بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
شهادة المستشرقين على أنّ التشيّع عربي المبدأ
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
شهادة المستشرقين على أنّ التشيّع عربي المبدأ
مما يثيره اعداء أهل البيت عليهم السلام قضية اصل التشيع ومما قالوه ان التشيع قد أتى به الفرس !!!
ومما لا شك فيه ان هذا الكلام لا يصمد امام العقل .
وهنا نريد ان ننقل بعض اراء المستشرقين وغيرهم في هل ان التشيع فعلا أتى به الفرس ام هو موجود قبل اعتناق الفرس للتشيع بل قبل اعتناقهم للاسلام :
1 ـ قال الدكتور أحمد أمين: الذي أرى ـ كما يدلّنا التاريخ ـ أنّ التشيّع لعليّ بدأ قبل دخول الفرس إلى الاِسلام(1).
2 ـ وقال المستشرق فلهوزن: كان جميع سكان العراق في عهد معاوية ـ خصوصاً أهل الكوفة ـ شيعة، ولم يقتصر هذا على الاَفراد، بل شمل القبائل ورؤساء العرب(2).
3 ـ وقال المستشرق جولد تسيهر: إنّ من الخطأ القول بأنّ التشيّع في نشأته ومراحل نموه يمثّل الاَثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الاَُمم الاِيرانية في الاِسلام .
بعد أن اعتنقته، أو خضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية، وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة(3).
4 ـ وأمّا المستشرق آدم متز فإنّه قال: إنّ مذهب الشيعة ليس كما يعتقد البعض ردّ فعل من جانب الروح الاِيرانية يخالف الاِسلام، فقد كانت جزيرة العرب شيعة كلّها عدا المدن الكبرى مثل مكّة وتهامة وصنعاء، وكان للشيعة غلبة في بعض المدن أيضاً مثل عمان، وهجر، وصعدة، أمّا إيران فكانت كلّها سنّة، ما عدا قم، وكان أهل إصفهان يغالون في معاوية حتى اعتقد بعض أهلها أنّه نبيمرسل(4).
ولعلّ المتأمّل في كلمات هؤلاء يجد بوضوح أنّهم يقطعون بفساد الرأي الذاهب إلى فارسيّة التشيّع، وأنّهم لم يجدوا له تبريراً معقولاً، بالرغم من عدم تعاطفهم أصلاً مع التشيّع، فتأمل.
5 ـ يقول الشيخ أبو زهرة: إنّ الفرس تشيّعوا على أيدي العرب وليس التشيّع مخلوقاً لهم، ويضيف: وأمّا فارس وخراسان وما وراءهما من بلدان الاِسلام، فقد هاجر إليها كثيرون من علماء الاِسلام الذين كانوا يتشيّعون فراراً بعقيدتهم من الاَُمويين أوّلاً، ثمّ العباسيين ثانياً، وأنّ التشيّع كان منتشراً في هذه البلاد انتشاراً عظيماً قبل سقوط الدولة الاَُموية بفرار أتباع زيد ومن قبله إليها(5).
6 ـ وقال السيّد الاَمين: إنّ الفرس الذين دخلوا الاِسلام لم يكونوا شيعة في أوّل الاَمر إلاّ القليل، وجلّ علماء السنّة وأجلاّئهم من الفرس، كالبخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم النيسابوري والبيهقي، وهكذا غيرهم ممّن أتوا في الطبقة التالية(6).
____________
(1) فجر الاِسلام: 176.
(2) الخوارج والشيعة: 113.
(3) العقيدة والشريعة: 204.
(4) الحضارة الاِسلامية: 102.
(5) الاِمام جعفر الصادق: 545.
(6) أعيان الشيعة ج 1، القسم الاَول: 50 ـ 51 ط 2 ـ دمشق سنة 1363هـ
المصدر: بتصرف
كتاب أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة وتاريخهم
تأليف : آية الله الشيخ جعفر السبحاني
كتاب أضواء على عقائد الشيعة الإماميّة وتاريخهم
تأليف : آية الله الشيخ جعفر السبحاني
تعليق