إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ضعف القابل في فهم حالات المعصوم وقدراته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضعف القابل في فهم حالات المعصوم وقدراته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
    ان ظاهرة نفي المقام او التعجب من بعض الافعال التي تصدر من المعصوم باتت تشكل محوراً مهماً وتساؤلاً ليس بالهامشي او الثانوي في حياة الكثير من المثقفين فما ان يسمعوا بمعجزة او كرامة الا واخذتهم الدهشة او الحيرة او التعجب حتى مالت بهم ثقافتهم ان يصرحوا بالغلو "غير المدروس" وحسبك انها ليست ظاهرة عند قلائل ومنتهية بل تجدها صراحة بين طبقات متعددة من هذا الرعيل وغيره "الحداثويون"، ويمكن ان نوعز هذا الامر الى الاسباب التالية:

    1ـ تأثير المنهج السلفي التأخري: الهجمة الفكرية التي قامت بها السلفية الاسلامية المادية الغالقة عقلها، على مسار التاريخ، أصبح لها الدور الكبير على مستوى التفكير التقريبي " البيئي" و"الاعلامي" و"الضوضائي" فحصل للكثير التأثر بهذه الافكار الهابطة فتعلقت بذهنه تلك المصطلحات والعناوين " الغلو" "البدعة" "الانحراف" "الشرك" الكفر" "التأليه" فانعكست تلك الترهات على عقول عدد من المسلمين، وهذا أحد الاوجه الخطرة على التفكير الاسلامي، اذ يسعى ان يجرد الانسان المسلم عن مفهوم ومبدأ التقديس، بل هذا ما تجده عند الكثير منهم، من حيث عدم اهتمامهم بشخصية الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) وكذا بقية الانبياء والمرسلين، بل يوجد في تراثهم ما لا يتناسب مع شخصية خاتم الانبياء وأكثر من ذلك، تفسيرهم للايات الموهمة ان الانبياء وقعوا في اخطاء عديدة، فمن هذا وذاك تكونت عقلية لا تحبذ الدخول بمقامات الانبياء وعلو مرتبتهم، حتى وصل بهم الامر الى انهم حسبوا هؤلاء العظماء افراد عاديين غير انهم كُلفوا بالرسالة والبلاغ.

    2ـ تأثير الحداثة والاندكاك الاغرائي فيها: ان ثقافة الانسان المسلم تتغير بسبب تاثير الثقافة العلمانية على المجتمع المثقف والمنفتح من دون حصانه عقائدية تكون درعا واقيا لهم من تاثير تلك الثقافات المنحرفة، فكثيراً من مثقفينا وشبابنا يتأثرون بتلك الثقافات أشد التأثر، فيخلطون بين التقدم المادي التكنلوجي وبين الغيبيات والمعنويات فان علماء التجربة قد انغمسوا بتلك التأملات المادية فكيف ننتظر منهم ان يذعنوا للغيبيات والمعنويات فضلاً عن ادراك المقامات للأولياء فان هؤلاء لهم مبدأهم في الحياة وأيديولوجيتهم في التفكير

    3ـ تأثير الميل النفسي والركون الى المادة: فكلما قويت الجنبة المادية في الانسان ضعفت الجنبة المعنوية والتجردية، وتصبح هنا معادلة لا خطأ فيها، فطبيعة الانسان يميل الى ما خلق منه وهي المادة "التراب" وطبيعته الحيوانية تقتضي ذلك، فمسألة الايمان بخوارق الانبياء وكراماتهم وكذلك الاولياء تحتاج الى قلب وفكر فيه تحرر من المادة ولو كان قليلاً.

    حسن الجوادي
    حُرر في الثاني من رمضان لسنة 1435هـ


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيـــم
    وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين







    الشكر والإمتنان لحضرتكم الكريمة الأخ العزيز " حسن الجوادي" على هذا الموضوع القيم جدا وجعله الله تعالى في ميزان خدمتكم للإمام الحسين عليه السلام.


    نعم إن هذه الظاهرة تدب دبيب النمل على الأرض الخالية لعقول البعض ممن يدعي الثقافة ويرى نفسه مثقفا ، حيث أن الإعلام التكفيري وبطبيعة الحال إذ أنه إمتداد طبيعي للإعلام الأموي والعباسي الذان بثّا العقائد الإلحادية كنظرية الجبر ونظرية التفويض الباطلتين عقلا ونصّا ، وكمبدأ القياس بالرأي ، فقد بث السلفيون مفاهيم عشاوائية كـ(الشرك) ، الكفر ، البدعة ، الغلو... ، وكل هذه المفاهيم تؤثر سلبا على المثقف الغير محصّن بسور العقائد الحقة من اهل البيت عليهم السلام ، فلو كان محصنّا عقائديا لكان في إطار من الإيمان والإذعان، والله المستعان.



    أحسنتم كثيرا ، وأتمنى لكم التوفيق أولا وأخيرا.

    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







    تعليق


    • #3
      عزيزنا وفاضلنا المحقق ادام الله تحقيقكم وجعلكم من أهل البصيرة في الدنيا والاخرة ، شكراً لاهتمامكم وحسن ظنكم ايها العزيز

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد واله الطاهرين
        السلام عليكم الاخ السيدم.(حسن الجوادي)

        قال الله تعالى واصفا عباده المتقين (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)البقرة3
        فالايمان بالغيبيات والماورائيات تتناسب طرديا مع درجة التقوى عند المؤمن،كايمانه بالله واليوم الاخر ويعتبرها من المسلمات وذلك لان اهل البيت صلوات الله عليهم
        (وهم حجج الله على خلقه )اعطوا الولاية التكوينية من قبل الله تعالى،فلا يبهر المؤمن مما يرى من معاجز وكرامات يبدونها ،او تبدى لهم ،اما الكلام عن غير المؤمن بما ينكرمن كراماتهم فان عدم ايمانه يعزى الى امور ثلاثة:
        1- ان يكون مسترشدا

        2-ان يكون ضالا
        3-ان يكون معاندا

        فالمسترشد هو الباحث عن الحقيقة فينبغي تنويره وارشاده
        والضال هو التائه المتحيروقد تاه في اروقة العقائد الفاسدة كما تزوده بها وسائل الاعلام المغرضة والمنافقة كما تفضلتم في معرض كلامكم ،وبما يرى من سلوكيات منحرفة لافراد في الخارج ،فيتاثر بذلك بوعي او دون وعي،وهذا ايضا يجب تنويره وتزويده بالعقيدة الحقة بادلة عقلية ونقلية.
        اما الصنف الثالث وهو المعاند،فهو ممن ينبغي تركه وتجاهله،
        (وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون)يس10
        بارك الله فيكم على هذا الموضوع العقائدي المهم وفقتم لكل خير


        تعليق

        يعمل...
        X