بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
من هم *** اليزيدية ؟
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
من هم *** اليزيدية ؟
هم جماعة من الغلاة يرجعون إلى أصل مجوسي أدّعو الإسلام بعد المجوسية، واعتقدوا بإلوهية يزيد بن معاوية، وأضافوا إليه آلهة آخرين، عكفوا على عبادتهم، وفي القرن السادس الهجري اشتهر بينهم الشيخ عدي بن مسافر الأموي، وأسس طريقته العدوية، وكان اليزيديون أول من اعتنقها وإنما سموا باليزيدية لأنهم كانوا يعتقدون بصلاح يزيد اعتقاداً بلغ حدّ التأليه.
عوامل الظهور :
ـ نشأت هذه الفرقة في بلاد كانت بعيدة عن العلم والتحضر، والمراكز الدينية والعلمية، وقد ذكر الباحثون إنها بدأت انطلاقتها في جبال حلوان، ثُمّ في جبال هكار من كردستان.
ـ كانت الطائفة اليزيدية تدين بالديانة المجوسية، وظلت معتزلة عن الأقوام الأخرى إلاّ أنّ انتشار الإسلام، وارتفاع رايات الفتوحات الإسلامية، جعلهم يتظاهرون إمام الفاتحين بعقائدهم الإسلامية، وعلى مرّ التأريخ جاءت الأجيال فخلط أبناؤها بين المعتقد الأول البائد ومظاهر من المعتقد الجديد المقتبس فكانوا ضعافاً في كلا المعتقدين.
ـ تولى قيادة الفرقة رجال حكموا آراءهم واتبعوا أهواءهم، فأضلّوا الناس بالبدع، والخرافات وتظاهروا بالزهد، والتعفف وكثرة المجاهدة، فقصدهم الناس وتأثروا بهم، حتى غلب الرأي اليزيدي في حلوان وسنجار والأطراف الحدودية من العراق وإيران وتركية وسورية.
النشأة والتطور :
ـ طرحت الفرقة اليزيدية آراءها في ظل ظروف وأجواء هادئة سياسياً وفكرياً، استغلتها لصالحها، وجذبت البسطاء من الناس إليها، وبالأخصّ سكان الجبال والرحل وأهل القرى والقصبات/ وأغوت خلقاً كثيراً منهم.
ـ استطاع الشيخ عدي بن مسافر الأموي بانتحاله شخصية لها طابع القدسية والزهد والتسامح أن يشقّ طريقه في الدعوة إلى فرقته ونحلته، وروّج لنفسه بنشر الكرامات والسجايا، التي تناقلها أنصاره وأتباعه، حتى صاروا يغالون فيه، بما لا يوافق الشرع والعقل، وينقادون لآرائه ومعتقداته.
ـ تولى زعامة الطائفة اليزيدية بعد عدي بن مسافر رجل من قبيلته وهو الشيخ حسن شمس الدين الملقب بالبصري، حيث قادهم نحو الفساد والزيغ وأعادهم إلى معتقدهم القديم المجوسية، وما توارثوه من أجدادهم وأسلافهم.
الأفكار والمعتقدات :
تميزت الطائفة اليزيدية عن غيرها من الفرق بتدوين معتقداتها وبرامجها العبادية والمذهبية، في كتابين مقدسين عندهم هما : كتاب (الجلوة) وكتاب (مصحف رش)، ويمكننا أن نلخص معتقداتهم بما يلي :
ـ اعتقدوا بصلاح يزيد بن معاوية حتى قالوا : بإلوهيته وقدسيته.
ـ تكتموا في إظهار معتقداتهم تكتماً شديداً.
ـ قالوا : بغلبة قوّة الخير (و هو الله) على قوّة الشرّ (و هو الشيطان) فطردته من سلطان الملكوت.
ـ تجنبوا التـلفـظ بكلمة فيها حرف من حروف كلمة (الشيطان)، وبصورة خاصة حرف (الشين) منها، وإذا قال احدهم كلمة (الشيطان) متعمداً حلَّ قتله.
ـ يطمسون ما ورد في القرآن من كلمات لا تناسب أذواقهم كالتعوذ واللعنة والشيطان، بوضع قطعة شمع عليها.
ـ ليس لهم صلاة عامة، بل هناك طقوس خاصة بهم، ويتوجهون إلى مطلع الشمس عند الشروق، والى مغربها عند الغروب، فيلثمون الأرض ويعفرون وجوههم بالتراب، ويقرأون بعض الأدعية، وهي خليط من اللغة العربية، والفارسية، والكردية.
ـ الصوم عندهم على قسمين، صوم العامة : وهو (صوم يزيد) الثلاثاء والأربعاء والخميس الأوّل من شهر كانون الأوّل وصوم الخاصة : وهو عبارة عن ثمانين يوماً يصومها رجل الدين.
ـ يحجون حجاً خاصاً بهم كُلّ عام في مراسم خاصة إلى مرقد الشيخ عدي بن مسافر، والذي لا يوفق لأداء الحج فهو كافر.
ـ الشهادة عندهم بالطريقة التالية : ( اشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله ).
ـ قالوا بتناسخ الأرواح.
ـ حرّموا الزواج بين الطبقات (أي الطبقات المصنـفـة ضمن معتقدهم بين فئات الطائفة) وجوزوا الزواج من ستّ نساء.
ـ عندهم أعياد خاصة هي : عيد رأس السنة الميلادية، وعيد المربعانية، والقربان، والجماعة، وعيد يزيد، ولهم ليلة تسمى السوداء حيث تطفأ الأنوار وتستحل المحارم، وتستباح الخمور.
ـ طبقات الطائفة اليزيدية هي :
الأولى : من الروحانـيـين احدهما : زمني وهو الذي يرتقي نسبه إلى يزيد بن معاوية، وهو مير شيخان أي أمير الشيخان، والأخر : ينتمي إلى سلالة فخر الدين ويلقبونه بابا شيخ يعني الشيخ الكبير.
والثانية : الفقير وهو الناسك المتعبد، وله لباس خاص يسمونه خرقة الفقير.
والثالثة: القوّال وهو الحادي أي مرتل الأناشيد الدينية.
والرابعة : الكواجك : وهم طائفة من العوام يتميزون بلباسهم الأبيض، ونطاقهم الصوفي الأسود أو الأحمر، وظيفتهم اكتشاف مصير الموتى إن كان خيراً أو شرّاً والاتصال بعالم الغيب، لمعرفة الحال والاستقبال.
والخامسة : المريدون : وهم عوام الناس من اليزيدية، وقد فرضت عليهم الطاعة العمياء، ودفع الزكوات، وهولاء يتزاوجون فيما بينهم، ولا يحقّ لهم مصاهرة الفئات الأخرى.
ابرز الشخصيات :
عدي بن مسافر الأموي وصخر بن مسافر أبو البركات وعدي بن أبي البركات أبو المفاخر وشمس الدين أبو محمد الحسن بن عدي (الملقب بـ) تاج العارفين والشيخ حسن ابن أبي المفاخر.
الانتشار ومواقع النفوذ :
ـ ينتشر اليزيديون في المناطق الشمالية الشرقية من الموصل، وعلى الحدود العراقية السورية، وديار بكر، وماردين، وجبل الطور، وبالقرب من حلب حول كلس، وعينتاب، وفي بعض البلدان الأرمينية على الحدود بين تركية، وروسية وحول تفليس، وباطوم وينتمي معظمهم إلى الجنس الكردي.
المصدر
شبكة الامامين الحسنين عليهما السلام
شبكة الامامين الحسنين عليهما السلام
تعليق