بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله محمد
معركة بدر الكبرى
وهي اول معركة يخوضها الرسول(صلي الله عليه واله وسلم) ، بها انتصر المسلمون وفتح الله تعالى وبارك في مجاهديها وشهدائها ، وكانت فاتحة الانتصارات وانتشار الدعوة . اللهم صل على محمد واله محمد
معركة بدر الكبرى
فقد كان المسلمون امام تحدٍ خطير وكبير ، إما ان ينتصر الرسول في معركته ويستمر الدين والرسالة ، او كأن شيئاً لم يكن .
هكذا كانت المعادلة في بدر ، ومن هنا اهميتها ، لذلك عندما دعا رسول الله (صلى الله عليه اله وسلم) ربه كان يقول (ان تهزم هذه العصابة فلن تعبد في الارض ابداً)) .
وكان قد بلغ رسول الله ان قافلة لقريش خرجت من مكة تريد الشام في تجارة لها ، وتحرك الرسول إلا ان القافلة أفلتت ولم يعثر عليها ، وعند رجوعها من الشام اوائل الخريف ، كان الرسول قد بعث عيناً له فعاد واخبره بأنها كبيرة وحملها الف بعير ويقودها ابو سفيان في اربعين رجلاً .
وانتقاماً المسلمين ورداًعلى مصادرة قريش لأموالهم في مكة ، كان قرار مهاجمة القافلة ، لذلك قال رسول الله لأصحابه (هذه عير قريش فيها اموالهم فخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها)) .
وكما جاء في السيرة الحلبية ، ان رسول الله تحرك قاصداً وادي ذفران وقد عقد رايتين سلم احداهما الى مصعب بن عمير والأخرى الى علي بن ابي طالب(عليه السلام) ، وتناهى الى ابي سفيان اخبار الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) فابتعد عن خط بدر وبعث الى قريش يستنفرها وان الخطر يحدق بتجارتهم واموالهم ، وهكذا تجهزت قريش سريعاً واعدوا العدة .
وكان ذلك بعد ان تفحص ابو سفيان ابعاراً من بعير هناك فعرف من النوى انها من علائف يثرب وانها لعيون لمحمد .
وتخلف ابو لهب عن قريش بعد ان ارسل بدلاًعنه هو العاصي ابن هاشم ولقاء اربعة ألاف درهم .
وتغير خطة الرسول عندما علم بمجيء قريش وجموعها ، فكان خيار التصدي لهم بعد ان استشار اصحابه بقوله (اشيروا علي ايها الناس)) .
فقال ابو بكر (انها قريش وخلاؤها ، ما آمنت منذ كفرت ولا ذلت منذ عزت ولم نخرج على اهبة الحرب)) .
فقال له الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) (اجلس)) .
ثم قام عمر وردد ما قاله أبو بكر ، فأمره الرسول بالجلوس .
ثم قام المقداد بن عمر وقال (يا رسول الله ، امض لما الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى ، اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ، ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون . فو الذي نعثك بالحق لو سرت
الى ربك العما لجلدنا معك من دونه حتى تبلغه ، ولو امرتنا ان نخوض جمر الغفا وشوك الهراس لخضناه معك)) .
فقال له الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) خيرا ودعاً له به بخير .
والرسول كلما قام احد وتكلم يقول (أشيروا علي ايها الناس)) ، حتى قام سعد بن معاذ الانصاري وقال (والله لكنك يا رسول الله تريدنا)) .
فقال له الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) (أجل)) .
فقال سعد (بأبي انت وامي يا رسول الله ، انا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به حق من عند الله ، واعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما اردت فنحن معك ، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف رجل واحد ، وما نكره ان تلقى بنا عدونا غداً ، انا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ، لعل الله يريك مقاماً تقربه عينك فسربنا على بركة الله ، وصل من شئت
واقطع من شئت وخذ من اموالنا ما شئت ، وما اخذت من اموالنا احب الينا مما تركت)) ، فسر رسول الله بمقالته وتحرك جيش المسلمين بقيادة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) .
وكان الرسول قد بعث جماعة بقيادة علي الى ماء بدر يلتمسون الخبر ، فأصابوا إبلاً يستقى عليها الماء لقريش قيها غلامان ، فأتوا بهما الى الرسول الله وجعل يسألهم عن قريش ، فقالا هم وراء هذا الكثب الذي ترى بالعدوة القصوى .
فسأل عن العدد فقالا كثير ، عندها سألهم الرسول (كم ينحرون من الإبل كل يوم ؟)) .
قالا (يوماً تسعاً ويوماَ عشراً)) .
فقال الرسول (القوم ما بين اليسمماية والألف)).
فأقبل رسول الله على اصحابه قائلاً (هذه مكة قد القت اليكم افلاذ اكبادها)) .
وكان ابو سفيان بعد ان حيد القافلة باتجاه خط البحر قد بعث لقريش انه نجا بالقافلة وان اموالهم بخير فليرجعوا وليتركوا محمداً تكفيه العرب .
وعندما عرف المسلمون بذلك اغتم بعضهم حتى نزل الوحي على رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) .
((وإذ يعدك الله احدى الطائفتين انها لكم ، وتودون ان غير ذات الشوكة تكون اكم ، ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)) .
واصر ابو جهل على المضي باتجاه بدر بعد ان اختلفت قريش وقال (لنقيم عليه(بدر) ثلاثاً فننحر الجزر(الاباعر) ، ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف لنا القيان والمغنيات ، وتسمع بنا العرب بمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا ابداً بعدها ، فامضوا)) .
وتحرك الرسول واصحابه ، بعدما اشار عليه الحباب بن منذر بخطة حول بئر بدر كما وبنى له سعيد بن معاذ عريشاً ليقود المعركة منه ، وحتى لا يصاب بأذى ، مع ان الرسول قد باشر القتال بنفسه ، حتى قال علي بذلك : كنا اذا احمر البأس اتقينا برسول الله(صلي الله عليه واله وسلم) فلم يكن احد اقرب الى العدو منه .
تعليق