بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تعريف علم الرجال
قد عرف علم الرجال بتعاريف عديدة متقاربة محصلها : انه العلم الباحث عن احوال رواة الاخبار وتشخيصهم ذاتا وصفة وتوفرهم على شرائط القبول وهذا بخلاف علم الدراية الباحث عن احوال الحديث متنا وسندا وكيفية تحمله وادابه واما التعرض لسند الحديث فيه فهو بما هو من احوال الخبر وصفة له اي ان البحث في مجموع السند وانه على اي درجة وبالتالي فلا يبحث فيه عن احوال افراد السند باشخاصهم واعيانهم وانما البحث فيه من قبيل الكبرى بينما الصغرى يتكفلها علم الرجال
وبذلك يتضح موضوع علم الرجال ويتضح امتيازة عن موضوع علم الدراية وكذلك تتضح الفائدة منه مضافا الى ماسياتي في وجه الحاجة الى علم الرجال الاانا نضيف في المقام فوائد اخرى
منها : زيادة البصيرة في المسائل الاعتقادية وذلك لانطواء البحث الرجالي على دراسة الفرق المنحرفة والمستقيمة وهذا يعطي للباحث الماماً بموارد الانحراف وكيفية نشوءه والاطلاع على المذاهب الاعتقادية المختلفة كما تجد ذلك في ترجمة امثال محمد بن ابي زينب ويونس بن ظبيان والمغيرة بن سعيد وبنان
كما انه يوقف المتتبع في الابحاث الرجالية على مذاق الشرع في كثير من الامور باطلاعه على سيرتهم عليهم السلام مع مختلف انواع الرواة اذ تعاملهم معهم تجسيد عملي لرأي الشارع المقدس تجاه المسائل الحاكمة المعضلة في ابواب كثيرة
وبعبارة اخرى :ان البحث الرجالي [هو] تدقيق عميق في سيرة الائمة العلمية واتجاههم في قبال الاعتقادات الموجودة في زمانهم وبكلمة ان البحث الرجالي في المفردات بمثابة الفتوى في الاحكام الاعتقادية المنطبقة على تلك المفردة وعليه فالباحث الرجالي لا غنى له عن الاعتقاد على مذهب كلامي في الجرح اوالتعديل للمفردة الرجالية .
ومنها: الاطلاع على مسائل اعتقادية انفرد علم الرجال بتحريرها حيث ان هنالك من المسائل الاعتقادية التي لم تحرر في علم الكلام ولا في الفقه يجدها الباحث محررة استطرادا في علم الرجال ومثال على ذلك مسالة ما لو كان احد الرواة لا يعلم بجميع الائمة ع بل الى الامام المعاصر له فهل مثل هذا يدرج في الامامية ام لا ؟ وقد ذهب مشهور الرجاليين الى الحكم باماميته وممن عنون هذه المسالة السيد بحر العلوم في رجاله
مثال اخر : الحد الفاصل بين الضروريات وغيرها من المسائل الاعتقادية وفي تفاصيل المعارف واختلاف طبيعة المسائل الالعتقادية وقد اشار المحقق البحريني الشيخ سليمان الماحوزي في المعراج في ترجمة احمد بن نوح السيرافي الى ذلك وانه لم ينقح ذلك الافي علم الرجال حتى انه اضطر الى الخوض في ذلك بشكل معمق مستشهدا بسيرة الائمة ع مع اصحابهم في ذلك وكذلك اشار المولى الوحيد البهبهاني الى ذلك في تعليقه في ترجمة جعفر بن عيسى انه يظهر من تلك الترجمة وترجمة مثل يونس بن عبد الرحمن وكذا التعرف على جذور الضرورات الدينية في التاريخ ونشوء البحوث العقائدية
ومنها : الاطلاع على مسائل فرعية وفقهية انفرد علم الرجال بتحريرها والتركيز عليها وذلك بسبب مايوفره المتتبع من الاطلاع على سير العديد من اصحاب الائمة في ابواب الفقه المختلفة
بل البحث الرجالي يُشرف على العديد من الظرورات ومسلمات المذهب والتي كانت من معالم الطائفة يعرفهم بها القاصي والداني وذلك نظير الرجهة فانها وان كانت مثالاً للمسائل الاعتقادية وقد وردت بها الروايات المتواترة حيث يشاهد الباحث في العديد من تراجم العامة ان القول بالرجعة هو من المتسالم عليه عند مذهب اهل البيت ع وانهم كانوا يُعرفون به وان النقاش في الاندية العلمية بين الفرقين كان محتدماً حوله
ومنها : معرفة درجات الضعف والقوة في طريق الخبر فانه مؤثر جداً في جبر او كسر الخبر بالشهرة العلمية او الفتوائية على القول بهما
ومنها : معرفة صحة النُّسخ والمتون فان كلياتها وان كان بحثها مختص بعلم الدراية او صغرياتها بعلم الحديث الا ان الجانب المهم من صغرياتها يتوقف على معرفة كتب الفهارس والمشيخة وكيفية وصول النُّسخ وطُرق الانجازات ونحو ذلك وهذه الفائدة يعرف خطورتها الممارس لعملية الاستنباط في الابواب الفقهية او الاعتقادية
ومنها : حصول الاحاطة التامة بمجموع التراث الحديثي الروائي والابتعاد عن الغفلة عن مظان المدرك فانه من اوليات اصول الفحص والبحث عن الدليل الشرعي ويتم الاطلاع بتوسط ما يذكر من اصول وكتب للمترجم له في المفردات الرجالية
ومنها : الاطلاع على اختلاف اقوال القدماء وتعددها من الرواة واصحاب الائمة ع في مختلف المسائل
ومنها : ان هنالك عدة فوائد يقدمها علم الرجال لعلوم اخرى كعلم التاريخ لتحقيق الوقائع والاحداث العامة بدقة وبتحديد ادوار المفردات الرجالية فيها وانطباع ما يذكر فيها على تحليل تلك الوقائع , وكعلم الاخلاق والسير والسلوك لتهذيب النفس .
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
تعريف علم الرجال
قد عرف علم الرجال بتعاريف عديدة متقاربة محصلها : انه العلم الباحث عن احوال رواة الاخبار وتشخيصهم ذاتا وصفة وتوفرهم على شرائط القبول وهذا بخلاف علم الدراية الباحث عن احوال الحديث متنا وسندا وكيفية تحمله وادابه واما التعرض لسند الحديث فيه فهو بما هو من احوال الخبر وصفة له اي ان البحث في مجموع السند وانه على اي درجة وبالتالي فلا يبحث فيه عن احوال افراد السند باشخاصهم واعيانهم وانما البحث فيه من قبيل الكبرى بينما الصغرى يتكفلها علم الرجال
وبذلك يتضح موضوع علم الرجال ويتضح امتيازة عن موضوع علم الدراية وكذلك تتضح الفائدة منه مضافا الى ماسياتي في وجه الحاجة الى علم الرجال الاانا نضيف في المقام فوائد اخرى
منها : زيادة البصيرة في المسائل الاعتقادية وذلك لانطواء البحث الرجالي على دراسة الفرق المنحرفة والمستقيمة وهذا يعطي للباحث الماماً بموارد الانحراف وكيفية نشوءه والاطلاع على المذاهب الاعتقادية المختلفة كما تجد ذلك في ترجمة امثال محمد بن ابي زينب ويونس بن ظبيان والمغيرة بن سعيد وبنان
كما انه يوقف المتتبع في الابحاث الرجالية على مذاق الشرع في كثير من الامور باطلاعه على سيرتهم عليهم السلام مع مختلف انواع الرواة اذ تعاملهم معهم تجسيد عملي لرأي الشارع المقدس تجاه المسائل الحاكمة المعضلة في ابواب كثيرة
وبعبارة اخرى :ان البحث الرجالي [هو] تدقيق عميق في سيرة الائمة العلمية واتجاههم في قبال الاعتقادات الموجودة في زمانهم وبكلمة ان البحث الرجالي في المفردات بمثابة الفتوى في الاحكام الاعتقادية المنطبقة على تلك المفردة وعليه فالباحث الرجالي لا غنى له عن الاعتقاد على مذهب كلامي في الجرح اوالتعديل للمفردة الرجالية .
ومنها: الاطلاع على مسائل اعتقادية انفرد علم الرجال بتحريرها حيث ان هنالك من المسائل الاعتقادية التي لم تحرر في علم الكلام ولا في الفقه يجدها الباحث محررة استطرادا في علم الرجال ومثال على ذلك مسالة ما لو كان احد الرواة لا يعلم بجميع الائمة ع بل الى الامام المعاصر له فهل مثل هذا يدرج في الامامية ام لا ؟ وقد ذهب مشهور الرجاليين الى الحكم باماميته وممن عنون هذه المسالة السيد بحر العلوم في رجاله
مثال اخر : الحد الفاصل بين الضروريات وغيرها من المسائل الاعتقادية وفي تفاصيل المعارف واختلاف طبيعة المسائل الالعتقادية وقد اشار المحقق البحريني الشيخ سليمان الماحوزي في المعراج في ترجمة احمد بن نوح السيرافي الى ذلك وانه لم ينقح ذلك الافي علم الرجال حتى انه اضطر الى الخوض في ذلك بشكل معمق مستشهدا بسيرة الائمة ع مع اصحابهم في ذلك وكذلك اشار المولى الوحيد البهبهاني الى ذلك في تعليقه في ترجمة جعفر بن عيسى انه يظهر من تلك الترجمة وترجمة مثل يونس بن عبد الرحمن وكذا التعرف على جذور الضرورات الدينية في التاريخ ونشوء البحوث العقائدية
ومنها : الاطلاع على مسائل فرعية وفقهية انفرد علم الرجال بتحريرها والتركيز عليها وذلك بسبب مايوفره المتتبع من الاطلاع على سير العديد من اصحاب الائمة في ابواب الفقه المختلفة
بل البحث الرجالي يُشرف على العديد من الظرورات ومسلمات المذهب والتي كانت من معالم الطائفة يعرفهم بها القاصي والداني وذلك نظير الرجهة فانها وان كانت مثالاً للمسائل الاعتقادية وقد وردت بها الروايات المتواترة حيث يشاهد الباحث في العديد من تراجم العامة ان القول بالرجعة هو من المتسالم عليه عند مذهب اهل البيت ع وانهم كانوا يُعرفون به وان النقاش في الاندية العلمية بين الفرقين كان محتدماً حوله
ومنها : معرفة درجات الضعف والقوة في طريق الخبر فانه مؤثر جداً في جبر او كسر الخبر بالشهرة العلمية او الفتوائية على القول بهما
ومنها : معرفة صحة النُّسخ والمتون فان كلياتها وان كان بحثها مختص بعلم الدراية او صغرياتها بعلم الحديث الا ان الجانب المهم من صغرياتها يتوقف على معرفة كتب الفهارس والمشيخة وكيفية وصول النُّسخ وطُرق الانجازات ونحو ذلك وهذه الفائدة يعرف خطورتها الممارس لعملية الاستنباط في الابواب الفقهية او الاعتقادية
ومنها : حصول الاحاطة التامة بمجموع التراث الحديثي الروائي والابتعاد عن الغفلة عن مظان المدرك فانه من اوليات اصول الفحص والبحث عن الدليل الشرعي ويتم الاطلاع بتوسط ما يذكر من اصول وكتب للمترجم له في المفردات الرجالية
ومنها : الاطلاع على اختلاف اقوال القدماء وتعددها من الرواة واصحاب الائمة ع في مختلف المسائل
ومنها : ان هنالك عدة فوائد يقدمها علم الرجال لعلوم اخرى كعلم التاريخ لتحقيق الوقائع والاحداث العامة بدقة وبتحديد ادوار المفردات الرجالية فيها وانطباع ما يذكر فيها على تحليل تلك الوقائع , وكعلم الاخلاق والسير والسلوك لتهذيب النفس .
والحمد لله رب العالمين
تعليق