بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
الرّوح قبل هذا العالم
انّ اكـثـر الدراسـات إ ثـارة للجـدل هـى تـلك المـتـعـلّقـة بـالرّوح قـبـل هذا العالم ، وانّى ارى انّها كانت فى ذلك العالم وعاشت فيه . وهناك فريق من الفلاسفة وعلماء الرّوح الذي يـقول بحياتها آنذاك يعتقد بالتّناسخ ، فهم يقولون :
انّ روح الانسان فى العوالم الماضية قد حلّت باءجسام مـخـتـلفـة حـيـنـمـا اقـامـت فـى الدّنـيـا ورحـلت عـنـهـا ، واسـتـمـرّت عـلى هـذا المـنـوال مـرارا وتـكـرارا حـتـّى وصـلت الى الكـمـال ، ومـن ثـمّ تـحـرّرت . وليـس لهـؤ لاء اىّ دليـل يـؤ يـّد مـدّعـاهـم سـوى مـا تـوصـّلوا اليـه بـواسطة التنويم المغناطيسى ( Hypnotism ) الّذى تحوطه الشكوك ، والحال انّ ادّعاء بحجم كهذا ينبغى ان يكون اقوى استدلالا وحجّة .
وفـى الاسـلام اطـلق على ( عالم الارواح ) - الّذى كانت مدّته الفى عام - اسماء عديدة ، واطلق على عالم آخر ايضا اسـم ( عـالم الذّر ) . وقـد اخـذ اللّه تـعـالى فـيه العهود والمواثيق من الارواح ؛ لتبنّى العقائد السليمة وإ نجاز الاعـمـال الصـالحـة
وتـكـلّم اقـطـاب المـسـلمـيـن عـلى اخـتـلاف فـرقـهـم مـن سـنـّة وشـيـعـة حـول تـرتـيـب هذه العوالم ، فقالوا :
خلق اللّه تعالى ارواح البشر حرّة طليقة بعدد ابناء آدم الى يوم القيامة ، وخـلق لهـذه الارواح بـعـد الفـى عـام ابـدانـا صـغـيـرة مـثـل ذرّات مـتـنـاهـيـة فـى الصـغـر ، ولكـنـّهـا بـشـكـل ابـدان الدنـيـا ، ثـمّ وضـع الارواح فـى الابـدان ، وسـمـّى العـالم الاوّل باسم " عالم الارواح " ، والعالم الثّانى باسم " عالم الذّر " و" عالم الميثاق " .
وقد نقل الفخر الرازى عند تفسير الا ية ( 172 ) من سورة الاعراف
روايتين بسند صحيح - بحسب رايه - عن الرّسول الاكرم ( صلى اللّه عليه و آله ) انّ اللّه تعالى حينما خلق آدم مسح ظهره ، فخرج جميع ذريّته بصورة ذرّات من ظهره من ذلك الوقت الى يوم القيامة)
ونقل المجلسى رحمه اللّه فى كتاب التوحيد ، الباب الحادى عـشـر ، وفـى كـتـاب الايمان والكفر ، الباب الثالث من كتاب بحارالانوار والحويزى )
عشرات الروايات الّتى تسند هذا الموضوع .
وطبق ما تدلّ عليه تلك الروايات وما يعتقد به جمع غفير من علماء الشيعة والسنّة فانّ اللّه تعالى قد خلق ارواح البشر قبل الفى عام من خلق الابدان الذّرية للبشر ، وكانت بعدها فى " عالم الذّر " .
وحـيـنـمـا خـلق اللّه تـعـالى آدم - او قـبـله - كـان له بـدن ذرّى كـالّذى عـليـه شـكـل الانـسان اليوم ، الاّ انّه كان صغيرا جدّا . وعاشت الرّوح بعد ذلك الحين وما تلاه بالبدن الذرّى فى " عالم الذرّ " كـمـا نـعـيـش اليـوم بـبـدن العـالم الدنـيـوى هـذا . وكـانـت الارواح - آنـذاك - تـتـعاشر بينها وتتصاحب كما نفعل اليوم ، وتعيش حرّة مختارة كما نعيش اليوم احرارا فى اختيار المسلك الّذى نرتئيه .
وتفيد الا يات والروايات المارّة الذكر انّ ارواح البشر تاءلف فى هذا العالم من صادفتهم فى ذلك العالم ، وإ ن كانت قد نسبت اين راتهم وكيف .
وقـال الشـيـخ الصـدوق ( قـدّس سـرّه ) فـى كـتـاب الاعـتـقـادات قـال الامـام الصـادق ( عـليـه السـّلام ) :
" انّ اللّه تـعـالى آخـى بـيـن الارواح فـى الاظـلّة قبل ان يخلق الابدان باءلفى عام "
وقـال النـّبـى ( صـلى اللّه عـليـه و آله ) :
" خـلق اللّه الارواح قـبـل الاجـسـاد بـاءلفـى عـالم ، ثـمّ اسـكنها الهواء ، فما تعارف منها ثَمّ ائتلف ههنا ، وما تناكر ثَمّ اختلف ههنا
امّا الحوادث والوقائع الّتى تعضد هذه النظرية فهى كثيرة ، ونكتفى هنا بسرد بعض النمادج منها .
الارواح والاشياء النورانيّة
نـقـل احـد العـلمـاء والكتّاب الكبار قائلا :
ارقت ليلة من الليالى على الرغم من كونى مرهقا تعبا ، وحاولت النوم فلم افلح ، فنهضت من فراشى ومشيت الى مكتبتي لاطالع ، تضمّ مكتبتى بعض الكتب الّتى تتحدّث عن الروح ، وكنت اراجـعها فى البحث عن الرّوح وآثارها وصفاتها ؛ امعانا منّى فى القضايا الرّوحية . وفجاءة جلب انتباهى صوت خـارج الغـرفـة يـشبه صوت عصافير تتنازع بينها ! خرجت من الغرفة صوب ساحة البيت ، كان الظلام حالكا ، فـرايـت فـى شـرفة البيت الكبيرة اربعين او خمسين شيئا نورانيا تقريبا يشبه شرر النار ، تناثرت هنا وهناك على غير هدى ، ولاريب فى انّ الصوت الّذى طرق سمعى قد انبعث من هذه الاشياء .
وظـنـنـت اول وهـلة انـّى اتخيّل او ارى حلما ، فطفقت افرك عينىّ واحرّك اعضائى وتيقّنت اخيرا انّ الاّمر لم يكن على ما تـوهـّمته ، فقعدت برهة فى الشرفة وانا احدّق النظر فى هذه الاشياء . وفى هذا الاثناء رايت زوجتى تقف جنبى بغتة فجفلت ، فحينما افتقدتنى فى فراشى جاءت على اثرى ، وخصوصا انّها تعلم انّى احسّ بارهاق وحالتى ليـسـت عـلى مايرام ، فراتنى مبهوتا بهذه الاشياء ، فقلت لها :
انظرى الى هناك ! اترين ما ارى ؟ قالت :
ما هذه الاشياء النورانية المتبعثرة ؟! وفى هذا الاوان اتّجه احدها صوب زوجتى ! وهى بدورها فتحت فمها قسرا وابتلعته ، وتوارت سائرها عن انظارنا فقلت لزوجتى :
لماذا ابتلعتيه ؟! قـالت :
مـا ادرى مـا تـقـول ! إ نـّى تـثـاءبـت فـحـسـب ! إ ذ حينما فتحت عينىّ بعد التثاءب لم ارها ! قلت لها :
الم تشعرى بدخول احد هذه الاشياء النورانيّة فى فمك وابتلاعك إ يّاه ؟! قالت :
نعم لم اشعر بذلك ، سوى نفحة هواء باردة ، ونشوة طيب تضوّعت فى فمى ، ولكن احسب هذا امرا ماءلوفا .
وكنت فى تلك اليلة وفى الليالى الماضية وماتلاها منكّبا على مطالعة المواضيع الروحية ، وكانت زوجتى آنذاك حبلى ، وقد مضى على حملها اربعة اشهر . فقلت فى نفسى :
لعلّ هذا الشى النورانى هو روح الجنين الهاجع بين احشاء زوجتى ، ولابدّ لها من الالتحاق بالجنين فى هذه الايّام ؛ اذ انّ روح الجنين تحلّ فى بدنه بعد اربعة اشهر . واصـبـح هـذا المـوضـوع شـغـلى الشـاغـل لعـدّة ايـّام ، ولم اعثر على تفسير له عند من حدّثته به من علماء الروح ، ولكنّى احدس انّ هؤ لاء يحتملون ذلك ايضا .
وبـعـد مـرور اربـعـة اشـهـر عـلى تـلك الحـادثـة رايت تلك الاشياء النورانيّة ثانية فى منامى ، وقد تجمّعت فى شـرفـة مـنـزلنـا وهـى تصدر اصواتا عجيبة ، بيد انّ اشكالها هذه المرّة كاءنّها اناس نورانيّون صغار ، وكاءنّى افـهـم كـلامـهـم. وكان يقول احدهم للا خر :
سيؤ وب " حامد " الى جمعنا وسيفرح بذلك . وكان لى صديق اسـمـه " حـامـد " رحـل الى الرفـيـق الاعـلى عـلى اثر حادثة دهس فى سيّارة ، وكنت قد قرّرت ان اسمّى ولدى بهذا الاسم ان كان المولود ابنا ؛ احياء لذكرى صديقى " حامد " .
فهزّت هذه العبارة كيانى وانتبهت من النوم مرعوبا ، فرايت زوجتى تئنّ فى نومها ، وفجاءة وقع نظرى على ذلك الشـى النورانى يخرج من فم زوجتى وهى نائمة ويذهب نحو الشرفة ! فانطلقت مسرعا اقفو اثره ولكنّى لم ارَ شـيـئا . وفـى هـذا الحـين استيقظت زوجتى من النوم وهى تحسّ باءلم الطلق على الرغم من بقاء شهر واحد على موعد ولادتـهـا ، فـهرعت بها الى مستشفى الولادة ، فولدت فى نفس الليلة - بعد عسر شديد - ابنا ميّتا . وايقنت بعد مـشـاهـدة هاتين الحادثتين بوجود عالم للارواح قبل عالمنا هذا ؛ اذ اضحيت لا اصدّق بتاتا - بعد ما رايت باءمّ عينى - اىّ تخريج وتاءويل يغاير ما ذكرته .
فداك ابوك يا ولدى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
الرّوح قبل هذا العالم
انّ اكـثـر الدراسـات إ ثـارة للجـدل هـى تـلك المـتـعـلّقـة بـالرّوح قـبـل هذا العالم ، وانّى ارى انّها كانت فى ذلك العالم وعاشت فيه . وهناك فريق من الفلاسفة وعلماء الرّوح الذي يـقول بحياتها آنذاك يعتقد بالتّناسخ ، فهم يقولون :
انّ روح الانسان فى العوالم الماضية قد حلّت باءجسام مـخـتـلفـة حـيـنـمـا اقـامـت فـى الدّنـيـا ورحـلت عـنـهـا ، واسـتـمـرّت عـلى هـذا المـنـوال مـرارا وتـكـرارا حـتـّى وصـلت الى الكـمـال ، ومـن ثـمّ تـحـرّرت . وليـس لهـؤ لاء اىّ دليـل يـؤ يـّد مـدّعـاهـم سـوى مـا تـوصـّلوا اليـه بـواسطة التنويم المغناطيسى ( Hypnotism ) الّذى تحوطه الشكوك ، والحال انّ ادّعاء بحجم كهذا ينبغى ان يكون اقوى استدلالا وحجّة .
وفـى الاسـلام اطـلق على ( عالم الارواح ) - الّذى كانت مدّته الفى عام - اسماء عديدة ، واطلق على عالم آخر ايضا اسـم ( عـالم الذّر ) . وقـد اخـذ اللّه تـعـالى فـيه العهود والمواثيق من الارواح ؛ لتبنّى العقائد السليمة وإ نجاز الاعـمـال الصـالحـة
وتـكـلّم اقـطـاب المـسـلمـيـن عـلى اخـتـلاف فـرقـهـم مـن سـنـّة وشـيـعـة حـول تـرتـيـب هذه العوالم ، فقالوا :
خلق اللّه تعالى ارواح البشر حرّة طليقة بعدد ابناء آدم الى يوم القيامة ، وخـلق لهـذه الارواح بـعـد الفـى عـام ابـدانـا صـغـيـرة مـثـل ذرّات مـتـنـاهـيـة فـى الصـغـر ، ولكـنـّهـا بـشـكـل ابـدان الدنـيـا ، ثـمّ وضـع الارواح فـى الابـدان ، وسـمـّى العـالم الاوّل باسم " عالم الارواح " ، والعالم الثّانى باسم " عالم الذّر " و" عالم الميثاق " .
وقد نقل الفخر الرازى عند تفسير الا ية ( 172 ) من سورة الاعراف
روايتين بسند صحيح - بحسب رايه - عن الرّسول الاكرم ( صلى اللّه عليه و آله ) انّ اللّه تعالى حينما خلق آدم مسح ظهره ، فخرج جميع ذريّته بصورة ذرّات من ظهره من ذلك الوقت الى يوم القيامة)
ونقل المجلسى رحمه اللّه فى كتاب التوحيد ، الباب الحادى عـشـر ، وفـى كـتـاب الايمان والكفر ، الباب الثالث من كتاب بحارالانوار والحويزى )
عشرات الروايات الّتى تسند هذا الموضوع .
وطبق ما تدلّ عليه تلك الروايات وما يعتقد به جمع غفير من علماء الشيعة والسنّة فانّ اللّه تعالى قد خلق ارواح البشر قبل الفى عام من خلق الابدان الذّرية للبشر ، وكانت بعدها فى " عالم الذّر " .
وحـيـنـمـا خـلق اللّه تـعـالى آدم - او قـبـله - كـان له بـدن ذرّى كـالّذى عـليـه شـكـل الانـسان اليوم ، الاّ انّه كان صغيرا جدّا . وعاشت الرّوح بعد ذلك الحين وما تلاه بالبدن الذرّى فى " عالم الذرّ " كـمـا نـعـيـش اليـوم بـبـدن العـالم الدنـيـوى هـذا . وكـانـت الارواح - آنـذاك - تـتـعاشر بينها وتتصاحب كما نفعل اليوم ، وتعيش حرّة مختارة كما نعيش اليوم احرارا فى اختيار المسلك الّذى نرتئيه .
وتفيد الا يات والروايات المارّة الذكر انّ ارواح البشر تاءلف فى هذا العالم من صادفتهم فى ذلك العالم ، وإ ن كانت قد نسبت اين راتهم وكيف .
وقـال الشـيـخ الصـدوق ( قـدّس سـرّه ) فـى كـتـاب الاعـتـقـادات قـال الامـام الصـادق ( عـليـه السـّلام ) :
" انّ اللّه تـعـالى آخـى بـيـن الارواح فـى الاظـلّة قبل ان يخلق الابدان باءلفى عام "
وقـال النـّبـى ( صـلى اللّه عـليـه و آله ) :
" خـلق اللّه الارواح قـبـل الاجـسـاد بـاءلفـى عـالم ، ثـمّ اسـكنها الهواء ، فما تعارف منها ثَمّ ائتلف ههنا ، وما تناكر ثَمّ اختلف ههنا
امّا الحوادث والوقائع الّتى تعضد هذه النظرية فهى كثيرة ، ونكتفى هنا بسرد بعض النمادج منها .
الارواح والاشياء النورانيّة
نـقـل احـد العـلمـاء والكتّاب الكبار قائلا :
ارقت ليلة من الليالى على الرغم من كونى مرهقا تعبا ، وحاولت النوم فلم افلح ، فنهضت من فراشى ومشيت الى مكتبتي لاطالع ، تضمّ مكتبتى بعض الكتب الّتى تتحدّث عن الروح ، وكنت اراجـعها فى البحث عن الرّوح وآثارها وصفاتها ؛ امعانا منّى فى القضايا الرّوحية . وفجاءة جلب انتباهى صوت خـارج الغـرفـة يـشبه صوت عصافير تتنازع بينها ! خرجت من الغرفة صوب ساحة البيت ، كان الظلام حالكا ، فـرايـت فـى شـرفة البيت الكبيرة اربعين او خمسين شيئا نورانيا تقريبا يشبه شرر النار ، تناثرت هنا وهناك على غير هدى ، ولاريب فى انّ الصوت الّذى طرق سمعى قد انبعث من هذه الاشياء .
وظـنـنـت اول وهـلة انـّى اتخيّل او ارى حلما ، فطفقت افرك عينىّ واحرّك اعضائى وتيقّنت اخيرا انّ الاّمر لم يكن على ما تـوهـّمته ، فقعدت برهة فى الشرفة وانا احدّق النظر فى هذه الاشياء . وفى هذا الاثناء رايت زوجتى تقف جنبى بغتة فجفلت ، فحينما افتقدتنى فى فراشى جاءت على اثرى ، وخصوصا انّها تعلم انّى احسّ بارهاق وحالتى ليـسـت عـلى مايرام ، فراتنى مبهوتا بهذه الاشياء ، فقلت لها :
انظرى الى هناك ! اترين ما ارى ؟ قالت :
ما هذه الاشياء النورانية المتبعثرة ؟! وفى هذا الاوان اتّجه احدها صوب زوجتى ! وهى بدورها فتحت فمها قسرا وابتلعته ، وتوارت سائرها عن انظارنا فقلت لزوجتى :
لماذا ابتلعتيه ؟! قـالت :
مـا ادرى مـا تـقـول ! إ نـّى تـثـاءبـت فـحـسـب ! إ ذ حينما فتحت عينىّ بعد التثاءب لم ارها ! قلت لها :
الم تشعرى بدخول احد هذه الاشياء النورانيّة فى فمك وابتلاعك إ يّاه ؟! قالت :
نعم لم اشعر بذلك ، سوى نفحة هواء باردة ، ونشوة طيب تضوّعت فى فمى ، ولكن احسب هذا امرا ماءلوفا .
وكنت فى تلك اليلة وفى الليالى الماضية وماتلاها منكّبا على مطالعة المواضيع الروحية ، وكانت زوجتى آنذاك حبلى ، وقد مضى على حملها اربعة اشهر . فقلت فى نفسى :
لعلّ هذا الشى النورانى هو روح الجنين الهاجع بين احشاء زوجتى ، ولابدّ لها من الالتحاق بالجنين فى هذه الايّام ؛ اذ انّ روح الجنين تحلّ فى بدنه بعد اربعة اشهر . واصـبـح هـذا المـوضـوع شـغـلى الشـاغـل لعـدّة ايـّام ، ولم اعثر على تفسير له عند من حدّثته به من علماء الروح ، ولكنّى احدس انّ هؤ لاء يحتملون ذلك ايضا .
وبـعـد مـرور اربـعـة اشـهـر عـلى تـلك الحـادثـة رايت تلك الاشياء النورانيّة ثانية فى منامى ، وقد تجمّعت فى شـرفـة مـنـزلنـا وهـى تصدر اصواتا عجيبة ، بيد انّ اشكالها هذه المرّة كاءنّها اناس نورانيّون صغار ، وكاءنّى افـهـم كـلامـهـم. وكان يقول احدهم للا خر :
سيؤ وب " حامد " الى جمعنا وسيفرح بذلك . وكان لى صديق اسـمـه " حـامـد " رحـل الى الرفـيـق الاعـلى عـلى اثر حادثة دهس فى سيّارة ، وكنت قد قرّرت ان اسمّى ولدى بهذا الاسم ان كان المولود ابنا ؛ احياء لذكرى صديقى " حامد " .
فهزّت هذه العبارة كيانى وانتبهت من النوم مرعوبا ، فرايت زوجتى تئنّ فى نومها ، وفجاءة وقع نظرى على ذلك الشـى النورانى يخرج من فم زوجتى وهى نائمة ويذهب نحو الشرفة ! فانطلقت مسرعا اقفو اثره ولكنّى لم ارَ شـيـئا . وفـى هـذا الحـين استيقظت زوجتى من النوم وهى تحسّ باءلم الطلق على الرغم من بقاء شهر واحد على موعد ولادتـهـا ، فـهرعت بها الى مستشفى الولادة ، فولدت فى نفس الليلة - بعد عسر شديد - ابنا ميّتا . وايقنت بعد مـشـاهـدة هاتين الحادثتين بوجود عالم للارواح قبل عالمنا هذا ؛ اذ اضحيت لا اصدّق بتاتا - بعد ما رايت باءمّ عينى - اىّ تخريج وتاءويل يغاير ما ذكرته .
فداك ابوك يا ولدى
تعليق