بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الاسلام والحرية ..
ان مفهوم الحرية مفهوم غامض واختلف في تعريفه كثيرا فالحرية تدخل في معارف وعلوم وفنون مختلفة ومنوعة ولعل ابرز ما توصل اليه في بيان مفهوم الحرية : هو أن يكون الإنسان متمكّنا من الاختيار بين وجوه ممكنة من القناعات الذهنية والتعبيرات القولية والتصرفات السلوكية، سواء على مستوى الفرد في خاصّة نفسه أو على مستوى انتمائه الجماعي. لقد تبنى الاسلام الحرية الكاملة للإنسان لأنها كالهواء لرئته لا تستقيم من دونها الحياة ، لكن الاسلام ينظر لحرية الفرد وحرية المجتمع بنفس الان ، ويحفظ حرية الفرد بالقضايا التي لا تمس المجتمع ولا تضر بالأخرين ان الحرية في الاسلام لا تعني اللا نظام ولا تعني الفوضى الحرية لا تعني التحلل ان الاسلام يمثل خير نظام كوني لسعادة كل بني البشر وتحقيق الرفاهية والمساواة لهم وبينهم وقد يمنع بعض الاشياء ويحرمها بسبب كونها تعتدي على حرية الاخرين ان الحرية في الاسلام مقننة بقوانين تنسجم مع الفطرة السليمة والعقل ان الاسلام منع الكثير من الممارسات التي تضر نفس الانسان وغيره وهذا لا يعني الا عين الحرية الحقيقية.اللهم صل على محمد وال محمد
الاسلام والحرية ..
ومن مظاهر الحرية في الاسلام منها حرية العقيدة قال تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر ) وقال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) وقال تعالى ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ..)
وهنا الاسلام لا يرى دين الاهي سماوي سواه - بالدليل العقلي العلمي الرصين – ومع ذلك فهو لا يجبر الناس على الدخول فيه بل ترك له الحرية على هذه الارض مع ما يعلم باليقين بخطأهم وما لهم من عقوبة اخروية فهو قال للكافرين (...لكم دينكم ولي دين ) لكم دينكم الباطل في الدنيا ولي دين الاسلام الحق والاسلام لا يقتل غير المسلم بلا مسوغ فقط لانه غير مسلم بل تركه بحريته في هذا الوقت وحسابه على الله
ومنه حرية الفكر ان الاسلام يدعوا الى تحرير الافكار والى ايقاظ العقول وينهى عن تقليد الاباء بلا وعي فلا يقبل ان يعتقد الانسان العقائد التي هي اصول الاسلام الا عن طريق العقل والدليل الرصين كما يدعو الى تعمير الارض والاكتشاف ويحث على العلم وابداء النظريات المدنية بالعلم والدليل فلا يفرض على الانسان الجمود والخمول بل يطلق له عنان الحرية العلمية بل يندب له العلم بل ويفرضه احيانا
ومن مظاهر الحرية التي أعطاها الله للإنسان أعطاه إياها ليختار ما يشاء من هذه المباحات، حرية الاكل والشرب فيأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء من المباحات ، وحرية اللبس المباح فيلبس ما يشاء، حرية النقل والسفر واتخاذ السكن المناسب المباح ، حرية العمل فلهو التكسب بما يشاء ومتى شاء ويمتهن ما يشاء من المهن المباحة ، ويعمل ما يشاء من الأعمال، وكذلك يبيع ما يشاء، ويشتري ما يشاء، ويستأجر ما يشاء، ويؤجر ما يشاء، من سائر التصرفات المباحة ، وهذه الحرية، وهذا الاختيار أيضاً نجده للذكر والأنثى: فالإنسان يتزوج من يشاء، وكذلك المرأة ترضى بمن تشاء، فمن شاءت وافقت على الزواج منه، ومن شاءت أن تأبى الزواج منه أبت، ولها الحرية في ذلك، وهذه الحريات التي أعطاها الله للبشر ثابتة، ومقررة وهي من العيش الكريم، وغصب الإنسان على أكلة لا يريدها أو زيجة لا يريدها ظلم، وجاء الإسلام بحرية الابتكار، فهذا الإنسان مسموح له أن يكتشف، وأن يخترع، وأن يركب، وأن يصنع، إنها أشياء مفتوحة بحرية للناس، إنه حر أن يتكلم بما في نفسه، وأن يعبر عن رأيه، وهكذا وجوه الحرية كثيرة ...نعم حرم بعض المأكولات والمشروبات وطرق التكسب .لأنها لا تتماشى مع حرية الاسلام ولأنها تضر بحرية الاخرين او تضر المسلم نفسه و قوانين الاسلام التي مفروضة على المسلم لا يجد المسلم فيها سلب للحرية بل لو قمنا بعمل احصائية لوجدنا ان هذه القوانين تتماشى مع الفطرة والعقل والحرية النفسية فحمدا لله على الاسلام وعلى ما به من حريات عظيمة وقوانينه واحكامه تتماشى مع الحرية التي يجهد اعدائه بتزييف الحقائق بالافتراء عليه على انه سالب للحراريات ولو سألتهم عن معنى الحرية سوف لن يأتوك بجواب مقنع بينما الاسلام هو الحرية الحقيقية .
.....يتبع
تعليق