بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
*****
جداه من فعل العدى لك أشتكي***فاسمع أياخير البرية شكوتي
فأنا حسين وابن فاطمةٍ أنا***من كنت عنه تقول ذا ريحانتي
لما خرجت من المدينة قاصداً***أرض العراق وانت تعلم نيتي
أخرجت أهلي والبنين جميعهم***ومضيت والإصلاح كانت غايتي
فنزلت في أرض النوائب كربلا***مع أهل بيتي والأشاوس صحبتي
وإذا بمن قد بايعوني أقبلوا***نحوي وقد نكثوا جميعاً بيعتي
قد جردوا ضدي السيوف كأنهم***لم يطلبوا مني القيام بثورتي
فوقفت فيهم خاطباً وأريتهم***كتباً لهم بعثت إلي لدعوتي
وسألتهم بتعجبٍ أولم تكن ***هذي رسائلكم أياقوم التي
فيها طلبتم أن أجيء لنصركم***ها قد أتيت فأينكم عن نصرتي
ماذا جرى فتبدلت أحوالكم***ماخطبكم ياطالبين إغاثتي
فغدوا حيارى والسكوت جوابهم***ومضيت عنهم بعد تلك مقولتي
وإذا بهم قد حاصروا الماء الذي***يجري فزادت حينذلك حيرتي
ماذا أقص عليك ياخير الورى***إن الجبال تصدعت لمصيبتي
شاهدت أطفالي تلوع من الضما***وعلى الثرى صحبي وخيرة شيعتي
هم خير صحبٍ في الوجود عليهمُ***كم حن قلبي واستهلت عبرتي
جداه ليتك قد رأيت صنيعهم***بذلوا النفوس جميعهم في نصرتي
ماتوا عطاشا والفرات بجنبهم***راجين في يوم الحساب شفاعتي
من بعد فقدهمُ وقفت منادياً***هل من معين يستجيب لندبتي
فأجابني ولدي علي قائلاً***دعني أشتت جمعهم في صولتي
وأذنت للإبن العزيز وحينما***حان الفراق أخذت أسكب دمعتي
ولصدري المهموم حين ضممته***بواداعه كادت تحين منيتي
ومضى إلى الميدان يعدو هاتفاً***سأذيقكم كأس الممات بكرتي
إني علي من علي المرتضى***والمصطفى الهادي ورثت شجاعتي
وقتال أبطالٍ يقاتل بينهم ***ظل الذي ورث الإباء وهمتي
وإذا بصوتٍ خافتٍ قد جاءني***أدركني ياأبتاه حانت ساعتي
فمضيتُ عادٍ نحوه وإذا به***فوق التراب مقطعاً والوعتي
ناديته اعلي يابدر الدجى***بأنين قلبي والدموع بمقلتي
لاخير في الدنيا على الدنيا العفا***أبني بعدك ياحشاشة مهجتي
جداه في قلبي قد ازداد الأسى***لما رأيت على الترائب إخوتي
ماتوا جميعاً بعدما برزوا إلى***حرب الأعادي باذلين لنصرتي
أزكى نفوساً للإله تقربت***بولائها لي واختيار مودتي
ساقي العطاشا قد أهد مصابُهُ ***ركني وقد وهنت بفقده قوتي
لما مضى نحو العدى بجواده***والسيف في يده ويحمل رايتي
فرت جيوش الظالمين أمامه***وإلى الفرات مضى فلاحت بسمتي
لكن أيا أسفا عليه فما ارتوى***من عذبه لما تذكر حالتي
وعن الفرات مضى مليءً جوده***وبسيفه يردي شرار الأمة
ولواؤه عالٍ أراه يرف في***سوح الوغا وبذا تكون مسرَّتي
لكن هوى ذاك اللواء على الثرى***لماهوى العباس بدر عشيرتي
قتلوه غدرأً قوم آل أميةٍ***وبصوته نادى أصيل المنبت
أدركني يانورالعيون أيا أخي***قبل الممات أرى جمالك رغبتي
فأتيته باكٍ وحين رأيته***ملقىً على الرمضاء زادت كربتي
ناديته والدمع قرَّ ح أجفني***الآن قلت ياعضيدي حيلتي
وبي العدى شمتت أيارمز الوفا***وبقيت وحدي حائراً في غربتي
فأجابني ساقي العطاشا قائلاً***لهفي عليك أيا وريث العصمة
لولا المنية ماتركتك حائراً***بين الأعادي ياأبي الذلة
لكن حكم الموت فرق بيننا***فعليك ياسبط النبي تحيتي
وقضى أبو الفضل الوفي وقلبه***كالجمر من حر الضما واحسرتي
جداه والطفل الرضيع مصابُهُ ***أدمى الفؤاد وقد أزاد مصيبتي
عيناه من حر الضما قد غارتا***وشفاهه ذبلت ورب العزة
فأخذته للقوم منهم طالباً***له شربةً فسقوه دون الشربة
سهماً أحز وريده وأصابني***والله يعلم كيف كانت حالتي
ومضيت للتوديع لكن بعدما***أودعت طفلي في التراب بلوعتي
بين الخيام وقفت أجذب حسرةً***وبقلبي المضنى أودع أسرتي
ناديتهم حان الفراق وإنني***أوصيكمُ بالصبر عند شهادتي
وخرجت ياجداه أهتف قائلاً***من ذا يقدم لي الجواد ولامتي
فأتتني زينب بالجواد تقوده***ودموعها تجري دما لرزيتي
وتقول ياليت الردى قد غالني***ودفنت قبلك ياأخي بحفرتي
فأجبتها لاتجزعي وتصبري***وعلى الإله توكلي أأُخيتي
ثم انصرفت إلى الأعادي شاهراً***سيفي وضد الجورمعلٍ صرختي
وعليَّ قد دارت جميع جيوشهم***لما رأوا عزمي وتلك إرادتي
بصوارمٍ وبأسهمٍ وعواسلٍ***كلٌّ علي تجمعوا في وحدتي
فبسيفه هذا يقطعني وذا***قد راح يرمي بالحجارة جبهتي
وبسهمه المسموم حرملةٍ رمى***قلبي فذابت حينذلك مهجتي
والشمر أقبل مسرعاً ثم اعتلى***صدري ولم يحفظ بذلك حرمتي
ومن القفا حز الوتين بقسوة***وعلى الثرى تُركت ثلاثاً جثتي
لكنهم لم يكتفوا بصنيعهم***هذا فقد سبوا العيال ونسوتي
ياسيد الأكوان ذي مع أمةٍ***أوصيتَها بي قبل موتك قصتي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
*****
جداه من فعل العدى لك أشتكي***فاسمع أياخير البرية شكوتي
فأنا حسين وابن فاطمةٍ أنا***من كنت عنه تقول ذا ريحانتي
لما خرجت من المدينة قاصداً***أرض العراق وانت تعلم نيتي
أخرجت أهلي والبنين جميعهم***ومضيت والإصلاح كانت غايتي
فنزلت في أرض النوائب كربلا***مع أهل بيتي والأشاوس صحبتي
وإذا بمن قد بايعوني أقبلوا***نحوي وقد نكثوا جميعاً بيعتي
قد جردوا ضدي السيوف كأنهم***لم يطلبوا مني القيام بثورتي
فوقفت فيهم خاطباً وأريتهم***كتباً لهم بعثت إلي لدعوتي
وسألتهم بتعجبٍ أولم تكن ***هذي رسائلكم أياقوم التي
فيها طلبتم أن أجيء لنصركم***ها قد أتيت فأينكم عن نصرتي
ماذا جرى فتبدلت أحوالكم***ماخطبكم ياطالبين إغاثتي
فغدوا حيارى والسكوت جوابهم***ومضيت عنهم بعد تلك مقولتي
وإذا بهم قد حاصروا الماء الذي***يجري فزادت حينذلك حيرتي
ماذا أقص عليك ياخير الورى***إن الجبال تصدعت لمصيبتي
شاهدت أطفالي تلوع من الضما***وعلى الثرى صحبي وخيرة شيعتي
هم خير صحبٍ في الوجود عليهمُ***كم حن قلبي واستهلت عبرتي
جداه ليتك قد رأيت صنيعهم***بذلوا النفوس جميعهم في نصرتي
ماتوا عطاشا والفرات بجنبهم***راجين في يوم الحساب شفاعتي
من بعد فقدهمُ وقفت منادياً***هل من معين يستجيب لندبتي
فأجابني ولدي علي قائلاً***دعني أشتت جمعهم في صولتي
وأذنت للإبن العزيز وحينما***حان الفراق أخذت أسكب دمعتي
ولصدري المهموم حين ضممته***بواداعه كادت تحين منيتي
ومضى إلى الميدان يعدو هاتفاً***سأذيقكم كأس الممات بكرتي
إني علي من علي المرتضى***والمصطفى الهادي ورثت شجاعتي
وقتال أبطالٍ يقاتل بينهم ***ظل الذي ورث الإباء وهمتي
وإذا بصوتٍ خافتٍ قد جاءني***أدركني ياأبتاه حانت ساعتي
فمضيتُ عادٍ نحوه وإذا به***فوق التراب مقطعاً والوعتي
ناديته اعلي يابدر الدجى***بأنين قلبي والدموع بمقلتي
لاخير في الدنيا على الدنيا العفا***أبني بعدك ياحشاشة مهجتي
جداه في قلبي قد ازداد الأسى***لما رأيت على الترائب إخوتي
ماتوا جميعاً بعدما برزوا إلى***حرب الأعادي باذلين لنصرتي
أزكى نفوساً للإله تقربت***بولائها لي واختيار مودتي
ساقي العطاشا قد أهد مصابُهُ ***ركني وقد وهنت بفقده قوتي
لما مضى نحو العدى بجواده***والسيف في يده ويحمل رايتي
فرت جيوش الظالمين أمامه***وإلى الفرات مضى فلاحت بسمتي
لكن أيا أسفا عليه فما ارتوى***من عذبه لما تذكر حالتي
وعن الفرات مضى مليءً جوده***وبسيفه يردي شرار الأمة
ولواؤه عالٍ أراه يرف في***سوح الوغا وبذا تكون مسرَّتي
لكن هوى ذاك اللواء على الثرى***لماهوى العباس بدر عشيرتي
قتلوه غدرأً قوم آل أميةٍ***وبصوته نادى أصيل المنبت
أدركني يانورالعيون أيا أخي***قبل الممات أرى جمالك رغبتي
فأتيته باكٍ وحين رأيته***ملقىً على الرمضاء زادت كربتي
ناديته والدمع قرَّ ح أجفني***الآن قلت ياعضيدي حيلتي
وبي العدى شمتت أيارمز الوفا***وبقيت وحدي حائراً في غربتي
فأجابني ساقي العطاشا قائلاً***لهفي عليك أيا وريث العصمة
لولا المنية ماتركتك حائراً***بين الأعادي ياأبي الذلة
لكن حكم الموت فرق بيننا***فعليك ياسبط النبي تحيتي
وقضى أبو الفضل الوفي وقلبه***كالجمر من حر الضما واحسرتي
جداه والطفل الرضيع مصابُهُ ***أدمى الفؤاد وقد أزاد مصيبتي
عيناه من حر الضما قد غارتا***وشفاهه ذبلت ورب العزة
فأخذته للقوم منهم طالباً***له شربةً فسقوه دون الشربة
سهماً أحز وريده وأصابني***والله يعلم كيف كانت حالتي
ومضيت للتوديع لكن بعدما***أودعت طفلي في التراب بلوعتي
بين الخيام وقفت أجذب حسرةً***وبقلبي المضنى أودع أسرتي
ناديتهم حان الفراق وإنني***أوصيكمُ بالصبر عند شهادتي
وخرجت ياجداه أهتف قائلاً***من ذا يقدم لي الجواد ولامتي
فأتتني زينب بالجواد تقوده***ودموعها تجري دما لرزيتي
وتقول ياليت الردى قد غالني***ودفنت قبلك ياأخي بحفرتي
فأجبتها لاتجزعي وتصبري***وعلى الإله توكلي أأُخيتي
ثم انصرفت إلى الأعادي شاهراً***سيفي وضد الجورمعلٍ صرختي
وعليَّ قد دارت جميع جيوشهم***لما رأوا عزمي وتلك إرادتي
بصوارمٍ وبأسهمٍ وعواسلٍ***كلٌّ علي تجمعوا في وحدتي
فبسيفه هذا يقطعني وذا***قد راح يرمي بالحجارة جبهتي
وبسهمه المسموم حرملةٍ رمى***قلبي فذابت حينذلك مهجتي
والشمر أقبل مسرعاً ثم اعتلى***صدري ولم يحفظ بذلك حرمتي
ومن القفا حز الوتين بقسوة***وعلى الثرى تُركت ثلاثاً جثتي
لكنهم لم يكتفوا بصنيعهم***هذا فقد سبوا العيال ونسوتي
ياسيد الأكوان ذي مع أمةٍ***أوصيتَها بي قبل موتك قصتي
تعليق