درس من القرآن
القرآن المجيد يضم(114) سورة وهو يزخر بالأسرار والعِبر
ولايبلغ قراره إلا الله تعالى والراسخون في العلم .
وطبقا للمشهور, فان كلمة (وليتلطف) التي تعني مراعاة منتهى الدقة والتي وردت في الأية19من سورة الكهف .
تقع تماماً في وسط القران من حيث حساب عدد الكلمات.
وفيها قصة معبرة هي قصة أصحاب الكهف : وهم جماعة من المؤمنين الواعين
كانوا يتنعمون بمختلف النعم وهم في بلاط الملك المسمى (دقيانوس), بيد أنهم كانوا في قلق وألم من البيئة الفاسدة تلك.
فعزموا-حفظاً لدينهم-على الهجرة من بلاط الطاغوت والبيئة الوثنية الفاسدة.
فخرجوا سراً من المدينة(أفسوس) وأمضوا أياماً عديدة في الطريق حتى بلغوا كهفاً,فدخلوه واتخذوه سكناً وموطناً بدلاً من تلك القصور التي خلفوها وراءهم.
عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى؟
قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشّاب, قال لي : أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولاً,فسّماهم اللًه فتية بإيمانهم, يا سليمان من امن بالله واتقى, هو الفتى(1) .
وعلى أي حال,فقد دعا هؤلاء الفتية ربهّم تعالى أن ينقذهم, فاستجاب عزوجل, وشملهم بإمداده الغيبي فناموا (309)سنين
ثم استيقظوا وهم لا يعلمون مدة نومهم فقالوا:{ رَبُكُم أعلَمُ بما لَبثتُم},ثم قالوا لواحد منهم:خذ هذه الوَرق وادخل المدينة متنكراً لكي لا يعرفوك, فاشتر لنا, فأنهم لو علموا بنا وعرفونا قتلونا, أو ردّونا في دينهم .
وهذا درس مهم, إذ يجب في بعض الأحيان من أجل حفظ النفس وحفظ المسلمين.
أن يتصرف الإنسان بالطريقة التي يكتم بها أسراره, ولا يقع في أيدي الظالمين.
وعلى هذا, فان كلمة (وليتلطّف) التي تتوسط القرآن, تعلمنا الحذر وكتمان الأسرار.
1نور الثقلين 3 :244
تعليق