بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله محمد
ولادة الإمام الحسن بن علي(عليه السلام)
هو ثاني أئمة اهل البيت(عليهم السلام) .اللهم صل على محمد واله محمد
ولادة الإمام الحسن بن علي(عليه السلام)
ولما بلغ رسول الله نبأ ولادته غمرته الفرحة وبدا عليه الارتياح ، وقام من ساعته الى بيت فاطمة ونادى (يا اسماء اين ولدي ؟)) .
فأسرعت اسماء الى الوليد المبارك وهو ملفوف بخرقة صفراء ، فتناوله منها وقال (الم اعهد اليكم ان لا تلفوا المولود في خرقة صفراء)) .
وأذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ، ثم التفت الى علي سائلاً (هل سميت وليدك الميمون يا علي ؟)) .
فأجابه (ما كنت لاسبقك يا رسول الله)) فسماه الحسن .
وكما جاء عن الصادق(عليه السلام) ، ان الرسول الله عق عنه بكبش ، وقال (اللهم عظمها بعظمه ودمها بدمه ولحمها بلحمه وشعرها بشعره ، اللهم اجعلها وفاءاً لمحمد وآل محمد)) .
يقول واصفوه ، انه كان اشبه الناس برسول الله خلقاً وخلقاً وسؤدداً وهدياً ، وكان يلقب بالطيب ، والتقي ، والزكي ، والولي ، والسبط ، والمجتبى ، ويكنى ابا محمد .
وقد روت عائشة عن النبي(صلى الله علي واله وسلام) انه كان يأخذه فيضمه اليه ويقول (الهم إن هذا ابني وانا احبه واحب من يحبه)) ، وكان يحمله على رقبته فلقيه رجل وهو على هذا الحال فقال (نعم المركب ركبت يا غلام)) .
فقال رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) : ((ونعم الله الراكب هو)) .
وكان الحسن يأتيه وهو ساجد احياناً فيركب ظهره فيطيل الرسول السجود والحسن على ظهره ، فإذا فرغ يسأله المسلمون عن سبب ذلك فيجيب (لقد ترحلني ابني فكرهت ان اعجله)) .
وقال الرسول بحقه وحق اخيه الحسين حتى بلغ التواتر من الاخبار ومنها (هذان ريحانتاي من الدنيا ، من احبني فليحبهما ، ومن ابغضهما ابغضني ، ومن ابغضني ابغضه الله وادخله النار ، وانهما سيدا شباب اهل الجنة)) .
وكان (عليه السلام) اذا توضئ للصلاة تغير لونه ، واذا وقف لها ارتعدت فرائصه واذا ذكر الموت او القبر او البعث والصراط يبكي حتى يغشى عليه، وقد قاسم ماله ثلاث مرات ، اي يقسم كل ما يملك بينه وبين الله فيوزعه في سبيل الله ، وخرج من ماله كله مرتين ، وحج خمساً وعشرين حجة .
كان شديد التواضع كما روي عنه الكثير من الشواهد ومنها ، انه اشتاز على جماعة من الفقراء وقد جالسوا يأكلون خبزاً كان معهم ، فدعوه الى مشاركتهم مجلسهم ، فجلس معهم واكل ، وقال (إن الله لا يحب المتكبرين)) .
ولماً فرغوا من الاكل دعاهم الى ضيافته ، فأطعمهم وكساهم واغدق عليهم من عطائه وقال (اليد لهم لأنهم لم يجدوا غير ما اطعموني ونحن
نجد ما اعطيناهم)) .
وروي كما جاء في سيرة الأئمة للسيد الحسني ، ان رجلاً من اهل الشام مر به فجعل السب والشتم العلي وآل علي والإمام ساكت لا يتكلم ، حتى اذا انتهى الشامي ابتسم اليه الإمام وقال (اظنك غريباً فلو انك سألتنا اعطيناك ، ولو استرشدتنا ارشدتناك وإن كنت جائعاً اطعمناك ، وإن كنت محتاجاً اغنيناك او طريداً آويناك)) .
حتى ذهل الشامي واخذه الحياء والخجل طالباً عفوه وصفحه .
وكان يقول لجليسه (اذا اردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته ، واذا نازعتك الى صحبة الرجال حاجة ، فاصحب من اذا صحبته زانك ، واذا نازعتك الى صحبة الرجل حاجة،فاصحب من اذا صحبته زنك ، واذا خدمته صانك ، واذا اردت معنوية اعانك ، واذا قلت صدق قولك ، واذا صلت شد صولتك ، واذا مددت يدك بفضل مدها وإن بدت منك ثلمة سدها ، وإن نزلت بك إحدى الملمات واساك ، لا
تاتيك منه البوائق ولا تختلف عليك منه الطرائف ، وإن تنازعتما مغنماً آثرك)) .
عاش مرارة الصلح مع معاوية بعد خذلان بعض قادة جيشه وبعد ان دبت الخيانة فيه ، وما لذلك انتقل الى المدينة يوجه الناس ويلم الشمل ، ويراقب الاحداث ، وما يفعله معاوية بشيعة ابيه .
وعايش كل فترات المظلومية التي مرت على ابيه وامه(عليهما السلام) .
وقد شارك اباه واخاه الحسين في وداع ابي ذر حينما نفاه عثمان الى الربذة ، فقد قال الحسن هناك (يا عماه لولا انه ينبغي للمودع ان يسكت وللمشيع ان ينصرف لقصر الكلام وإن طال الاسف، وقد اتى القوم اليك فضع عنك الدنيا يتذكر فراغها وشدة ما وشد منها برجاء ما بعدها . واصبر حتى تلقى ربك ويحكم الله بينك وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين)) .
وقد اجابهم ابو ذر على كلامهم قائلاً (رحمكم الله يا اهل البيت ، اذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله ، ما لي بالمدينة سكن ولا شجن غيركم ، اني ثقلت
على عثمان بالحجاز كما ثقلت على معاوية بالشام. وكره ان اجاور اخاه وابن خاله بالمصرين، فصيرني الى بلدٍ ليس لي به ناصر ولا دافع إلا الله ، والله لا اريد إلا الله صاحباً وما اخشى معه وحشة )) .
وهكذا قضى ابو ذر وكان رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قد اخبره قائلً (يا ابا ذر تعيش وحدك وتدفن في فلاة من الارض وحدك ، وتحشر وحدك)) .
ولقد مرعلى الإمام الحسن(عليه السلام) من المصائب والظلم الذي لحق به حتى من اقرب الناس اليه ، عندما وجهوا له كلمات قاسية بعد الصلح ، وكتب بذلك المؤخرون ما يحلوا لهم ، ولم يردعهم ضميرهم في شيء ، وحاولو القول ان الحسن كان بالاصل مغايراً لسياسة علي او لأصل الحرب ضد معاوية .
وما اشبه من تلك الاقاويل مع ان الحقائق تشير الى ما بعث به لمعاوية وما انذره به وكيف خطب القوم داعياً لهم للتهيؤ والاستعداد في معسكر
النخيلة .
وكان الإمام الحسن(علية السلام) قد دعا الناس الى الجهاد وقال (الحمد لله لا اله غيره ولا شريك له وانه مما عظم الله عليكم من حقه واسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ، ولا يؤدي شكره ولا يبلغه قول ولا صفة ونحن انما غضبنا لله ولكم ، وانه لم يجتمع قوم قط على امر واحد إلا اشتد امرهم ، واستحكمت عقدتهم فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده ، ولا تخاذلوا ، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب .
وان الاقدام على الاسنة نخوة وعصمة لم يتمنع قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائحالذلة وهداهم الى معالم الملة .
وحكى الحسين بعده بمعنا ، وهذا يدل على ان سياسة الأئمة واحدة طالما الهدف واحد وهو حفظ الدين وانها لذرية بعضها من بعض .
تعليق