بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
قال تبارك وتعالى
الصـــــــوم هو لي وأنا أُجزي به
في حديث المعراج عن الله تعالى
قال صلى الله عليه وآله: يارب ما أول العبادة ؟
قال تعالى : اول العبادة الصمت والصوم ،
قال صلى الله عليه وآله: وما ميراث الصوم ؟
قال تعالى: الصوم يورث الحكمة ، والحكمة تورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ، فإذا أستيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر .
ياأحمد : ليس شيء من العبادة أحب أليّ من الصمت والصوم ، فمن صام ولم يحفظ لسانه كان كمن قام ولم يقرأ في صلاته فأعطيه أجر القيام ولم اعطه اجر العابدين .
لذلك أهل بيت الرحمة بينوا شرط قبول الصوم ذكرنا الشرط الأول في القسم الثالث من البحث وهنا نذكر
الشرط الثاني :
عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال :
إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إنما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتم الصوم وهو
صمت الداخل أما تسمع ماقالت مريم بنت عمران ( إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً ) ، يعني صمتاً ،
فإذا صمتم :
فأحفظوا ألسنتكم عن الكذب ،
وغضوا أبصاركم ،
ولاتنازعوا ،
ولاتحاسدوا ،
ولاتغتابوا ،
ولاتماروا ،
ولاتكذبوا ،
ولاتباشروا،
ولاتخالفوا ،
ولاتغاضبوا ،
ولاتسابوا ،
ولاتشاتموا ،
ولاتفتاروا ،
ولاتجادلوا ،
ولاتتأذوا ،
ولاتظلموا ،
ولاتسافهوا ،
ولاتضاجروا ،
ولاتغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة .
وألزموا :
الصمت ، والسكوت ، والحلم ، والصبر ، والصدق ، ومجانبة اهل الشر ،
وأجتنوا :
قول الزور ، والكذب ، والفري ، والخصومة ، وظن السوء ، والغيبة ، والنميمة .
وكونوا مشرفين على الأخرة ، منتظرين لأيامكم ، منتظرين لما وعدكم الله ، متزوجين للقاء الله ، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبيد الخيف من مولاه ،.....الخ .
ماهو وعد الله تبارك وتعالى في الحديث الشريف أعلاه
ذكرنا في القسم الثالث من البحث أن الصوم فرض على الأمة الأسلامية ((30)) يوماً ، وهذا من خصوصياتها أيضاً ، وقد وعد الله تعالى ثواب أو جزاء من صامها وحافظ على الشروط المذكورة أعلاه هذا الثواب الذي سنذكره وهو الجزاء الأخروي والمهم .
جاء في كتاب ثواب الأعمال وعقاب العمال للشيخ الصدوق قدس سره الشريف :
عن سعيد إبن جبير قال : سألت إبن عباس مالمن صام رمضان وعرف حقه ؟
قال : تهيأ ياابن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك ، ولم يمر على قلبك ، وفرغ نفسك لما سألتني عنه فما أردته علم الأولين والأخرين ؛
قال سعيد : فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد فبكرت غليه من طلوع الفجر فصليت الفجر ، ثم ذكرت الحديث فحول وجهه غليّ قائلاً :
فقال إبن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
لو علمتكم مالكم في رمضان لزدتم لله شكراً
1- إذا كان اول ليلة منه : غفر لأمتي الذنوب كلها سرها وعلانيتها ، ورفع لكم الفي ألف درجة ، وبنى لكم خمسين مدينة .
2- وكتب لكم في اليوم الثاني : بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة وثواب نبي وكتب لكم صوم سنة .
3- وأعطاكم الله يوم الثالث : بكل شعرة على أبدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها أثنا عشر ألف بيت من النور، في اسفلها أثنا عشر ألف بيت من النور ، في كل بيت ألف سرير ، على كل سرير حوراء ، يدخل عليكم كل يوم ألف ملك ، مع كل ملك هدية .
4- وأعطاكم الله في اليوم الرابع : في جنة الخلد سبعين ألف قصر في كل قصر سبعون ألف بيت ، في كل بيت خمسون ألف سرير ، على كل سرير حوراء ، بين يدي كل حوراء وصيفة ، خمار أحداهن خير الدنيا ومافيها .
5- وأعطاكم في اليوم الخامس: في جنة المأوى ألف مدينة ، في كل مدينة سبعون ألف بيت ، في كل بيت سبعون ألف مائدة ، على كل مائدة سبعون أف قصعة ، في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام لايشبه بعضه بعضاً.
6- وأعطاكم الله يوم السادس : في دار السلام:الف مدينة في كل مدينة مئة ألف دار ن في كل دار مئة ألف بيت ، في كل بيت مئة ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألف ذراع ، على كل سرير زوجة من الحور العين عليها ثلاثون ألف ذؤابة منسوجة بالدر والياقوت ، تحمل كل ذؤابة مئة جارية .
7- وأعطاكم الله يوم السابع: في جنة النعيم أربعين الف شهيد أربعين ألف صديق .
8- واعطاكم الله يوم الثامن : مثل عمل ستين ألف عابد ، وستين الف زاهد .
9- واعطاكم الله يوم التاسع : مايعطي ألف عابد ، والف معتكف ، وألف مرابط .
10- وأعطاكم الله يوم العاشر: قضاء سبعين ألف حاجة ، يستغفر لكم الشمس والقمر ، والنجوم والدواب والطير والسباع وكل حجر ومدر وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق في الأشجار.
11- وكتب الله لكم يوم أحد عشر : أربع حجات وأربع عمرات ، كل حجة مع نبي من الأنبياء ، وكل عمرة مع صديق وشهيد.
12- وجعل لكم يوم أثني عشر : أن يبدل الله لكم سيئاتكم حسنات ، وجعل حسناتكم أضعافاً ، ويكتب لكم بكل حسنة ألف الف حسنة .
13- وكتب لكم يوم ثلاثة عشر : مثل عبادة أهل مكة والمدينة ، وأعطاكم بكل حجر ومدر مابين مكة والمدينة شفاعة .
14- ويوم أربعة عشر : فكأنمل لقيتم أدم ونوحاً وبعدهما إبراهيم وموسى وبعدهما داود وسليمان ، وكأنما عبدتم الله مع كل نبي مائتي سنة ،
15- وقضى لكم يوم خمسة عشر : كل حاجة من حوائج الدنيا والأخرة ، وأعطاكم الله مايعطي أيوب ، واستجاب لكم دعاؤكم ، وأستغفر لكم حملة العرش، وأعطاكم الله يوم القيامة أربعين نوراً ،عشرة عن يمينكم ، وعشة عن يساركم ، وعشرة عن أمامكم ، وعشرة خلفكم .
16- وأعطاكم الله يوم ستة عشر : إذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها ، وبعث الله إليكم غمامة تظلكم حر ذلك اليوم.
17- وإذا كان يوم سبعة عشر : يقول الله عزوجل : إني غفرت لهم ولأبائهم ، ورفعت عنهم شدائد يوم القيامة .
18- وإذا كان يوم ثمانية عشر : أمر الله تبارك وتعالى جبرائيل وميكائيل وأسرافيل وحملة العرش والكرسي والكروبيين أن يستغفروا لأمة محمد صلى الله عليه وآله على يوم القيامة ، وأعطاكم يوم القيامة ثواب البدريين.
19- وإذا كان يوم التاسع عشر : لم يبق ملك في السموات والارض إلا أستأذنوا ربهم في زيارة قبوركم كل يوم مع كل ملك هدية وشراب.
20- فإذا تم لكم عشرون يوماً : بعث الله إليكم سبعون ألف ملك يحفظونكم من كل شيطان رجيم ، وكتب الله لكم بكل صمتم صوم مائة سنة ، وجعل بينكم وبين النار خندقاً ، واعطاكم ثواب من قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكتب الله لكم بكل ريشة على جبرائيل عليه السلام عبادة سنة ، وأعطاكم ثواب تسبيح العرش والكرسي وزوجكم بكل أية في القرأن ألف حورية .
21- ويوم أحد وعشرين: يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ، ويرفع عنكم الظلمة والوحشة ، ويجعل قبوركم كقبور الشهداء ، ويجعل وجوهكم كوجه يوسف إبن يعقوب عليهما السلام .
22- ويوم أثنين وعشرين : يبعث الله إليكم ملك الموت عليه السلام ، كما يبعث إلى الأنبياء عليهم السلام ويرفع عنكم هول منكر ونكير ، ويدفع عنكم هم الدنيا وعذاب الأخرة .
23- ويوم ثلاثة وعشرين : تمرون على الصراط مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين ، وكأنما أشبعتم كل يتيم في أمتي ، وكسوتم كل عريان من أمتي.
24- ويوم أربعة وعشرين : لاتخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه في الجنة ، ويعطي كل واحد منكم ثواب ألف مريض ، والف غريب خرجوا في طاعة الله ، وأعطاكم ثواب عتق ألف رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام .
25- ويوم خمسة وعشرين : بنا الله لكم تحت العرش الف قبة خضراء على رأس كل قبة خيمة من نور يقول الله تبارك وتعالى : ياأمة أحمد انا ربكم وأنتم عبيدي وإمائي يستظلوا بظل عرشي في هذه القبات وكلوا وأشربوا هنيئاً فلا خوف عليكم ولاأنتم تحزنون ، ياأمة محمد : وعزتي وجلالي لأبعثنكم على الجنة يتعجب منكم الأولون والأخرون ، ولأتوجن كل واحد منكم بألف تاج من نور ، ولأركبن كل واحد منكم على ناقة خلقت من نور ، زمامها من نور ، في ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب ، وفي كل حلقة قائم عليها ملك من الملائكة ، بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنة من غير حساب .
26- وإذا كان يوم ستة وعشرين :ينظر الله إليكمبالرحمة فيغفر لكم الذنوب كلها ألا الدماء والأموال ، وقدس بيتكم كل يوم سبعين مرة من الغيبة والكذب والبهتان .
27- وإذا كان يوم سبعة وعشرين : فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة ، وكسوتهم سبعين ألف عاري ، وخدمتم ألف مرابط ، وكأنما قراتم كل كتاب أنزل الله على أنبيائه .
28- ويوم ثمانية وعشرين : جعل الله لكم في جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور ، وأعطاكم الله في جنة المأوى مائة ألف قصر من فضة ، وأعطاكم في جنة النعيم مائة ألف دار من عنبر أشهب ، وأعطاكم الله في جنة الفردوس مائة ألف مدينة ، في كل مدينة ألف حجرة ، وأعطاكم الله في جنة الخلد مائة ألف منبر من مسك ، في جوف كل منبر ألف بيت من زعفران ، في كل بيت ألف سرير من در وياقوت ، على كل سرير زوجة من حور العين .
29- وإذا كان يوم تسعة وعشرين : أعطاكم الله ألف الف محلة ، في جوف كل محلة قبة بيضاء ، في كل قبة سرير من كافور أبيض على ذلك السرير ألف فرش من السندس الأخضر ، فوق كل فراش حوراء عليها سبعون ألف حلة ، وعلى رأسها سبعون ألف ذؤابة ، وكل ذؤابة مكللة بالدر والياقوت .
30- فإذا تم ثلاثون يوماً : كتب الله لكم بكل يوم مرَّ عليكم ثواب ألف شهيد وألف صديق ، وكتب الله لكم عبادة خمسين سنة ، وكتب الله لكم بكل يوم صوم ألفي عام ورفع لكم بعدد ماأنبت النيل درجات وكتب لكم براءة من النار ، وجوازاً على الصراط وأماناً من العذاب .
وللجنة باب يقال لها:" الريان لايفتح ذلك إلى يوم القيامة ، ثم يفتح للصائمين والصائمات من أُمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم "
ثم ينادي رضوان خازن الجنة :
ياأُمة محمد هلموا إلى الريان ، فتدخل أمتي من ذلك الباب إلى الجنة ، فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهريغفر له ؟؟؟!!!
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
هذا جزء من الثواب والجزاء الأخروي للصوم وفي القسم الخامس سنتطرق لثواب الصوم الدنيوي .
أما معنى قوله تعالى :للنبي صلى الله عليه وآله :
كل عمل إبن أدم هو له غير الصيام هو لي وأنا أُجزي به ؟
" هو لي " : في وجه أختصاص الصوم لله ،
قيل : لن كل عبادة يعبد بها الله تعالى فيه تظاهر بالعمل العبادي ،وليس يخفى أمره على الناس ، إلا الصوم حيث لاتظاهر فيه ، لأنه الكف عن المفطرات مع النية ، والكف نفي العمل ، ولايمكن الأطلاع عليه إلا من قبل نفس الصائم وإظهاره ،
فلذا فضل الله تبارك وتعالى الصوم على العبادات بإنه لي وأنا أُجزي به ، وأُجيب عنه بأن العبادات مثل التهليل وأعمال القلب الخفي .
وقيل :
حيث عن الإنسان ذو بعدين روح وجسم ، والروح روح الله تعالى حيث يقول (( ونفخت فيه من روحي ))، وهي مقيدة في سجن البدن وفكاك رقبتها منوط بتقوية الروح وتضعيف النفس الحيوانية ، والصوم يتكفل هذا المهم إذ يقوي الروح ،
فإذاً (( الصوم لي )) : حيث يطلق الروح ويجعلها أميراً ،
(( وأنا أجزي به )): أي أنا جزاؤه إذ الجزاء المترتب على الصوم ، هو أطلاق الروح وعودها حاكمة وهي ليست إلا منه تعالى فكأنه تعالى جزاءة .
والجزاء يعني لقاءه ورضوانه أي رحمت ورضوانه تعالى .
تابعونا في القسم الخامس إن شاء الله تعالى لنرى أهمية وثواب الصوم دنيوياً
والحمد لله ربِّ العالمين
واللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد
تعليق