بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .الزهد في الدنيا . قال الله تعالى في كتابه المجيد : (قل متاع الدنيا قليل والأخرة خير لمن اتقى )
.وصف المولى سبحانه وتعالى إن جميع ما في ألدنيا بأنه متاع قليل مهما نراه ممتد وغزير فإن حقيقته قليلة ،وأنت يا ايها الانسان لم تؤتى من هذا القليل الا ألاقل منه ، فلا تبيع يا أيها العاقل حياة قليلة فانية ، بحيات كثيرة باقية .
وقد قالوا :لو كانت الدنيا ذهباً فانيا ،والأخرة خزفاً باقيا ،لوجب علينا اختيار الباقي على الفاني .
ثم تأمل قليل بعقلك ،هل اتاك الله في الدنيا كما اتى الله سليمان عليه السلام الذي طوع له كل شيء في هذه الدنيا من انس وجن وكذا سخر له الطير والرياح مسخرات باذن الله والحوش كذالك .
ثم زاده الله سبحانه وتعالى باحسن من كل ذالك بقوله تعالى (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) ./ س /ص ، الاية ،39 .
فوالله لم يعدها نعمة مثلما عددتموها ، ولا يحسبها رفعة مثلما حسبتموها ، بل كان يخاف ان يكون ذالك استدراجا من حيث هو لايعلم ،فقال تعالى : (هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ) .وهذا هو فصل الخطاب لمن تدبر .
وقال بعضهم : قد جعل المولى الخير كله في بيت واحد ، وجعل الزهد مفتاحه في الدنيا . وقول اخر قيل : ان الدنيا كظل الانسان ،ان طلبته ابتعد ، وان تركته تبعك .يا ابن ادم ،اين الاولون والاخرون ؟ أين نوح عليه السلام شيخ المرسلين ؟واين ادريس عليه السلام رفيع رب العالمين ؟ .واين ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن ؟واين موسى عليه السلام الكليم من بين سائر النبيين ؟ واين عيسى عليه السلام روح الله رأس الزاهدين وإمام السائحين ؟واين محمد صلى الله عليه واله وسلم خاتم النبيين ؟ واين أله الاطهار واصحابه المنتجبين ، واين الامم الماضية ،واين القرون الخالية ؟
روي ان ملكاً بنى قصرا ، وقال انظروا ان كان في هذا القصر عيب فأصلحوه .فقال له رجل : ارى فيه عيبين ليس الى اصلاحهما أي سبيل ، فقال له : وما هما ؟ قال : يموت الملك ،ويخرب القصر. قال صدقت . ثم اقبل الملك على الله وترك قصره الى الدنيا .
اللهم لاتجعلنا من الغافلين واحشرنا مع عبادك المخلصين انك سميع حميد والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق