بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد:
روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فقال له الحسين عليه السلام من ناحية المسجد: انزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله صلى الله عليه وآله، لا منبر أبيك.
فقال له عمر:فمنبر أبيك لعمري يا حسين ! لا منبر أبي، من علمك هذا؟(إلى هنا ورد فيتاريخ ابن عساكر 4 / 321، وفيه: من أمرك بهذا) أبوك علي بن أبي طالب ؟. فقال له الحسين: إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به، وله في رقاب الناس البيعة على عقد رسول الله (صلى الله عليه واله) نزل بها جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى لا ينكرها أحد إلا جاحد بالكتاب، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم، وويل للمنكرين حقنا أهل البيت (ع)، ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله من إدامة الغضب وشدة العذاب ؟ !.
فقال عمر: يا حسين ! من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله ! أمرنا الناس فتأمرنا، ولو أمروا أباك لاطعنا.
فقال له الحسين (ع): يا بن الخطاب ! فأيُّ الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمروا أبا بكر على نفسك ليؤمرك على الناس بلا حجة من نبي ولا رضى من آل محمد ؟ ! فرضاكم كان لمحمد عليه وآله السلام رضى، أو رضى أهله كان له سخطا ؟ !
أما والله لو أن للسان مقالا يطول تصديقه، وفعلا يعينه المؤمنون لما تخطيت رقاب آل محمد (ص)، ترقى منبرهم وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم، لا تعرف معجمه، ولا تدري تأويله إلا سماع الآذان، المخطئ والمصيب عندك سواء، فجزاك الله جزاك، وسألك عما أحدثت سؤالا حفيا.
قال: فنزل عمر مغضبا، ومشى معه أناس من أصحابه حتى أتى باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فاستأذن عليه فأذن له، فدخل فقال:: يا أبا الحسن !
ما لقيت من ابنك الحسين ؟ ! يجهرنا بصوت في مسجد رسول الله (ص) ويحرض عليّ الطغام(أي الاراذل) وأهل المدينة ؟ !.
فقال له الحسن عليه السلام: مثل الحسين بن النبي صلى الله عليه وآله يستحث بمن لا حكم له، أو يقول بالطغام على أهل دينه، أما والله ما نلت إلا بالطغام، فلعن الله من حرض الطغام !.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:مهلا يا أبا محمد ! فإنك لن تكون قريب الغضب، ولا لئيم الحسب، ولا فيك عروق من السودان، اسمع كلامي، ولا تعجل بالكلام.
فقال له عمر: يا أبا الحسن ! إنهما ليهمان في أنفسمها بما لا يرى بغير الخلافة.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: هما أقرب نسبا برسول الله صلى الله على وآله من أبيهما أما فأرضهما - يا بن الخطاب - بحقهما يرض عنك من بعدهما.
قال: وما رضاهما يا أبا الحسن ؟ قال: رضاهما الرجعة عن الخطيئة، والتقية عن المعصية بالتوبة.
فقال له عمر: أدب - يا أبا الحسن - ابنك أن لا يتعاطى السلاطين الذين هم الحكماء(الحكام في الاحتجاج) في الارض.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا أودب أهل المعاصي على معاصيهم، ومن أخاف عليه الزلة والهلكة،فأما من ولده رسول الله (ص) لا يحلأدبه، فإنه ينتقل (لا ينتقل في الاحتجاج) إلى أدب خير له منه، أما فارضهما يا بن الخطاب !.
قال:فخرج عمر فاستقبله عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال له عبد الرحمن : يا أبا حفص ! ما صنعت وقد طالت بكما الحجة ؟. فقال له عمر: وهل حجة مع ابن أبي طالب وشبليه ؟ !. فقال له عثمان: يا بن الخطاب ! هم بنو عبد مناف الاسمنون والناس عجاف.
فقال له عمر: ما أعد ما صرت إليه فخرا فخرت به، أبحمقك ؟. فقبض عثمان على مجامع ثيابه ثم جذبه ورده، ثم قال : يا بن الخطاب ! كأنك تنكر ما أقول. فدخل بينهما عبد الرحمن بن عوف وفرق بينهما، وافترق القوم.(1)
(1)(بحار الأنوار / جزء 30 / صفحة[47+48+49+50) نسخة الشاملة
الاحتجاج 2 / 292 [طبعة النجف 2 / 13 - 15] تحت عنوان، احتجاج الحسين بن علي عليهما السلام على عمر )
(وتجد نظائر هذه الاحتجاجات من ريحانتي رسول الل وسيدي شباب أهل الجنة سلام الله عليهما كثيرة. انظر كتب العامة: الرياض النضرة 1 / 139، الصواعق المحرقة: 108، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 4، كنز العمال 3 / 132، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد:
روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فذكر في خطبته أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فقال له الحسين عليه السلام من ناحية المسجد: انزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله صلى الله عليه وآله، لا منبر أبيك.
فقال له عمر:فمنبر أبيك لعمري يا حسين ! لا منبر أبي، من علمك هذا؟(إلى هنا ورد فيتاريخ ابن عساكر 4 / 321، وفيه: من أمرك بهذا) أبوك علي بن أبي طالب ؟. فقال له الحسين: إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به، وله في رقاب الناس البيعة على عقد رسول الله (صلى الله عليه واله) نزل بها جبرئيل عليه السلام من عند الله تعالى لا ينكرها أحد إلا جاحد بالكتاب، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم، وويل للمنكرين حقنا أهل البيت (ع)، ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله من إدامة الغضب وشدة العذاب ؟ !.
فقال عمر: يا حسين ! من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله ! أمرنا الناس فتأمرنا، ولو أمروا أباك لاطعنا.
فقال له الحسين (ع): يا بن الخطاب ! فأيُّ الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمروا أبا بكر على نفسك ليؤمرك على الناس بلا حجة من نبي ولا رضى من آل محمد ؟ ! فرضاكم كان لمحمد عليه وآله السلام رضى، أو رضى أهله كان له سخطا ؟ !
أما والله لو أن للسان مقالا يطول تصديقه، وفعلا يعينه المؤمنون لما تخطيت رقاب آل محمد (ص)، ترقى منبرهم وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم، لا تعرف معجمه، ولا تدري تأويله إلا سماع الآذان، المخطئ والمصيب عندك سواء، فجزاك الله جزاك، وسألك عما أحدثت سؤالا حفيا.
قال: فنزل عمر مغضبا، ومشى معه أناس من أصحابه حتى أتى باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فاستأذن عليه فأذن له، فدخل فقال:: يا أبا الحسن !
ما لقيت من ابنك الحسين ؟ ! يجهرنا بصوت في مسجد رسول الله (ص) ويحرض عليّ الطغام(أي الاراذل) وأهل المدينة ؟ !.
فقال له الحسن عليه السلام: مثل الحسين بن النبي صلى الله عليه وآله يستحث بمن لا حكم له، أو يقول بالطغام على أهل دينه، أما والله ما نلت إلا بالطغام، فلعن الله من حرض الطغام !.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:مهلا يا أبا محمد ! فإنك لن تكون قريب الغضب، ولا لئيم الحسب، ولا فيك عروق من السودان، اسمع كلامي، ولا تعجل بالكلام.
فقال له عمر: يا أبا الحسن ! إنهما ليهمان في أنفسمها بما لا يرى بغير الخلافة.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: هما أقرب نسبا برسول الله صلى الله على وآله من أبيهما أما فأرضهما - يا بن الخطاب - بحقهما يرض عنك من بعدهما.
قال: وما رضاهما يا أبا الحسن ؟ قال: رضاهما الرجعة عن الخطيئة، والتقية عن المعصية بالتوبة.
فقال له عمر: أدب - يا أبا الحسن - ابنك أن لا يتعاطى السلاطين الذين هم الحكماء(الحكام في الاحتجاج) في الارض.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا أودب أهل المعاصي على معاصيهم، ومن أخاف عليه الزلة والهلكة،فأما من ولده رسول الله (ص) لا يحلأدبه، فإنه ينتقل (لا ينتقل في الاحتجاج) إلى أدب خير له منه، أما فارضهما يا بن الخطاب !.
قال:فخرج عمر فاستقبله عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، فقال له عبد الرحمن : يا أبا حفص ! ما صنعت وقد طالت بكما الحجة ؟. فقال له عمر: وهل حجة مع ابن أبي طالب وشبليه ؟ !. فقال له عثمان: يا بن الخطاب ! هم بنو عبد مناف الاسمنون والناس عجاف.
فقال له عمر: ما أعد ما صرت إليه فخرا فخرت به، أبحمقك ؟. فقبض عثمان على مجامع ثيابه ثم جذبه ورده، ثم قال : يا بن الخطاب ! كأنك تنكر ما أقول. فدخل بينهما عبد الرحمن بن عوف وفرق بينهما، وافترق القوم.(1)
(1)(بحار الأنوار / جزء 30 / صفحة[47+48+49+50) نسخة الشاملة
الاحتجاج 2 / 292 [طبعة النجف 2 / 13 - 15] تحت عنوان، احتجاج الحسين بن علي عليهما السلام على عمر )
(وتجد نظائر هذه الاحتجاجات من ريحانتي رسول الل وسيدي شباب أهل الجنة سلام الله عليهما كثيرة. انظر كتب العامة: الرياض النضرة 1 / 139، الصواعق المحرقة: 108، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 4، كنز العمال 3 / 132، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2)
تعليق