بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
الإمام الحسين (عليه السلام) في ضمير الأمة
إن الحديث عن العظماء من عامة البشر مهما كبروا في العطاء وتميزوا في المواهب محدود يتحدد بما يقدمونه . فيبدأ تاريخهم منذ الولادة وعلى الأغلب عندما ينطلقون بإظهار مواهبهم وعطائهم , ومدى استفادة البشرية من نتاجهم .
أما خاصة العظماء والأولياء الذين خصهم الله تعالى بالقدسية لأمور سامية , وأهداف مقدسة , يبدأ الحديث عنهم قبل الولادة لأنه جلَّ وعلا أظهر عنهم غيبه قبل أن يولدوا , وأفاض عليهم بعض هذا الغيب, وحمَّلهم الأمانة ,وأسدل عليهم هيبته وبركاته . فكان الحسين (عليه السلام ) ومازال من كبار هؤلاء الصفوة المقدسين والقديسيّن . لقد أدخر له دوراً متميزاً , جعله قطباً تدور عليه رحى الرسالات التي حملها الأنبياء , وتحملوا أعبائها , وجنَّدوا أنفسهم لحفظها , والذود عنها بكل ما أتوا من حول وقوة .
بهذا الموقع الرفيع الذي تسنمه الحسين (عليه السلام ) وتألق به , كان وبكل جدارة حديث الأنبياء على مر الأزمان والدهور ابتداء بآدم أبي البشر والرسل , وانتهاء بخاتم الأنبياء والرسل وسيدهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخصت شهادته بخصائص فريدة , جعلها موضع استقرار لكل نبي بعثه , ولكل رسول أرسله إلى هذه المعمورة , ما من نبي ولا رسول إلا وكانت له وقفة تأمل يغمرها حزن عميق , ودمعة ساخنة على ماتخبئه الأيام لسبط محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) من بلاء وإبتلاء على أرض كربلاء , الأرض المقدسة التي شاء الله أن يجعلها مسرحاً للثوار , وكعبة للأحرار , ومناراً للمجاهدين , لأنها زكت وتعطرت بشذى ذلك الدم الطاهر الذي مازال يغلي في قلوب المؤمنين . وإليك بعض الشواهد على ذلك .
ذكر العلامة الشيخ جعفر التستري ( رضوان الله عليه ) في كتاب ( الخصائص الحسينية ص 103 ) حين نظر آدم إلى ساق العرش ورأى أسماء الخمسة ولقّنه جبرئيل (عليه السلام ) أن يقول يا حميد بحقِّ محمد ويا عالي بحقِّ علي ويا فاطر بحقِّ فاطمة ويا محسن بحقِّ الحسن والحسين ومنك الإحسان فلما ذكر الحسين (عليه السلام ) سالت دموعه وانخشع قلبه فقال : ياربي في ذكر الخامس منهم ينكسر قلبي وتسيل عبرتي , فآخذ جبرئيل في بيان السبب راثياً الحسين (عليه السلام) وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون فقال :
ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب قال : وماهي قال :يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر و لا معين , ولو تراه يا آدم وهو يقول واعطشاه واقلَّة ناصراه حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلا السيوف وشرر الحتوف فيذبح ذبح الشاة من قفاه وينهب رحله , وتشهر رؤوسهم في البلدان َّومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد الديَّان ). وذكر أيضاً: ( كان آدم يطوف الأرض فعند وصوله موضع مقتل الحسين (عليه السلام ) وهي أرض كربلاء عثر برجله ووقع وسالَ الدم من رجله فرفع رأسه وقال : الهي هل حدث ذنب آخر فعاقبتني عليه ؟ فأوحى إليه لا ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين (عليه السلام ) فسالَ دمك موافقةً لدمه ) .
واضطربت سفينة نوح عند الطوفان على أرض كربلاء وسأل ربَّه السبب فأوحى الله تعالى إليه يخبره بما سيجري على الحسين (عليه السلام ) فبكى نوح (عليه السلام ) وهكذا بكى كل الانبياء وجميع الرسل .
الولادة سر الشهادة
من ولادة الإمام الحسين (عليه السلام ) إلى شهادته فسحة زمنية محدودة لا تشكل من عمر الزمن إلا لمحة بصر أو ردة طرف , فالسنوات المعدودات التي عاشها , وحددت أيامه حسب مقاييس العمر المألوف ليست إلا ومضة خاطفة من عطائه الذي غمر به الكون , وغار عبره في أعماق الزمن , فهو مولود قبل أن يولد , وموجود قبل أن يوجد , ومعد قبل أن يعد نفسه , لقد أعد ليوم رهيب يتوقف عليه الإنسان , طالما يطمح هذا الإنسان لعزته , وحريته وكرامته ويسعى لحفظ مبادئه وقيمه , فكادت هذه كلها تذهب سدى وتسحق بأقدام الظالمين لولا الموقف المشرف لأبي الأحرار الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وعندما شعَّ نوره (عليه السلام ) في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) مسرعاً الى دار الزهراء ( عليها السلام ) مخاطباً أسماء بنت عميس (يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه وهو ملفوف بخرقة بيضاء فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى , فقلت فداك أبي وأمي يارسول الله ممَ بكاؤك ؟ قال أبكي لما يصيبة بعدي وستقتله الفئه الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ) وراح يسأل أباه علياً (عليه السلام ) هل سميته ياعلي ؟ قال : ماكنت لأسبقك في أسمه فقال سمه حسيناً وعق عنه كبشاً في اليوم السابع من ميلاده الشريف ,وتصدق بوزن شعره فضه كما فعل مع أخيه الحسن (عليه السلام)من قبل
فكانت ولادته حديث شهادة وبيان السرالذي جاءت من أجله هذه الولادة .
وللحديث صلة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
الإمام الحسين (عليه السلام) في ضمير الأمة
إن الحديث عن العظماء من عامة البشر مهما كبروا في العطاء وتميزوا في المواهب محدود يتحدد بما يقدمونه . فيبدأ تاريخهم منذ الولادة وعلى الأغلب عندما ينطلقون بإظهار مواهبهم وعطائهم , ومدى استفادة البشرية من نتاجهم .
أما خاصة العظماء والأولياء الذين خصهم الله تعالى بالقدسية لأمور سامية , وأهداف مقدسة , يبدأ الحديث عنهم قبل الولادة لأنه جلَّ وعلا أظهر عنهم غيبه قبل أن يولدوا , وأفاض عليهم بعض هذا الغيب, وحمَّلهم الأمانة ,وأسدل عليهم هيبته وبركاته . فكان الحسين (عليه السلام ) ومازال من كبار هؤلاء الصفوة المقدسين والقديسيّن . لقد أدخر له دوراً متميزاً , جعله قطباً تدور عليه رحى الرسالات التي حملها الأنبياء , وتحملوا أعبائها , وجنَّدوا أنفسهم لحفظها , والذود عنها بكل ما أتوا من حول وقوة .
بهذا الموقع الرفيع الذي تسنمه الحسين (عليه السلام ) وتألق به , كان وبكل جدارة حديث الأنبياء على مر الأزمان والدهور ابتداء بآدم أبي البشر والرسل , وانتهاء بخاتم الأنبياء والرسل وسيدهم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وخصت شهادته بخصائص فريدة , جعلها موضع استقرار لكل نبي بعثه , ولكل رسول أرسله إلى هذه المعمورة , ما من نبي ولا رسول إلا وكانت له وقفة تأمل يغمرها حزن عميق , ودمعة ساخنة على ماتخبئه الأيام لسبط محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) من بلاء وإبتلاء على أرض كربلاء , الأرض المقدسة التي شاء الله أن يجعلها مسرحاً للثوار , وكعبة للأحرار , ومناراً للمجاهدين , لأنها زكت وتعطرت بشذى ذلك الدم الطاهر الذي مازال يغلي في قلوب المؤمنين . وإليك بعض الشواهد على ذلك .
ذكر العلامة الشيخ جعفر التستري ( رضوان الله عليه ) في كتاب ( الخصائص الحسينية ص 103 ) حين نظر آدم إلى ساق العرش ورأى أسماء الخمسة ولقّنه جبرئيل (عليه السلام ) أن يقول يا حميد بحقِّ محمد ويا عالي بحقِّ علي ويا فاطر بحقِّ فاطمة ويا محسن بحقِّ الحسن والحسين ومنك الإحسان فلما ذكر الحسين (عليه السلام ) سالت دموعه وانخشع قلبه فقال : ياربي في ذكر الخامس منهم ينكسر قلبي وتسيل عبرتي , فآخذ جبرئيل في بيان السبب راثياً الحسين (عليه السلام) وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون فقال :
ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب قال : وماهي قال :يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر و لا معين , ولو تراه يا آدم وهو يقول واعطشاه واقلَّة ناصراه حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلا السيوف وشرر الحتوف فيذبح ذبح الشاة من قفاه وينهب رحله , وتشهر رؤوسهم في البلدان َّومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد الديَّان ). وذكر أيضاً: ( كان آدم يطوف الأرض فعند وصوله موضع مقتل الحسين (عليه السلام ) وهي أرض كربلاء عثر برجله ووقع وسالَ الدم من رجله فرفع رأسه وقال : الهي هل حدث ذنب آخر فعاقبتني عليه ؟ فأوحى إليه لا ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين (عليه السلام ) فسالَ دمك موافقةً لدمه ) .
واضطربت سفينة نوح عند الطوفان على أرض كربلاء وسأل ربَّه السبب فأوحى الله تعالى إليه يخبره بما سيجري على الحسين (عليه السلام ) فبكى نوح (عليه السلام ) وهكذا بكى كل الانبياء وجميع الرسل .
الولادة سر الشهادة
من ولادة الإمام الحسين (عليه السلام ) إلى شهادته فسحة زمنية محدودة لا تشكل من عمر الزمن إلا لمحة بصر أو ردة طرف , فالسنوات المعدودات التي عاشها , وحددت أيامه حسب مقاييس العمر المألوف ليست إلا ومضة خاطفة من عطائه الذي غمر به الكون , وغار عبره في أعماق الزمن , فهو مولود قبل أن يولد , وموجود قبل أن يوجد , ومعد قبل أن يعد نفسه , لقد أعد ليوم رهيب يتوقف عليه الإنسان , طالما يطمح هذا الإنسان لعزته , وحريته وكرامته ويسعى لحفظ مبادئه وقيمه , فكادت هذه كلها تذهب سدى وتسحق بأقدام الظالمين لولا الموقف المشرف لأبي الأحرار الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
وعندما شعَّ نوره (عليه السلام ) في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) مسرعاً الى دار الزهراء ( عليها السلام ) مخاطباً أسماء بنت عميس (يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه وهو ملفوف بخرقة بيضاء فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى , فقلت فداك أبي وأمي يارسول الله ممَ بكاؤك ؟ قال أبكي لما يصيبة بعدي وستقتله الفئه الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ) وراح يسأل أباه علياً (عليه السلام ) هل سميته ياعلي ؟ قال : ماكنت لأسبقك في أسمه فقال سمه حسيناً وعق عنه كبشاً في اليوم السابع من ميلاده الشريف ,وتصدق بوزن شعره فضه كما فعل مع أخيه الحسن (عليه السلام)من قبل
فكانت ولادته حديث شهادة وبيان السرالذي جاءت من أجله هذه الولادة .
وللحديث صلة
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
تعليق