بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين . تفسير سورة العصر :
ان من ابلغ السور في القرأن الكريم التي جمعت فيها الايجاز والاعجاز هي ( سورة العصر ).وتعطي هذه السورة المباركة المعيار الصحيح والميزان الدقيق والواضح لنجاح ألأنسان في سيرة حياته أو ألأخفاق ،الفوز او الخسارة ،في الحياة او بعد الوفاة . قال تعالى في كتابه المجيد ، بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر إن ألإنسان لفي خسر إلا ألذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) س /العصر /الايات / 1 و3س / العصر / .
تفسير الاية : فأما (ألعصر) فهو معناه الواسع المطلق : { ألزمان } ،يقولون هذا عصر الذرة والتلفاز مثلا .والى أخره .فإن ألزمن مفهوم رحيب متوغل الى ألماضي ويمتد الى المستقبل ،لشموله كل ألأحقاب والسنين ،من البداية أي بداية الخلق ، خلق العالم وإلى لحظة أنعدامه .فهو مفهوم معجز ينشأ من حركة هذا ألكون ونظامه ألدقيق .فلو لاتكون هناك حركة للنجوم والكواكب والشمس والسيارات لم تكن ثمة مفهوم للزمن . فإن معجزة ألزمن بمساحتها الواسعة تضم في خضمها الواسع كل مخلوقات الله من الافلاك وأجرام وشموس ومجرات . لذالك اقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر ،تبياناً لعظمته واعجازه .
· والله سبحانه وتعالى لايقسم إلا بكل معجزة عظيمة . ولا نفياً لهذا المعنى لما جاء في بعض التفاسير من حيث ان المقصود من العصر هو( صلاة العصر ) وأنها الصلاة الوسطى ، والتي نبه المولى سبحانه وتعالى الى فضلها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) الا ان العلماء اختلفوا في تعيين الصلاة الوسطى فذهب بعضهم الى إنها صلاة المغرب وذهب مشهور العلماء الى انها صلاة الظهر . ولاكن مولانا المغفور له العلامة المجتهد السيد حسين يوسف مكي يرى ان الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر لانها تنتصف النهار . وان المولى جل شأنه لقد اوصى بها لانها تقع من ضمن ساعات العمل اليومي ، حيث ينشغل الناس في اعمالهم ، لذا عدم الاستخفاف بها ويؤخرها عن اول وقت فضيلتها ، ويفضلون عملهم عليها . لذا اقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر ، وقال في مطلع السورة ( والعصر ) أي إني أقسم بالعصر ، وان كل انسان مخلوق على وجه الارض ما له الا الخسران ومال اعماله الى البوار ، الا فئة واحدة من هؤلاء الناس ، هم اولائك الذين اعتقدوا بوجود الله جل جلاله وتوحيده والايمان بما انزل على لسان رسله ( إن ألإنسان لفي خسر ألا الذين أمنوا ) ان هؤلاء هم وحدهم الفائزون الناجحون في امتحانهم ، الفائزون في تجربتهم ، الرابحون في تجارتهم ، الخالدون في نعيمهم . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق