، الباب 208. عقد الدرر 316، الفصل 6، الباب 12.
(34) عقد الدرر 317 ـ 318، الفصل 6، الباب 12. الملاحم والفتن 100، الباب 208 عن النبيّ صلّى الله عليه وآله. (35) الملاحم والفتن لابن، طاووس 46، الباب 71. الارشاد، للمفيد 357. الفتن، لابن حماد 133.
(36) الارشاد، للمفيد 357.
(37) الملاحم والفتن 44، الباب 63.
(38) صحيح البخاري 205:4، باب نزول عيسى بن مريم عليه السّلام. البيان، للشافعي الگنجي 112، الباب 7.
(39) الفتاوي الحديثية، لابن حجر 29. البيان 116، الباب 7. الحاوي للفتاوي، للسيوطي 478:2.
(40) البيان، للگنجي 119 ـ 120، الباب 9.
(41) النساء: 159.
(42) تفسير ابن كثير 576:1. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطي 241:2.
(43) عقد الدرر 65، الفصل 1، الباب 4. الغيبة، للنعماني 271 حديث 45.
(44) الارشاد، للمفيد 357.
(45) الأنعام: 158.
(46) عقد الدرر 319 ـ 326، الفصل السابع. القول المختصر، لابن حجر 130 ـ 131.
المصدر
كتاب دراسة وثائقية عن الإمام المنتظر
تأليف: رحيم حسين مبارك
كتاب دراسة وثائقية عن الإمام المنتظر
تأليف: رحيم حسين مبارك
تعليق