فقلت له : كفلاء على قومهم فقال: نعم انهم رجعوا وفيهم دم فاستنظروا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الى قابل فرجعوا ففرغوا من دمهم فأصطحلوا واقبل النبي معهم . والمعنى انه أي (سهل ) ممن اختير في بيعة العقبة متحدثا وكفيلا على قبيلته . كفالة ماذا؟ بان يمنعوا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مما يمنعون منه انفسهم وعيالهم وابنائهم ولم يبرموا كفالتهم أي لم تصبح كفالتهم نهائية حتى رجعوا الى المدينة فتخلصوا من دم كان بينهم صلحا كي تكون كفالتهم عن قومهم دون قيود ورجعوا الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في السنة التالية فضمنوا له البيعة وابرموها وهذا يدل على كونه وجيها في حيه ولدى قومه منذ ذلك الحين. وذكر سهل بن حنيف امام الصادق (عليه السلام) فقال (ما سبقه احد من قريش ولا من الناس بمنقبة ) واثنى عليه وقال: لما مات جزع امير المؤمنين (عليه السلام) جزعا شديدا وصلى عليه خمس صلوات . وقال: لو كان معي جبل لانفض أي (تكسر وتفرق يمينا وشمالا) . يبدو ان الرجل كان على مسكة من عقل ولب قبل اسلامه او في بدايته اذ كان يكسر اصنام قومه ليلا ويحملها الى امراة من اهل يثرب لا زوج لها ويقول لها : احتطبي هذه أي (اجعليها وقودا) وكان الامام علي (عليه السلام) يذكر له ذلك حتى بعد موت سهل وكان يتعجب من جرأته واقدامه على كسر اصنام قومه في ذلك الوقت العصيب الذي كان الايمان فيه نادرا والاسلام لين الجناب . ونقل ابن عبد البر في الاستيعاب ان سهلا شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وثبت مع الذين ثبتوا يوم احد وكان قد بايع النبي يوم اذن على الموت وثبت معه حين انكشف الناس وجعل ينضح عنه بالنبل فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : (نبلوا سهلا فانه سهل) وفي هذا دلالة على شجاعته وجرأته وصدقه اذ انه لما بايع على الموت ثبت مستقبلا الموت بين يدي النبي بعد ان فر عنه جميع المسلمين الا النزر اليسير وهو في اخراهم يدعوهم ويبدو انه كان نبالا ممتازا بحيث كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يأمر من بقي من المسلمين ان يمدوه بذخيره النبل كي يبتعد المشركون عن اذى تلك النخبة التي صمدت وقد نفعه صدقه بالوعد ووفاؤه بالبيعة كثيرا فقد اوجب له ذلك الاجر وحسن الاحدوثة واصبح مرغوب الجانب اذ شاع عنه انه اذ وعد اوفى ولو على الموت اذ ان اصحاب الجمل بعد ذلك لما غدروا بأخيه عثمان بن حنيف الوالي من قبل علي (عليه السلام) ............يتبع
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
سهل بن حنيف الجزء الثاني
تقليص
X
تعليق