إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من دعاء وداع شهر رمضان للامام السجاد (عليه السلام )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من دعاء وداع شهر رمضان للامام السجاد (عليه السلام )

    من دعاء وداع شهر رمضان للامام السجاد (عليه السلام)


    {اللهم وانت جعلت من صفايا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور وتخيرته من جميع الازمنة والدهور وآثرته على كل اوقات السنة بما انزلت فيه من القران والنور وضاعفت فيه من الايمان وفرضت فيه من الصيام ورغبت فيه من القيام واحللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من الف شهر}

    خصوصية الزمن في شهر رمضان
    يا رب انك خلقت الزمن كله فليس زمن اولى بك من زمن تماما كما خلقت كل شيء في الوجود فليس هناك شيء -في ذاته- اقرب اليك من شيء ...
    ولكنك جعلت لشهر رمضان خصوصية من بين الشهور انطلاقا من ارادتك وحكمتك عندما اعطيت معناه شيئا من معنى وحيك عندما انزلت فيه القران الذي هو النور المعنوي الذي يدخل الى عروق الزمن فيمنحه نورا وحياة وخيرا وبركة وفتحت فيه اكثر من نافذة للايمان وحشدت فيه الكثير الكثير من مواقع رضاكفي ما اردت لعبادك ان يطيعوك فيه وذلك من خلال فريضة الصيام الذي يفتح في الجسد اكثر من موقع للروح ومن خلال القيام الذي يطلّ بالروح على اكثر من معنى للحياة المنفتحة على الله...
    ثم كانت الكرامة الكبرى لهذا الشهر عندما اختصرت الالف شهر فجعلتها في ليلة وجعلت حجم هذه الليلة -ليلة القدر- اكبر من حجم ذلك الزمن الطويل في فضلها وثوابها ونتائجها الروحية على مستوى ما يحصل عليه الانسان من مضمونها العبادي من خير وثواب وسعادة قد ترفعه الى الدرجات العليا في جنتك...
    وبهذا كان الايحاء الالهي بان القيمة في معنى الزمن في روحه في سر الله ليست في الكمية بل هي في النوعية فقد لاتكون الالف شهر الفارغة من عمق الحركة الروحية في مستواها العبادي ذات قيمة عند الله وقد تكون الليلة الواحدة في جهدها وسرها ذات قيمة كبيرة في حركة الفكر والروح في ما تنتج من افكار ومشاعر وفي ما تنفتح عليه من افاق الخير او تقترب به من الطاف الله في الانسان وفي عمق شعوره بالحياة وفي معنى الكرامة التي يكرم فيها عباده بالمغفرة والرحمة والرضوان.
    وهذا هو الفضل الكبير الذي تفضلت به على عبادك عندما فتحتَ لهم في هذا الشهر كل الابواب التي تطل عليك ,ودعوتهم الى كل الاعمال التي تقترب من مواقع رضاك وهيّأت لهم كل مواسم الخير والبركة واللطف والحياة الروحية التي تتفايض بالحنان.
    ولننفتح فيه على الله في ليلة القدر التي تختصر الزمن في ساعاتها حتى تكون في حجم الف شهر في نتائجها الكبيرة ... وهذا هو الذي جعلنا نحرص عليه في داخله ونشتاق اليه في المستقبل ونشعر بالحرمان من فضله ومن بركاته لنفكر في تعويض ذلك الحرمان في شهر جديد وعمل جديد.
يعمل...
X