بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نكمل بحثنا في الحلقة الخامسة من أمامة أبراهيم (عليه السلام) التي جاءت بعد النبوة وبعد ان اثبتنا شرفية الامامة نكمل بموضوع أخر متعلق بنفس الامامة وهو ضرورة الامامة فلابد ان نثبت ان الامامة ضرورية مع وجود النبوة .اللهم صل على محمد وال محمد
نحن قد تطرقنا في ما مضى من الحلقات السابقة من بحثنا عن الامامة الى أن الشريعة الاسلامية قد تميزت عن باقي الشرائع السماوية الاخرى بسمة وميزة خاصة وهذه الميزة بأن الشريعة الاسلامية تمثل النظام الاكمل والافضل الى البشرية على مستوى النظرية والمبادئ العامة للقانون الالهي وقال تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )) وهذه الاية نزلت على النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم )) في بيعة الغدير في غدير خم وهذه الشريعة لاتحتاج من هذه الناحية الى أكمال ومتابعة على صعيد الابلاغ الذي كان يضطلع به الانبياء بالنسبة الى الشرائع السابقة .
لقد ظلت الشرائع السماوية تحتاج الى بقائها واستمرارها من بعد ختم النبوة وأنقطاع الوحي السماوي الى أشخاص لا يكونون أنبياء وليس مرتبطين بالسماء من جهة الوحي التشريعي وذلك لعدم الحاجة وأنما الحاجة كانت الى أشخاص يقومن بممارسة مهام الانبياء الاخرى والتي يكون لا غنى عنها بالنسبة الى رسالة الاسلام
وتكون تلك المهام في عدة جوانب منها:
أولا : الحفاظ على الشريعة من الانحراف وفهم مقاصد الشريعة وبيان جزئياتها ولابد الدفاع عنها من أي محولة لتشويهها والتغير بمفاهيمها والمتابعة لتطبيق في الممارسات التي اكدت عليه الشريعة وهذه المهام لايمكن لاي أحد ان يقوم بها لا أذا كان هذا الشخص يمتاز بمواصفات ومؤهلات خاصة ومنها وأهمها العصمة والعلم الخاص ,وهو لا يمكن تشيخصه بمعزل عن السماء وهو المقصود به الامام .
ثانيا:لابد من مواجهة الاختلاف في المجتمع الانساني الذي رافق البشرية منذ بدء الخلق ووجود البشر وهذا لايمكن التخلص منه في يوم من الايام قال تعالى (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين ))
ولقد ارسل الله الرسل والانبياء ليرفع هذا الاختلاف بين الناس ويبينون ان الناس سواسية عند الله لكن نجد ان الرسل والانبياء اعمارهم اقل من امتداد عمر البشرية فالبشرية مستمرة الى يومنا هذا وتمدد الى ماشاء الله لا ان النبوة قد ختمة بالنبي الخاتم محمد ((صلى الله عليه واله وسلم ))فهنا تظل الحاجة قائمة بعد رحيل النبي الخاتم محمد ((صلى الله عليه واله وسلم ))الى رفع الاختلاف بين البشرية وحله ورفع جميع العواق والموانع والعقبات بينهم لتستمر الرسالة المحمدية بالديمومة فلابد من وجود القيادة المعصومة بعد النبي لترفع هذا الاختلاف والتناحر بين البشرية جمعاء وتمارس دور تكملة اتمام الشريعة الاسلامية الحقة بما جاء به النبي وهذا يبين ضرورة وجود الامام المعصوم الذي يمنع من حصول الاجتماع على الضلالة وحل التنازع فلو كانت الامة بعد النبي لاتحتاج الى امام وكانت هي معصومة بالعصمة الذاتية لتحل نزاعاتها لما جاء في قوله تعالى
((ياأيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الامر منكم فأن تنازعتمك في شيء فردوه الى الله والرسول وان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تاويلا))فهذه الاية تأمر الامة بالرجوع الى النبي والى اول الامر أي يقصد من بعدرحيل النبي الى الشخص المؤهل بعد النبي لحل النزاع وهو الامام المعصوم.
ثالثا: ان من المميزات التي امتازة بها الشريعة الاسلامية وهي انها تمكنت ان تقيم كيانا اسلاميا وهوان تنشاء دولة اسلامية وذلك في عصر صاحب النبوة والرسالة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) وهذا خلاف بقية الرسالات السماوية الاخرى وهذال من خلال استقراء التاريخ ورغم ان الرسالات السماوية دعت الى اقامة العدل
والحق والحكم بين الناس لا أنها لم تستطع من اقامة كيان حكومي وبناء دولة اسلامية في زمن النبي .
وهذه التجربة للدولة الفتية تحتاج الى قيادة متكاملة تستطيع قيادة الدولة وختمها بصورة صحيحة وكاملة وتكون بتحقيق كافة الاهداف التي رسمتها الشريعة الاسلامية للبشرية والامام يقوم بأتمام مهام هذه الاهداف بعد النبي وهذه الامام لابد ان يكون معصوم وعلى درجة كبيرة من العلم والادراك .
وفي هذه النقاط التي تم ذكرها بينا الضرورة للأمامة ووجودها بعد النبوة في الهيكل العام للدين الاسلامي الحنيف والى هنا تنتهي الحلقة الخامسة من هذا البحث ونكمل الباقي في الحلقة السادسة ان شاء الله .
تعليق