بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
" مِنْ " وهي من حروف الجر وقد تكون زائدة وقد تكون غير زائدة وأمّا " مِنْ " الزائدة فلها حالتان : وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
1- الحالة الأولى : زائدة لتوكيد الاستغراق : وهي الداخلة على الأسماء الموضوعة للعموم - وهي كل نكرة مختصة بالنفي - . مثاله نقول : " ما قامَ مِنْ أحدٍ " أو " ما قامَ أحدٌ " فالجملتان تدلان على العموم[1] من دون احتمال عدم العموم ، ولكن الأولى تدل على توكيد العموم بواسطة " مِنْ " فدخولها في الكلام كخروجها .
2- الحالة الثانية : الزائدة لاستغراق الجنس : وهي الداخلة على نكرة لا تختص بالنفي ، نحو : ما في الدار مِنْ رجلٍ . فهذه تفيد التنصيص على العموم ، لأن ما في الدار رجل محتمل لنفي الجنس على سبيل العموم ، ولنفي واحد من هذا الجنس ، دون ما فوق الواحد . ولذلك يجوز أن يقال : ما قام رجل بل رجلان . فلما زيدت ( مِنْ ) صار نصاً في العموم ، ولم يبقَ فيه احتمال[2] .
· شروط زيادة " مِنْ " :
1- أن يكون ما قبلها غير موجب – النفي والنهي والاستفهام - .
2- أن يكون مجرورها نكرة .
3- أن يكون مجرورها إما فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأ أو حال .
· مواضع " مِنْ " الزائدة :
1- المبتدأ : " أعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ "[3].
2- الفاعل : " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ "[4].
3- المفعول به : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ "[5].
4- الحال : " مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُتَّخَذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ "[6].
فائدة : في كيفية إعراب المجرور بـ " مِنْ " الزائدة :
نأخذ مثالاً من القرآن الكريم ونبين كيفية الإعراب : " مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ " .
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .
به : جار ومجرور متعلقان بـ ( علم ) أو حال منه ، لأنه كان صفة وتقدمت .
مِنْ : حرف جر زائد مؤكد .
علمٍ : اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً مبتدأ مؤخر .
إلا : حرف استثناء .
اتباع : مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو مضاف .
الظنِّ : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
- إذن فإعراب الاسم المجرور بـ " مِنْ " الزائدة هو إعراب خاص لفظي ومحلي .
والحمد لله ربِّ العالمين ...
[1] . الجملة الثانية تدل على العموم بوقوع النكرة في سياق النفي ، والجملة الثانية تدل على العموم أيضاً بوقوع النكرة في سياق النفي بالإضافة إلى دخول من التي تفيد زيادة العموم والاستغراق .
[2] . الجنى الداني في حروف المعاني ، ابن أم قاسم المرادي ، ص 53 . ( بتصرف )
[3] . سورة هود : آية : 61 .
[4] . سورة الأنبياء : آية 2 .
[5] . سورة إبراهيم : آية : 4 .
[6] . سورة الفرقان : آية : 18 . في قراءة زيد بن ثابت وأبي الدرداء وأبي جعفر . أما القراء الثانية ( نَتَّخِذُ ) مبني للمعلوم .
تعليق