بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السلام )
مواقف وكرامات
علم من أعلام بيت النبوة , ونبراس إلهي يستضاء به , يأتي دوره العاشر في سلسلة أئمة الهدى , وأهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
ولد (عليه السلام ) في المدينة المنورة موطن أبائه وأجداده في شهر رجب سنة 212 هجريه على المشهور واستشهد متأثراً بالسم الذي دسه إليه المعتز العباسي في سامراء سنة 254 هجريه وعاش بين هذين التأريخين حياة زاكية مباركة ملؤها العطاء الخير المتواصل , والنور والهدى ,وقد انشطرت حياته الى شطرين , أمضى شطره الأول والذي استغرق عشرين عاماً وتسعة أشهر في موطنه الأول ومسقط رأسه ( مدينة الرسول ) وبقيت بصماته واضحة جلية في حياة الإسلام والمسلمين هناك . ثم انتقل إلى سامراء ليقضي الشطر الثاني من عمره الذي استغرق تسعة عشر عاماً أخرى في تلك الحاضرة الإسلامية التي احتضنت عدة من ملوك بني العباس ردحاً من الزمن .
ولم تكن هجرته الى سامراء بمحض ارادته .. ولكن الخليفة العباسي ( المتوكل ) حمله على ذلك ليهدىء من هواجس نفسه الكاذبة تجاه الإمام الهادي (عليه السلام ) ... فقد نمى إلى علمه أن الإمام (عليه السلام ) ربما يشكل خطراً عظيماً على الدولة العباسية إن هو بقي في المدينة وذلك لما كتب اليه بعض أزلامه : إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج منها علي بن محمد فإنه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير وتتابعت تقارير المتزلفين الى الخليفة تحذره من وجود الامام الهادي ( عليه السلام ) في المدينة , وكان من بين هؤلاء المتزلفين المنافقين ( بريحة العباسي ) إمام الحرمين آنذاك مع تراكم المخاوف لدى السلطان العباسي كتب إلى عامله على المدينة ليرِّحل الإمام إلى سامراء ... ويخرج الإمام الهادي ( عليه السلام ) متوجهاً إلى العراق , وعلى باب سور المدينة يستمهله ( بريحه) ليقول له كلمته الأخيره .. فقد جاء في كتاب اثبات الوصية... وخرج ( عليه السلام ) متوجهاً الى العراق , واتبعه بريحة مشيعاً , وقال له: << قد علمت وقوفك على إني كنت السبب في حملك ( من المدينة ) وعليَّ حلف بأيمان مغلظة : لئن شكوتني الى أمير المؤمنين ( المتوكل ) أو إلى أحد من خاصته أو أبنائه لأجمرَّن نخلك , لأقتلن َّ مواليك , ولأغورنَّ عيون ضيعتك , ولأفعلن وأفعلن !!>>.
ولكن الإمام ( عليه السلام ) يواجه هذا التهديد والوعيد بلغه أهل الدين والحق والتقى , ويلتفت إليه قائلاً : << إن أقرب عرضي إياك _ على الله _ البارحة , وما كنت لأعرضنك على الله ثم لأشكونك إلى غيره من خلقه !!>>
ويصل الإمام (عليه السلام ) إلى سامراء وربما في الحسبان أن يكون الخليفة بإستقباله , ولكنه إحتجب عنه ولم يأذن له بالدخول عليه , ولم يهيئ له مكاناً ينزل فيه , ويضطر الإمام للنزول في خان من خانات البلد وبمرور الأيام يهيئ الإمام لنفسه داراً متواضعة لا تختلف عن دور العامة ..
في الوقت الذي كانت فيه قصور بني العباس وأزلامهم تملأ الأرض كثرة وفخامة ... ومن عجيب مفارقات الأيام أن تلك الدار الصغيرة التي سكنها الإمام الهادي ثم الإمام العسكري ( عليه السلام ) ودفنا فيها تحولت اليوم إلى مزار مقدس شريف تناطح منائره السماء ويعلو قبتها اثنتان وسبعون لبنة ذهبية وأصبح ذلك الحرم الطاهر مهوى أفئدة الملايين من المؤمنين يؤمون للزيارة والتقرب فيه إلى الله ... . بينما لم يبق أثر لمئات القصور الشوامخ التي أشادها السلاطين من بني العباس .. فلو تسنى لك وزرت سامراء اليوم فسوف لن تجد من آثار الإيام الخالية إلا المسجد الجامع ومنارته الملوية المعروفة , وإلا بيت الإمامين العسكريين الذي لا يزور أحد سامراء إلا لأجله !! فتتردد قوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) الرعد :7
ولم يكن المتوكل العباسي _ رغم عدائه الشديد للإمام الهادي ( عليه السلام ) ليستغني عن علمه وفضله وإحاطته بالأمور , فكلما اتفقت له عويصه أو واجه مشكله , أو وجد عجزا لدى علماء البلاط توجه الى الإمام الهادي ليجد عنده الحل الأمثل والجواب الصحيح , والعلاج الناجع . فقد نادى المتوكل يوما كاتبا نصرانيا ( ابا نوح ) فأنكرو عليه مناداته الكتابيين بالكنى , فاستفتى أنصاف العلماء فلم يجد عندهم ما يشفي الغليل فبعث بالسؤال الى أبي الحسن الهادي (عليه السلام ) فكتب له الإمام في جوابه : (بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب وتب ) فعلم السلطان انه يحل ذلك لأن الله تعالى كنى الكافر .
وروي أنه قدم للمتوكل رجل كافر فجر بامرأة مسلمة فلما أرادوا أن يقيموا عليه الحد أسلم .. فاستفتت السلطة يحيى بن أكثم فقال : جب الإسلام ماقبله وهدم إيمانه شركه وفعله , وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود , وقال بعضهم : يفعل به كذا وكذا , فأمر المتوكل بالكتابة الى الامام الهادي ( عليه السلام ) والسؤال منه عن ذلك . فلما قدم الكتاب الى الامام اجاب ( عليه السلام ) <يضرب حتى يموت > فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر الفقهاء ذلك وقالوا للمتوكل : لو سألت الإمام الهادي عن هذا فانه شيء لم ينطق به الكتاب ولم تجئ به السنة !؟ فكتب المتوكل اليه : إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا : لم تجئ به السنة ولم ينطق به الكتاب فبين لنا بما أوجبت عليه الضرب حتى يموت ؟ فكتب ( عليه السلام ) بسم الله الرحمن الرحيم ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأو بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) غافر: 84 _85
وأخيراً .. لم يكتف العباسيون بإجبار الإمام على الرحيل من المدينة والإنتقال إلى سامراء ولم يكتفوا بما عاملوه به من فظاظة وقسوة وحبس وإيذاء وظلم .. ولكنهم لم يهدأ لهم بال حتى دسوا إليه السم وقتلوه مسموماً مظلوماً في جو من الكتمان والتستر على الجريمة مخافة أن يفتضح أمرهم بين الناس ويعلم العامة بقتل الإمام الهادي ( عليه السلام ) فتثور ثأئرتهم .. وكان ذلك ايام المعتز العباسي وقد بكت سامراء على الإمام فقد خرج الرجال لتشييع جثمانه الطاهر وكانت النساء ينثرن الورد على جنازته من أسطح الدور , وضجت البلدة بالبكاء والنحيب لفقد الإمام الطاهر فقد كانت له منزلة كبيرة في نفوس الخاصة والعامة من أهل سامراء , وذلك لما أسدى لهم من خدمات جلى ولما شاهدوه من كراماته وعلمه وفضله ... فلقد دخل عليه أبو دعامة , إسماعيل بن علي بن الحكم , وكان من قضاة العامة يعوده في علته التي توفي فيها .. قال : فلما هممت بالانصراف قال لي : يا أبا دعامة , ألا أحدثك بحديث تسر به ؟
قلت : ما أحوجني إلى ذلك ياأبن رسول الله .
فقال ( عليه السلام ) حدثني أبي محمد بن علي , قال : حدثني أبي علي بن موسى , قال: حدثني أبي موسى بن جعفر , قال : حدثني أبي جعفر بن محمد , قال: حدثني أبي محمد بن علي , قال: حدثني أبي علي بن الحسين , قال : حدثني أبي الحسين بن علي ,قال: حدثني أبي علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يا علي أكتب ؟ قال ما أكتب ؟ قال : أكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم
<< الإيمان ما وقر في القلوب , وصدقته الأعمال , والإسلام ما جرى على اللسان وحلت به المناكحة >>.
قال أبو دعامة :
فقلت : يا بن رسول الله , والله ما أدري أيهما أحسن ؟ الحديث أم الإسناد ؟ فقال ( عليه السلام ) إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نتوارثها صاغراً عن كابر .
وهكذا .. لا يدع فرصة إلا ينشر فيها العلم وينثر فيها الخير حتى وهو على فراش الموت فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً للشفاعة.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
الإمام علي بن محمد الهادي ( عليه السلام )
مواقف وكرامات
علم من أعلام بيت النبوة , ونبراس إلهي يستضاء به , يأتي دوره العاشر في سلسلة أئمة الهدى , وأهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
ولد (عليه السلام ) في المدينة المنورة موطن أبائه وأجداده في شهر رجب سنة 212 هجريه على المشهور واستشهد متأثراً بالسم الذي دسه إليه المعتز العباسي في سامراء سنة 254 هجريه وعاش بين هذين التأريخين حياة زاكية مباركة ملؤها العطاء الخير المتواصل , والنور والهدى ,وقد انشطرت حياته الى شطرين , أمضى شطره الأول والذي استغرق عشرين عاماً وتسعة أشهر في موطنه الأول ومسقط رأسه ( مدينة الرسول ) وبقيت بصماته واضحة جلية في حياة الإسلام والمسلمين هناك . ثم انتقل إلى سامراء ليقضي الشطر الثاني من عمره الذي استغرق تسعة عشر عاماً أخرى في تلك الحاضرة الإسلامية التي احتضنت عدة من ملوك بني العباس ردحاً من الزمن .
ولم تكن هجرته الى سامراء بمحض ارادته .. ولكن الخليفة العباسي ( المتوكل ) حمله على ذلك ليهدىء من هواجس نفسه الكاذبة تجاه الإمام الهادي (عليه السلام ) ... فقد نمى إلى علمه أن الإمام (عليه السلام ) ربما يشكل خطراً عظيماً على الدولة العباسية إن هو بقي في المدينة وذلك لما كتب اليه بعض أزلامه : إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج منها علي بن محمد فإنه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير وتتابعت تقارير المتزلفين الى الخليفة تحذره من وجود الامام الهادي ( عليه السلام ) في المدينة , وكان من بين هؤلاء المتزلفين المنافقين ( بريحة العباسي ) إمام الحرمين آنذاك مع تراكم المخاوف لدى السلطان العباسي كتب إلى عامله على المدينة ليرِّحل الإمام إلى سامراء ... ويخرج الإمام الهادي ( عليه السلام ) متوجهاً إلى العراق , وعلى باب سور المدينة يستمهله ( بريحه) ليقول له كلمته الأخيره .. فقد جاء في كتاب اثبات الوصية... وخرج ( عليه السلام ) متوجهاً الى العراق , واتبعه بريحة مشيعاً , وقال له: << قد علمت وقوفك على إني كنت السبب في حملك ( من المدينة ) وعليَّ حلف بأيمان مغلظة : لئن شكوتني الى أمير المؤمنين ( المتوكل ) أو إلى أحد من خاصته أو أبنائه لأجمرَّن نخلك , لأقتلن َّ مواليك , ولأغورنَّ عيون ضيعتك , ولأفعلن وأفعلن !!>>.
ولكن الإمام ( عليه السلام ) يواجه هذا التهديد والوعيد بلغه أهل الدين والحق والتقى , ويلتفت إليه قائلاً : << إن أقرب عرضي إياك _ على الله _ البارحة , وما كنت لأعرضنك على الله ثم لأشكونك إلى غيره من خلقه !!>>
ويصل الإمام (عليه السلام ) إلى سامراء وربما في الحسبان أن يكون الخليفة بإستقباله , ولكنه إحتجب عنه ولم يأذن له بالدخول عليه , ولم يهيئ له مكاناً ينزل فيه , ويضطر الإمام للنزول في خان من خانات البلد وبمرور الأيام يهيئ الإمام لنفسه داراً متواضعة لا تختلف عن دور العامة ..
في الوقت الذي كانت فيه قصور بني العباس وأزلامهم تملأ الأرض كثرة وفخامة ... ومن عجيب مفارقات الأيام أن تلك الدار الصغيرة التي سكنها الإمام الهادي ثم الإمام العسكري ( عليه السلام ) ودفنا فيها تحولت اليوم إلى مزار مقدس شريف تناطح منائره السماء ويعلو قبتها اثنتان وسبعون لبنة ذهبية وأصبح ذلك الحرم الطاهر مهوى أفئدة الملايين من المؤمنين يؤمون للزيارة والتقرب فيه إلى الله ... . بينما لم يبق أثر لمئات القصور الشوامخ التي أشادها السلاطين من بني العباس .. فلو تسنى لك وزرت سامراء اليوم فسوف لن تجد من آثار الإيام الخالية إلا المسجد الجامع ومنارته الملوية المعروفة , وإلا بيت الإمامين العسكريين الذي لا يزور أحد سامراء إلا لأجله !! فتتردد قوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) الرعد :7
ولم يكن المتوكل العباسي _ رغم عدائه الشديد للإمام الهادي ( عليه السلام ) ليستغني عن علمه وفضله وإحاطته بالأمور , فكلما اتفقت له عويصه أو واجه مشكله , أو وجد عجزا لدى علماء البلاط توجه الى الإمام الهادي ليجد عنده الحل الأمثل والجواب الصحيح , والعلاج الناجع . فقد نادى المتوكل يوما كاتبا نصرانيا ( ابا نوح ) فأنكرو عليه مناداته الكتابيين بالكنى , فاستفتى أنصاف العلماء فلم يجد عندهم ما يشفي الغليل فبعث بالسؤال الى أبي الحسن الهادي (عليه السلام ) فكتب له الإمام في جوابه : (بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب وتب ) فعلم السلطان انه يحل ذلك لأن الله تعالى كنى الكافر .
وروي أنه قدم للمتوكل رجل كافر فجر بامرأة مسلمة فلما أرادوا أن يقيموا عليه الحد أسلم .. فاستفتت السلطة يحيى بن أكثم فقال : جب الإسلام ماقبله وهدم إيمانه شركه وفعله , وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود , وقال بعضهم : يفعل به كذا وكذا , فأمر المتوكل بالكتابة الى الامام الهادي ( عليه السلام ) والسؤال منه عن ذلك . فلما قدم الكتاب الى الامام اجاب ( عليه السلام ) <يضرب حتى يموت > فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر الفقهاء ذلك وقالوا للمتوكل : لو سألت الإمام الهادي عن هذا فانه شيء لم ينطق به الكتاب ولم تجئ به السنة !؟ فكتب المتوكل اليه : إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا : لم تجئ به السنة ولم ينطق به الكتاب فبين لنا بما أوجبت عليه الضرب حتى يموت ؟ فكتب ( عليه السلام ) بسم الله الرحمن الرحيم ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأو بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) غافر: 84 _85
وأخيراً .. لم يكتف العباسيون بإجبار الإمام على الرحيل من المدينة والإنتقال إلى سامراء ولم يكتفوا بما عاملوه به من فظاظة وقسوة وحبس وإيذاء وظلم .. ولكنهم لم يهدأ لهم بال حتى دسوا إليه السم وقتلوه مسموماً مظلوماً في جو من الكتمان والتستر على الجريمة مخافة أن يفتضح أمرهم بين الناس ويعلم العامة بقتل الإمام الهادي ( عليه السلام ) فتثور ثأئرتهم .. وكان ذلك ايام المعتز العباسي وقد بكت سامراء على الإمام فقد خرج الرجال لتشييع جثمانه الطاهر وكانت النساء ينثرن الورد على جنازته من أسطح الدور , وضجت البلدة بالبكاء والنحيب لفقد الإمام الطاهر فقد كانت له منزلة كبيرة في نفوس الخاصة والعامة من أهل سامراء , وذلك لما أسدى لهم من خدمات جلى ولما شاهدوه من كراماته وعلمه وفضله ... فلقد دخل عليه أبو دعامة , إسماعيل بن علي بن الحكم , وكان من قضاة العامة يعوده في علته التي توفي فيها .. قال : فلما هممت بالانصراف قال لي : يا أبا دعامة , ألا أحدثك بحديث تسر به ؟
قلت : ما أحوجني إلى ذلك ياأبن رسول الله .
فقال ( عليه السلام ) حدثني أبي محمد بن علي , قال : حدثني أبي علي بن موسى , قال: حدثني أبي موسى بن جعفر , قال : حدثني أبي جعفر بن محمد , قال: حدثني أبي محمد بن علي , قال: حدثني أبي علي بن الحسين , قال : حدثني أبي الحسين بن علي ,قال: حدثني أبي علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يا علي أكتب ؟ قال ما أكتب ؟ قال : أكتب :
بسم الله الرحمن الرحيم
<< الإيمان ما وقر في القلوب , وصدقته الأعمال , والإسلام ما جرى على اللسان وحلت به المناكحة >>.
قال أبو دعامة :
فقلت : يا بن رسول الله , والله ما أدري أيهما أحسن ؟ الحديث أم الإسناد ؟ فقال ( عليه السلام ) إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نتوارثها صاغراً عن كابر .
وهكذا .. لا يدع فرصة إلا ينشر فيها العلم وينثر فيها الخير حتى وهو على فراش الموت فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً للشفاعة.
تعليق