تسمية رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن الحسين (عليه السلام) به (سيد العابدين)

[الفتح المبين]

السؤال: تسمية رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن الحسين (عليه السلام) به (سيد العابدين)
يقول الوهابية بعدم صحّة تسمية رسول الله (ص) علي بن الحسين (ع) به: ((سيد العابدين)) فهل يوجد دليل من كتب أهل السنة في ردّ قولهم؟
الجواب:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول ذلك الوهابية تبعاً لشيخهم ابن تيميّة حيث قال: (( ما ذكر من تسمية رسول الله (ص) له سيد العابدين,هو شيء لا أصل له,ولم يروه أحد من أهل العلم والدين )) (منهاج السنة4/50). ولكن عند ما يرجع الباحث المنصف الى المصادر المعتبرة يرى بأن الحديث مروي من قبل غير واحد من المحدثين, حتى قال ابن حجر المكيّ في ترجمة الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه: (( وكفاه شرفاً أن )) (الصواعق المحرقة, الفصل الثالث:201) ولذا عنونوه بهذا اللّقب في كتب الرجال والتراجع, كالحلية3/133, والتذهيب التهذيب7/259- 260, ووفيات الأعيان 3/266وغيرها.
ودمتم في رعاية الله
مركز الابحاث العقائدية

[المجلسي]

اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشاركة قيمة انالكم الله خير الدنيا وشرف الاخرة نأمل منكم المزيد

علي بن الحسين صلوات الله عليه: (( وكفاه شرفاً أن )

الجواب عندي غير واضح اخي الكريم ؟

تقبلوا منا حسن الاطلاع

[مهند السهلاني]

نقاش وشكر وتقدير

بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين





بداية أرحب بالأخ الفاضل الفتح المبين ، كما أن الشكر والتقدير له على اختياره المتميز لهذا الموضوع الهادف..

وردا على تلك الشبهة التي يثيرها الدخلاء على الإسلام فأقول

:-


أولا : لقد دأب اهل العناد والتضليل على الجحود ، فصفة الجهود سمة من السمات التي تميّز الوهابية الدخلاء على الإسلام الحنيف الأصيل.

ثانيا : المؤمنون لايبتغون غير الله ورسوله واهل بيته وليجة ، فما ورد عن اهل البيت عليهم السلام وثبت بالدليل العقلي أو الدليل النقليّ فهو الحق الثابت .

ثالثا : يكفي أن كتب شيعة أهل البيت عليهم السلام مفعمة بهذه الروايات الكريمة والتي نصت على أن الإمام علي بن الحسين عليه السلام بــ(زين العابدين) لكثرة عبادته لله عزوجل ، وحينئذ لايهم ماهو رأي المخالفين إلّا لغرض إلقاء الحجة أو من باب (بفمك أدينك) أو من باب ( إلزموهم بما ألزموا به أنفسهم).

رابعا : لايخفى على متبعي الحقيقية أنه ورد الكثير من الروايات في كتب السنة تأكد تسمية الإمام علي بن الحسين عليه السلام بــ(زين العابدين).

خامسا : أكتفي بذكر مايلي من باب ( إلزموهم بما ألزموا به أنفسهم) :



أ_قال مالك : سمي زين العابدين لكثرة عبادته, وهو الإمام الرابع على مذهب الإمامية.(1).

ب_قال محمّد بن طلحة الشافعي: «علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام هذا زين العابدين، وقدوة الزاهدين، وسيد المتقين، وإمام المؤمنين شيمتُهُ تشهد له أنه من سلالة رسول الله، وسمته يثبت مقام قربه من الله زلفاً، وثفناته تسجل بكثرة صلاته وتهجده واعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها...).(2)


جــ . قال السمهودي: «كان علي بن الحسين زين العابدين عظيم الهدي والسمت»(3).

د.وقال أبو نعيم: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم زين العابدين ومنار القانتين، كان عابداً وفياً وجواداً حفياً»(4)

هــ- .وقال القندوزي الحنفي: «كان الإمام زين العابدين رضي الله عنه عظيم التجاوز والعفو والصفح... (5).



و_ قال ابن حجر: «زين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادةً وكان إذا توضأ للصلاة اصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون بين يدي من أقف؟ وحكي أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة»(6).



وهناك الكثير ولكن رعاية الإيجاز تلزم بالإكتفاء بما تقدم لرد هذه الشبهة الفارغة التي يثيرها الوهابية المحرّفون للكلم عن مواضعه.



فشكرا مرة أخرى للأخ الفاضل الفتح القريب على هذا الموضوع الهادف ونأمل منكم المزيد..



*******************

(1)نور الابصار للشبلنجي ص162.

(2)مطالب السؤول ص202 مخطوط.

(3)جواهر العقدين ص351.

(4)حلية الأولياء ج3 ص133.

(5)ينابيع المودة ص359، حكاها عن الصواعق المحرقة ص120.

(6)الصواعق المحرقة ص119.