بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
جنود الحق وجنود الباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
( الذين آمنو يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت )النساء:73
هذه الآية الكريمة تقارن بين فئتين وبين جبهتين أي جبهة الحق وجبهة الباطل , تحرك الجبهة الأولى هو في سبيل الله ومن أجل رضا الله عزَّ وجل ولأن الفداء وتقديم التضحية عمل مرتبط بالله وفي سبيل الله تعالى لا يقبل الفناء بل هو موجود لا ينمحي أثره حتى يوم الحساب .
ومن هنا كان للشهداء أفضلية على بقية العباد لأن شهادتهم من أجل القيم الإسلامية ومن أجل إنقاذ المظلومين في العالم . وأما الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت _كلمة الطاغوت جاءت من الطغيان وهو الخروج عن الجادة المستقيمة _ وهم الذين ينصرون المعتدين والمستكبرين , فهؤلاء يقاتلون في سبيل مطامع وأهواء أسيادهم ويخسرون حياتهم في سبيل تحقيق مطامع لأشخاص هم في الحقيقة صغار وأذلاء وهكذا فالطواغيت ينتفعون من تضحية أشخاص ضعاف عمي القلوب , وبعبارة أخرى إنَّ هؤلاء الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت يشترون لأنفسهم هلاكهم بينما تعود الفائدة والمنفعة على الطاغوت وهذا الفرق بين من يقاتل في سبيل الله تعالى وبين من يقاتل في سبيل الطاغوت , من يقاتل في سبيل الله يعمل لله وللمجتمع ولخير الأمة أما الذي يقاتل خدمة لأهداف المتسلطين فهو يخدم مصلحة فرد ويقدمها على مصلحة الأمة ومن هنا جاء حث الآية الكريمة على قتالهم بقوله تعالى : ( فقاتلوا أولياء الشَّيطان إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ) , يعني إن الكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت الذي هو سبيل الشيطان هؤلاء أنصار وأعوان الشيطان وأنتم أيها المؤمنون تقاتلون من أجل رضا الله عزَّ وجل ومن يقاتل في سبيل أهداف خالده سيكون له الخلود بدوام هذه الأهداف وخلودها , ثم يقول الله تعالى في المقطع الأخير من الآية الكريمة ( ان كيد الشيطان كان ضعيفاً ) .
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته , الكيد هو نوع من الحيلة ويطلق على العمل الجميل في ظاهره القبيح في واقعه وحقيقته , ومن هذه الآية نستفيد أن شياطين الإنس والجن عملها الكيد والمكر لأنها تصور الباطل بصورة الحق , ولو كانوا يعرضونه على حقيقته لما تبعهم الناس وإنما يعرضون الباطل بصورة الحق ويخدعون الناس بالوسوسة ويقتلون الحق بإسم الحق , ولكن الله عز وجل وصف كيد الشيطان بالضعف مهما بلغ لأنه لايقوم على أساس صحيح . ومن هنا كانت ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) تمثل جبهة الحق وجبهة الإيمان لأن الحسين إمام معصوم بنص من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وجميع المسلمين بما فيهم أهل الكوفة يعرفون إن الإمام الحسين ( عليه السلام ) خامس أهل الكساء وسيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) والسنة النبوية الشريفة مملؤءة بالأحاديث في حق الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وقد حفظها الصحابة والتابعون , وكان قادة الجيش في كربلاء يعرفون ذلك ولهذا عندما خطب فيهم الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
< أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وأنظروا هل يحل لكم قتلي وإنتهاك حرمتي , ألست إبن بنت نبيكم وإبن وصيه وإبن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه ؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي ؟ أو ليس جعفر الطيار عمي ؟ أولم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟ فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق , والله ماتعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم , سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم إنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لي ولأخي , أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟ . > فكان الجواب من بعضهم ( نقاتلك طاعة للأمير عبيد الله بن زياد ). وكان جواب جماعة أخرى نقاتلك بغضاً لأبيك . إذن عرفنا أن الجيش الذي قاتل الحسين ( عليه السلام ) كان يعلم علم اليقين إن الحسين ( عليه السلام ) هو من أهل البيت الذين طهرهم الله من الرجس وإن الملائكة تتسابق لرؤية وجهه المنير .
النتيجة ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته وأنصاره يمثلون جبهة الحق والنور والإسلام الصحيح , أما يزيد وأبن زياد وجيشه يمثلون جبهة الباطل والضلال والشيطان , لأن جميع المسلمين بما فيهم الجيش الذي حارب الإمام الحسين ( عليه السلام ) يعرف إن يزيد رجل شارب الخمر وفاسق وقاتل للنفس المحترمة وملاعب للقردة ولاعب قمار حتى إنه صرح بالكفر والفجور لا سسيما بعد شهادة الإمام الحسين ( عليه السلام ) حيث قال متمثلاً بقول ابن الزبعرى :
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف ان لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل
ومن هنا نستطيع أن نتلمس صفات وسمات جنود الحق وهم الذين ساروا على نهج الحسين بعدة نقاط :
1. عندما نذكر جهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) نجد أنفسنا أمام ثائر عظيم على الظلم والظالمين وأمام محررعظيم للروح الإسلامية من الخضوع لمشيئة الطغاة , لقد ألقى على الأجيال دروساً في العزة والكرامة , وأثبت للأجيال الطالعة إن المؤمن لايكون إلا شجاعاً في الحق لا ترهبه صولة الباطل , ولا تلهيه زهرة الحياة عن أداء رسالة الحق , ولهذا نرى إن الثورات التي تنتهج سبيل الحق لم تقم إلا وأستمد عظماؤها ثوراتهم من ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
2. إن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لا بد أن تنتصر وقد أنتصرت بالفعل وحطمت عروشاً وأزالت طواغيت على مدى الأزمان وكانت قدوة لكل الثائرين على مختلف أديانهم وقومياتهم ومبادئهم .
3. الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الباب الى الله عزَّ وجل , ولا شيء يقربنا الى الله إلا أن نتمسك بمعطيات هذه الثورة , وننهج نهج الحسين ( عليه السلام ) وننصر مبدأه ( عليه السلام ) وهو الحق , وإن لم نسلك هذا المسلك , كنا نحن ومن حارب الحسين ( عليه السلام ) في مستوى واحد .
4. إن جنود الإمام الحسين ( عليه السلام ) يقومون من أجل انقاذ المجتمع من براثن الظلم والاستبداد وهذا الهدف أعلن عنه الحسين ( عليه السلام ) بوضوح عندما قال < أيها الناس إن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ولم يغير عليه بقول ولابفعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله > . ثم إن جهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو جهاد الغرباء وهو من أشق وأصعب أشكال الجهاد حيث وقف وحيداً غريباً بين ذلك الجمع , ووقف الجميع بوجهه لأن الإمام ( عليه السلام ) أراد أن يعيد للأمة فهمها الصحيح للأسلام . الفهم الذي غيبته دهور من الإنحراف عن أذهان الأمة وأوجدت في مقابله مفاهيم أخرى تختلف عن المنهج الذي أراد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) للأمة أن تسير عليه مع إنهم يعلمون أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) إمام زمانهم ويجب عليهم وعلى غيرهم من المسلمين أن يأخذوا تكاليفهم الشرعية منه ( عليه السلام ) ولذلك لن تنتهي أهداف ثورة الحسين ( عليه السلام ) مادام في الكون حق وباطل , ومادام في الكون ظالم ومظلوم , فان ثورته ( عليه السلام ) تبقى قائمة في النفوس والأفكار والعقول , ولا ينتهي دورها إلا بأن تختفي هذه الظواهر من الوجود , ولن تختفي هذه من الوجود إلا بخروج مهدي آل محمد حينئذ تحقق ثورة الحسين ( عليه السلام ) أهدافها لأن محمد الأخير سوف يبدأ دوره من حيث انتهى دور محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الأول , فإن المهدي هو المدخر لإقامة موازين الحق والعدل كما نصت الآية الكريمة على ذلك ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) التوبة : 33>>.
5. وظهور الدين الإسلامي الحنيف على الأديان كلها لن يكون إلا بظهور الإمام محمد المهدي المنتظر ومن هنا يزول الاستغراب , عندما نجد في التاريخ إن الإمام المهدي يعلن ثورته ويجعل شعارها < يا لثارات جدي الحسين > لأن ثورة الإمام الحجة المنتظر (صلى الله عليه وآله ) هي الفصل الأخير من فصول ثورة الحسين ( عليه السلام ) لذلك يعلنها من مكة المكرمة ويفجر الثورة من كربلاء المقدسة حيث أريق دم النبوة فيها .
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآل بيته الأطياب.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
جنود الحق وجنود الباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
( الذين آمنو يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت )النساء:73
هذه الآية الكريمة تقارن بين فئتين وبين جبهتين أي جبهة الحق وجبهة الباطل , تحرك الجبهة الأولى هو في سبيل الله ومن أجل رضا الله عزَّ وجل ولأن الفداء وتقديم التضحية عمل مرتبط بالله وفي سبيل الله تعالى لا يقبل الفناء بل هو موجود لا ينمحي أثره حتى يوم الحساب .
ومن هنا كان للشهداء أفضلية على بقية العباد لأن شهادتهم من أجل القيم الإسلامية ومن أجل إنقاذ المظلومين في العالم . وأما الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت _كلمة الطاغوت جاءت من الطغيان وهو الخروج عن الجادة المستقيمة _ وهم الذين ينصرون المعتدين والمستكبرين , فهؤلاء يقاتلون في سبيل مطامع وأهواء أسيادهم ويخسرون حياتهم في سبيل تحقيق مطامع لأشخاص هم في الحقيقة صغار وأذلاء وهكذا فالطواغيت ينتفعون من تضحية أشخاص ضعاف عمي القلوب , وبعبارة أخرى إنَّ هؤلاء الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت يشترون لأنفسهم هلاكهم بينما تعود الفائدة والمنفعة على الطاغوت وهذا الفرق بين من يقاتل في سبيل الله تعالى وبين من يقاتل في سبيل الطاغوت , من يقاتل في سبيل الله يعمل لله وللمجتمع ولخير الأمة أما الذي يقاتل خدمة لأهداف المتسلطين فهو يخدم مصلحة فرد ويقدمها على مصلحة الأمة ومن هنا جاء حث الآية الكريمة على قتالهم بقوله تعالى : ( فقاتلوا أولياء الشَّيطان إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ) , يعني إن الكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت الذي هو سبيل الشيطان هؤلاء أنصار وأعوان الشيطان وأنتم أيها المؤمنون تقاتلون من أجل رضا الله عزَّ وجل ومن يقاتل في سبيل أهداف خالده سيكون له الخلود بدوام هذه الأهداف وخلودها , ثم يقول الله تعالى في المقطع الأخير من الآية الكريمة ( ان كيد الشيطان كان ضعيفاً ) .
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته , الكيد هو نوع من الحيلة ويطلق على العمل الجميل في ظاهره القبيح في واقعه وحقيقته , ومن هذه الآية نستفيد أن شياطين الإنس والجن عملها الكيد والمكر لأنها تصور الباطل بصورة الحق , ولو كانوا يعرضونه على حقيقته لما تبعهم الناس وإنما يعرضون الباطل بصورة الحق ويخدعون الناس بالوسوسة ويقتلون الحق بإسم الحق , ولكن الله عز وجل وصف كيد الشيطان بالضعف مهما بلغ لأنه لايقوم على أساس صحيح . ومن هنا كانت ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) تمثل جبهة الحق وجبهة الإيمان لأن الحسين إمام معصوم بنص من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وجميع المسلمين بما فيهم أهل الكوفة يعرفون إن الإمام الحسين ( عليه السلام ) خامس أهل الكساء وسيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) والسنة النبوية الشريفة مملؤءة بالأحاديث في حق الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وقد حفظها الصحابة والتابعون , وكان قادة الجيش في كربلاء يعرفون ذلك ولهذا عندما خطب فيهم الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
< أيها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وأنظروا هل يحل لكم قتلي وإنتهاك حرمتي , ألست إبن بنت نبيكم وإبن وصيه وإبن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله بما جاء من عند ربه ؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي ؟ أو ليس جعفر الطيار عمي ؟ أولم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟ فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق , والله ماتعمدت الكذب مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من اختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم , سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم إنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لي ولأخي , أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟ . > فكان الجواب من بعضهم ( نقاتلك طاعة للأمير عبيد الله بن زياد ). وكان جواب جماعة أخرى نقاتلك بغضاً لأبيك . إذن عرفنا أن الجيش الذي قاتل الحسين ( عليه السلام ) كان يعلم علم اليقين إن الحسين ( عليه السلام ) هو من أهل البيت الذين طهرهم الله من الرجس وإن الملائكة تتسابق لرؤية وجهه المنير .
النتيجة ان الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته وأنصاره يمثلون جبهة الحق والنور والإسلام الصحيح , أما يزيد وأبن زياد وجيشه يمثلون جبهة الباطل والضلال والشيطان , لأن جميع المسلمين بما فيهم الجيش الذي حارب الإمام الحسين ( عليه السلام ) يعرف إن يزيد رجل شارب الخمر وفاسق وقاتل للنفس المحترمة وملاعب للقردة ولاعب قمار حتى إنه صرح بالكفر والفجور لا سسيما بعد شهادة الإمام الحسين ( عليه السلام ) حيث قال متمثلاً بقول ابن الزبعرى :
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف ان لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل
ومن هنا نستطيع أن نتلمس صفات وسمات جنود الحق وهم الذين ساروا على نهج الحسين بعدة نقاط :
1. عندما نذكر جهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) نجد أنفسنا أمام ثائر عظيم على الظلم والظالمين وأمام محررعظيم للروح الإسلامية من الخضوع لمشيئة الطغاة , لقد ألقى على الأجيال دروساً في العزة والكرامة , وأثبت للأجيال الطالعة إن المؤمن لايكون إلا شجاعاً في الحق لا ترهبه صولة الباطل , ولا تلهيه زهرة الحياة عن أداء رسالة الحق , ولهذا نرى إن الثورات التي تنتهج سبيل الحق لم تقم إلا وأستمد عظماؤها ثوراتهم من ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
2. إن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) لا بد أن تنتصر وقد أنتصرت بالفعل وحطمت عروشاً وأزالت طواغيت على مدى الأزمان وكانت قدوة لكل الثائرين على مختلف أديانهم وقومياتهم ومبادئهم .
3. الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو الباب الى الله عزَّ وجل , ولا شيء يقربنا الى الله إلا أن نتمسك بمعطيات هذه الثورة , وننهج نهج الحسين ( عليه السلام ) وننصر مبدأه ( عليه السلام ) وهو الحق , وإن لم نسلك هذا المسلك , كنا نحن ومن حارب الحسين ( عليه السلام ) في مستوى واحد .
4. إن جنود الإمام الحسين ( عليه السلام ) يقومون من أجل انقاذ المجتمع من براثن الظلم والاستبداد وهذا الهدف أعلن عنه الحسين ( عليه السلام ) بوضوح عندما قال < أيها الناس إن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ولم يغير عليه بقول ولابفعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله > . ثم إن جهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو جهاد الغرباء وهو من أشق وأصعب أشكال الجهاد حيث وقف وحيداً غريباً بين ذلك الجمع , ووقف الجميع بوجهه لأن الإمام ( عليه السلام ) أراد أن يعيد للأمة فهمها الصحيح للأسلام . الفهم الذي غيبته دهور من الإنحراف عن أذهان الأمة وأوجدت في مقابله مفاهيم أخرى تختلف عن المنهج الذي أراد الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) للأمة أن تسير عليه مع إنهم يعلمون أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) إمام زمانهم ويجب عليهم وعلى غيرهم من المسلمين أن يأخذوا تكاليفهم الشرعية منه ( عليه السلام ) ولذلك لن تنتهي أهداف ثورة الحسين ( عليه السلام ) مادام في الكون حق وباطل , ومادام في الكون ظالم ومظلوم , فان ثورته ( عليه السلام ) تبقى قائمة في النفوس والأفكار والعقول , ولا ينتهي دورها إلا بأن تختفي هذه الظواهر من الوجود , ولن تختفي هذه من الوجود إلا بخروج مهدي آل محمد حينئذ تحقق ثورة الحسين ( عليه السلام ) أهدافها لأن محمد الأخير سوف يبدأ دوره من حيث انتهى دور محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الأول , فإن المهدي هو المدخر لإقامة موازين الحق والعدل كما نصت الآية الكريمة على ذلك ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) التوبة : 33>>.
5. وظهور الدين الإسلامي الحنيف على الأديان كلها لن يكون إلا بظهور الإمام محمد المهدي المنتظر ومن هنا يزول الاستغراب , عندما نجد في التاريخ إن الإمام المهدي يعلن ثورته ويجعل شعارها < يا لثارات جدي الحسين > لأن ثورة الإمام الحجة المنتظر (صلى الله عليه وآله ) هي الفصل الأخير من فصول ثورة الحسين ( عليه السلام ) لذلك يعلنها من مكة المكرمة ويفجر الثورة من كربلاء المقدسة حيث أريق دم النبوة فيها .
والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآل بيته الأطياب.
تعليق