بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين
الى قيام يوم الدين
إن حياة الإمام علي (عليه السلام) لا توزن بميزان، ولا تقاس بمقياس ؛ لأن ضربة واحدة من يد علي (عليه السلام) لرأس بطل المشركين عمرو بن ود العامري، أفضل من عبادة الثقلين إلى يوم القيامة، بشهادة رسول الله ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) حيث قال: ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضربة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة. فكيف بحياة الإمام علي (عليه السلام)، التي هي كلها جد واجتهاد وجهاد ؟ وما كلماته ورسائله وخطبه (عليه السلام)، التي نقرؤها في نهج البلاغة إلا ترجمة، وقراءة واقعية لما كان يقدم لنفسه، ولأمته ويقرر لها من سلوك ومواقف.
إننا فقط نستطيع أن نقرأ حياة الإمام علي (عليه السلام) لو توفرت لنا بالكامل، ونستفيد منها كما نستطيع أن نقرأ القران ونهتدي به، فهو عدله يدور معه حيث ما دار.
وكيف توزن آية من آيات القرآن الصامت أو يحاط بها، حتى توزن حياة هذا القرآن الناطق من محياها لمماتها ويحاط بها ؟
إذن كانت حياة علي (عليه السلام)، على هذا القدر من العظمة ؛ لأن الصبغة التي صبغت مسار حياته العظيمة ليست البيضاء والصفراء، بل كان (عليه السلام) يقول لها: غري غيري، وليست هي الدنيا فهي عنده أهون من عفطة عنز، وفي عينه أهون من عراق خنزير في يد مجذوم. وليست هي الغدر والختل، وهو القائل ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر، ولاهي العدوان لأن بئس الزاد العدوان على العباد، ولاهي كذب وتظليل الناس،لأنه هو القائل : ما كذبت ولا كذبت ولا ظللت ولا ضل بي ) وليست هي عنصرية ولا قومية، وهو القائل كلكم لآدم وآدم من ترب ووو.... وإنما هي صبغة العبودية لله عز وجل وحده لا شريك له (( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ )) وهي صبغة التجرد من الأنا والدنيا والشيطان، هذه الصبغة الثلاثية المنحوسة.
فحياة علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلها مقدسة، من أول يوم ولد فيه إلى آخر لحظة سقط فيها شهيداً لله ساجداً، ولقد شهد له بهذا القريب والبعيد، قال جبران خليل جبران : مات علي شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه، ولم يُعرف حقيقة مقداره مقامه...).
وقال جورج جرداق : ماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن علياً بعقله ولسانه وذي فقاره ).
وقال ميخائيل نعيمة : بطولات الإمام ما اقتصرت يوماً على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه، وسحر بيانه، وتعبده للحق.
وقال : إن علياً لمن عمالقة الفكر، والروح والبيان في كل زمان ومكان ).
هؤلاء مجموعة من المفكرين والعلماء غير المسلمين، قرءوا حياة علي ( عليه السلام) فوصفوه بهذه الكلمات.
وإما أذا جئنا إلى العلماء والمفكرين من المسلمين، نرى عندما يتحدثون عن علي (عليه السلام) يصفونه بأوصاف عظيمة، وإن كان البعض منهم بخس حقه.
أولاً : عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن علي ومعاوية، فقال : اعلم أن علياً كثير الأعداء ففتش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيداً منهم له.
ثانياً : الخليل بن أحمد الفراهيدي : استغناؤه عن الكل، واحتياج الكل إليه، دليل على أنه إمام الكل.
ثالثاً : قال ابن سينا: علي (عليه السلام) بين الناس كالمعقول بين المحسوس.
رابعاً : الخواجة نصير الدين الطوسي: علي أعلم الناس بعد الرسول، وأعبدهم وأفصحهم، وأحكمهم رأياً، وأحفظهم لكتاب الله وإجراء أحكامه، وألصقهم بهديه (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته وبعد مماته، ومحبته وإتباعه واجبان، ورتبته مساوية لرتبة الأنبياء، وهو النبع الفياض الذي طالما اغترف منه المغترفون.
خامساً : الزمخشري : ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حقداً وحسداً، وأولياؤه خوفاً فظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين.
سادساً : محمد بن إسحاق الواقدي : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب.
سابعاً : الفخر الرازي :... ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه).
ومن خلال ما تقدم نستطيع أن نقول بأن الإمام علي (عليه السلام ) هو النموذج العملي الرائع الذي جسد كل آفاق وأعماق ومضامين الإسلام.
فهو عبد الله ، وأخو رسول الله حقاً وواقعاً، فقد روض نفسه رياضة إيمانية عظيمة وهو القائل : وأيم الله يميناً أستثني فيها بمشيئة الله، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع ؟. قرت إذا عينه، إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية...).
هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي حار ت العقول فيه، والتي عجزت اللسن عن تتحدث عن فضله ومقامه ومنزلته.
واليوم على المسلمين جميعاً أذا أرادوا أن يجعلوا لهم قدوة يقتدون بها، ويسيرون على منهاجها، ويعرفون الإسلام الأصيل من غيره، عليهم أن يقتدوا بالإمام علي (عليه السلام ). فسلام عليه يوم ولد في الكعبة المشرفة، ويوم أستشهد في مسجد الكوفة، ويوم يبعث حياً.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين
الى قيام يوم الدين
إن حياة الإمام علي (عليه السلام) لا توزن بميزان، ولا تقاس بمقياس ؛ لأن ضربة واحدة من يد علي (عليه السلام) لرأس بطل المشركين عمرو بن ود العامري، أفضل من عبادة الثقلين إلى يوم القيامة، بشهادة رسول الله ( صلى الله وعليه وآله وسلم ) حيث قال: ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضربة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة. فكيف بحياة الإمام علي (عليه السلام)، التي هي كلها جد واجتهاد وجهاد ؟ وما كلماته ورسائله وخطبه (عليه السلام)، التي نقرؤها في نهج البلاغة إلا ترجمة، وقراءة واقعية لما كان يقدم لنفسه، ولأمته ويقرر لها من سلوك ومواقف.
إننا فقط نستطيع أن نقرأ حياة الإمام علي (عليه السلام) لو توفرت لنا بالكامل، ونستفيد منها كما نستطيع أن نقرأ القران ونهتدي به، فهو عدله يدور معه حيث ما دار.
وكيف توزن آية من آيات القرآن الصامت أو يحاط بها، حتى توزن حياة هذا القرآن الناطق من محياها لمماتها ويحاط بها ؟
إذن كانت حياة علي (عليه السلام)، على هذا القدر من العظمة ؛ لأن الصبغة التي صبغت مسار حياته العظيمة ليست البيضاء والصفراء، بل كان (عليه السلام) يقول لها: غري غيري، وليست هي الدنيا فهي عنده أهون من عفطة عنز، وفي عينه أهون من عراق خنزير في يد مجذوم. وليست هي الغدر والختل، وهو القائل ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر، ولاهي العدوان لأن بئس الزاد العدوان على العباد، ولاهي كذب وتظليل الناس،لأنه هو القائل : ما كذبت ولا كذبت ولا ظللت ولا ضل بي ) وليست هي عنصرية ولا قومية، وهو القائل كلكم لآدم وآدم من ترب ووو.... وإنما هي صبغة العبودية لله عز وجل وحده لا شريك له (( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ )) وهي صبغة التجرد من الأنا والدنيا والشيطان، هذه الصبغة الثلاثية المنحوسة.
فحياة علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلها مقدسة، من أول يوم ولد فيه إلى آخر لحظة سقط فيها شهيداً لله ساجداً، ولقد شهد له بهذا القريب والبعيد، قال جبران خليل جبران : مات علي شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه، ولم يُعرف حقيقة مقداره مقامه...).
وقال جورج جرداق : ماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن علياً بعقله ولسانه وذي فقاره ).
وقال ميخائيل نعيمة : بطولات الإمام ما اقتصرت يوماً على ميادين الحرب، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه، وسحر بيانه، وتعبده للحق.
وقال : إن علياً لمن عمالقة الفكر، والروح والبيان في كل زمان ومكان ).
هؤلاء مجموعة من المفكرين والعلماء غير المسلمين، قرءوا حياة علي ( عليه السلام) فوصفوه بهذه الكلمات.
وإما أذا جئنا إلى العلماء والمفكرين من المسلمين، نرى عندما يتحدثون عن علي (عليه السلام) يصفونه بأوصاف عظيمة، وإن كان البعض منهم بخس حقه.
أولاً : عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن علي ومعاوية، فقال : اعلم أن علياً كثير الأعداء ففتش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيداً منهم له.
ثانياً : الخليل بن أحمد الفراهيدي : استغناؤه عن الكل، واحتياج الكل إليه، دليل على أنه إمام الكل.
ثالثاً : قال ابن سينا: علي (عليه السلام) بين الناس كالمعقول بين المحسوس.
رابعاً : الخواجة نصير الدين الطوسي: علي أعلم الناس بعد الرسول، وأعبدهم وأفصحهم، وأحكمهم رأياً، وأحفظهم لكتاب الله وإجراء أحكامه، وألصقهم بهديه (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته وبعد مماته، ومحبته وإتباعه واجبان، ورتبته مساوية لرتبة الأنبياء، وهو النبع الفياض الذي طالما اغترف منه المغترفون.
خامساً : الزمخشري : ماذا أقول في رجل أخفى أعداؤه فضائله حقداً وحسداً، وأولياؤه خوفاً فظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين.
سادساً : محمد بن إسحاق الواقدي : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب.
سابعاً : الفخر الرازي :... ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه).
ومن خلال ما تقدم نستطيع أن نقول بأن الإمام علي (عليه السلام ) هو النموذج العملي الرائع الذي جسد كل آفاق وأعماق ومضامين الإسلام.
فهو عبد الله ، وأخو رسول الله حقاً وواقعاً، فقد روض نفسه رياضة إيمانية عظيمة وهو القائل : وأيم الله يميناً أستثني فيها بمشيئة الله، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً، ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها. أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض، ويأكل علي من زاده فيهجع ؟. قرت إذا عينه، إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية...).
هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي حار ت العقول فيه، والتي عجزت اللسن عن تتحدث عن فضله ومقامه ومنزلته.
واليوم على المسلمين جميعاً أذا أرادوا أن يجعلوا لهم قدوة يقتدون بها، ويسيرون على منهاجها، ويعرفون الإسلام الأصيل من غيره، عليهم أن يقتدوا بالإمام علي (عليه السلام ). فسلام عليه يوم ولد في الكعبة المشرفة، ويوم أستشهد في مسجد الكوفة، ويوم يبعث حياً.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق