تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قتل الأسرى مسألة بين السنة والشيعة ؟؟ الحلقة الثانية
تطرقنا في الحلقة الأولى إلى مسألة قتل الأسرى وقلنا أن المسلمين أختلفوا فيها وأن للسنة فيها رأي وأن للشيعة رأي .. وبيناها عند السنة وبينا رأيهم في قتل الأسير الذي يكون من المشركين ، والآن نتطرق إلى رأيهم في قتال من خالفهم من المسلمين وخالف خليفتهم - الذي يعتقدون بأنه الخليفة الواجب اطاعته والمنصب بالوراثة أو بالشورى - وإليكم رأيهم في قتال المسلمين الذين يخالفونهم ، فقد ورد في كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية باب الأسرى : (( ويتّفق الفقهاء على عدم استرقاق أسرى البغاة ، لأنّ الإسلام يمنع الاسترقاق ابتداءً ، أي لا يسترقّون ولذا فإنّه لا تسبى نساؤهم ولا ذراريّهم . والأصل أنّ أسيرهم لا يقتل لأنّه مسلمٌ ، وقد نصّ على تحريم ذلك كلٌّ من الشّافعيّة والحنابلة ، حتّى قال الحنابلة : وإن قتل أهل البغي أسارى أهل العدل لم يجز لأهل العدل قتل أساراهم ، لأنّهم لا يقتلون بجناية غيرهم ، ويتّجه المالكيّة وجهة الشّافعيّة والحنابلة في عدم قتل الأسرى . ))
غير أنّه جاء في بعض كتب المالكيّة : (( أنّه إذا أسر بعد انقضاء الحرب يستتاب ، فإن لم يتب قتل )) .
أمّا الحنفيّة فيفرّقون بين ما إذا كان لأسرى البغاة فئةٌ ، وبين ما إذا لم تكن لهم فئةٌ ، فقالوا : (( لو كان للبغاة فئةٌ أجهز على جريحهم ، واتّبع هاربهم لقتله أو أسره ، فإن لم يكن له فئةٌ فلا ، والإمام بالخيار في أسرهم إن كان له فئةٌ : إن شاء قتله لئلاّ ينفلت ويلحق بهم ، وإن شاء حبسه حتّى يتوب أهل البغي )) ، ويضيف الشرنبلالي وهو أحد علماء الحنفية القول : وهو الحسن ، لأنّ شرّه يندفع بذلك .
كما أنه لهم رأي في المرأة والعبيد والصبيان وهو كما ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية أن : (( المرأة من أهل البغي إذا أسرت وكانت تقاتل حبست ولا تقتل ، إلاّ في حال مقاتلتها . وكذا العبيد والصّبيان )) .
وبعد هذا البيان تبين لنا أن اهل السنة يرون بجواز قتل الأسير من المشركين بأستثناء بعض من خالفهم في ذلك من علمائهم وكان لا يرى ذلك أمثال الْحَسَنِ ، وَعَطَاءٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ .
أما الأسير من المسلمين الذي قاتلهم بسبب عدم قناعته بالخليفة وبطريقة تنصيبه والذي يعتبرونه باغياً في شرعهم فهو أنه لا يجوز قتله كما يرى ذلك الشافعية والحنابلة وبعض من المالكية ، وأما البعض الآخر من المالكية فيرى أنه يستتاب فإن لم يتب يقتل .
وأما الحنفية فإنهم يرون بجواز قتل الأسير إذا كان له فئة يرجع إليها وبعدم جواز قتله إن لم يكن له فئة يرجع إليها ..
نتمنى ان نوفق في حلقة أخرى لبيان رأي الشيعة في مسألة قتل الأسرى من المشركين ومن المسلمين البغاة ..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل محمد ..
تعليق