تويت
مشروعية البكاء على الإمام الحسين عليه السلام بالأدلة الشرعية :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على خير الأنام محمد وآله الغر الميامين
تبكيـــــــــــك عيني لالأجل مثوبة
لكن عيني لأجلك باكية يا حسين
بينا بالدليل العقلي أن البكاء هو موجود بفطرة الإنسان وإن الله تعالى فطره على ذلك وبينا فوائده بالأدله العقلية .
أما أدلته الشرعية :
أما الإسلام أو القرآن فكله صحة ومنفعة فعندما ينهي ويحرم على الناس أمراً مثلاً حرمة شرب الخمر ، أكل الميتة ولحم الخنزير والدم ، أو اللعب بألات القمار والميسر وغيرها لعلة في ذلك لما فيها من أمور ومواد تضر بصحة الإنسان والطب بين ذلك في نتائج دراسات كثيرة ،
ولذلك لم ترد آية واحدة ، أو نص يشير إلى حرمة البكاء مطلقاً ولافي السنة الشريفة الغير وضعية ، فكيف حرم البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أو على قضية مرتبطة بل هي التي حافظت على الإسلام من الأنهيار والضياع كلياً .
لو نبدأ بتفسير الحديث الذي بدأنا به الحديث في القسم الأول
عن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :
نظر النبي { صلى الله عليه وآله وسلم } إلى الحسين بن علي ( عليهما
السلام ) وهو مقبل فأجلسه في حجره وقال :
إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبداً ،بأبي قتيل كل عبرة ،
فقيل: يارسول الله وماقتيل كل عبرة ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) لايذكره مؤمن الا وبكى ).
(1) لاتبرد أبداً : يعني حتى بعد ظهورصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وأخذه بثأر جده الامام الحسين سلام الله عليه ، تبقى الحرارة واللوعة لما جرى ووقع عليه عليه السلام والى مابعد يوم القيامة
والشاهد لونتطرق لمضمون الروايات أن الزهراء عليها السلام تأتي يوم القيامة وتطلب القصاص من قتلة ولدها الحسين عليه السلام فرواية تقول تخرج برأس ولدها الحسين ، ورواية تقول تأتي بصندوق وتخرج من كفي مقطوعتان وهما لأبي الفضل اعباس وتطلب القصاص من قاطعيها وغيرها ،
والشاهد القريب الذي هو ليس ببعيد عرض مسلسل المختار الثقفي الذي عرض فيه مجرد مشاهدة مقتله لقتلة الامام الحسين عليه ولم يعرضوا الواقعة وشاهدنا الضجة التي حدثت في نفوس أتباع أهل البيت وأيقاظ بالأحرى أزدياد الحرارة واللوعة لمصيبته وأندفاع أكثر نحو قضيته عليه السلام مع إنه تبين أنه قتلهم جميعهم ، فهذا تفسير وجيز ل (( لاتبرد أبداً : لاتسكن ولا تهدأ ))؛
(2) قلوب : ثم يقول صلى الله عليه وآله (( قلوب )):
هل يقصد بالقلوب هذه القطعة اللحمية الصنوبرية ، بالتأكيد لا ، بل يقصد روحي له الفداء ولآله (( بالقلوب : الضمائر؛ العقيدة ؛ البصيرة ))
(3): ثم كرر صلى الله عليه وآله كلمة (( مؤمنين ومؤمن )) والمقصد واحد ،
فإنه قد خص المؤمنين بهذه الحرارة اللوعة المصيبة البكاء الحزن الصرخة المشي رفع الرايات ، ولم يقل المسلمين أو الناس بل خص مجموعة معينة وهم المؤمنين اللذين خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ، يبنهم صلى الله عليه وآله هم المؤمنين
والمؤمن يعرفه علم العقائد الذي أنعقد ضميره، أو أعتقد بالأصول الخمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد .
وفرقه عن المسلم الذي يشهد بالشهادتين فقط ولايعتقد بالأصول الخمسة كاملاً،
ولم يقل صلى الله عليه وآله الناس لأن هناك اليهودي والمسيحي ، والناصبي ، والغير موالي ، وحتى القاتل للحسين ، فهؤلاء لايحزنون على الحسين عليه السلام وغن حزنوا لايحزنون كحزننا ولاتكون عندهم حرارة اللوعة والمصاب في قلوبهم .
من الذي أسس هذه الشعيرة العظيمة :
إن الأئمة عليهم السلام بل الأنبياء والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم أجمعين هم اللذين بدؤا بتأسيس هذه الشعيرة ، وهذه المجالس ونحن أستورثناها منهم ، فهم قاموا بعقدها ومن ثم علمونا أياها وحثوا على أقامتها :
فمثلاً
لوطالعنا كتاب الخصائص الحسينية للتستري نقرأ موقف الأنبياء عليهم السلام وكيفية مرورهم بكربلاء وماجرى عليهم وكيف أقاموا مأتم الحزن والبكاء عليه
والزهراء عليها السلام لوطالعنا كتاب معالي السبطين للحائري
لقرأنا كيفية بكاء الزهراء عليها السلام على ولدها
حتى قيل أنها سلام الله عليها كانت تشهق كل يوم شقهة تكاد تزهق روحها الطاهرة فيها حزنا على ولدها الحسين عليه السلام ،
ولاتسكت حتى يأتي أبيها صلى الله عليه وآله وسلم
وورد عنهم عليهم السلام
إنه لو علمتم بعظم المصيبة لبكيتم حتى تزهق أنفسكم ))
وقال الامام الباقر عليه السلام
(( لولا خوفنا على شيعتنا من الموت لروينا لهم ماجرى في كربلاء))
ولقد حثوا عليهم السلام بإقامة مجالس البكاء
فعن الامام الباقر عليه السلام لمحمد إبن مسلم في كامل الزيارات:
كان علي إبن الحسين عليهما السلام يقول :
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خديه بؤّاه الله بها غرفاً يكسنها أحقاباً ،
وإيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسَّنا من الأذى من عدونا في الدنيا بؤاه الله مبؤا صدق،
وأيما مؤمن مسه أذىً فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده مضاضة مأؤذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وأمنه يوم القيامة من سخطه .
والامام الصادق عليه السلام دخل عليه ذات يوم أبو هارون المكفوف
فقال عليه السلام أنشدني
يقول أبو هارون فأنشدته
فقال عليه السلام : لا أنشد كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره
(يعني أنشاد ورثاء أهل العراق )
فأنشد
أمرر على جدث الحسين فقل لأاعظمه الزاكية
ياأعظماً لازلت من وطفاءِ ساكبة روية
(وطفاء :أي سحابة عزيرة المطر تروي الأرض بماءها )
وإذا مررت بقبره فأطل به وقف المطية
إلى أخر الأبيات
يقول إبن هارون رأيت الإمام الصادق عليه السلام أدمعه تنحدر على خديه وأرتفع الصراخ من البيت حتى أمرهم بالسكوت
فلما سكت قال لي عليه السلام
ياأبا هارون من أنشد في الحسين " عليه السلام " فأبكى عشرة فله الجنة ، ثم جعل ينقص واحداً واحداً حتى بلغ الواحد ،
فقال من أنشد في الحسين واحداً فله الجنة ، ومن ذكره وبكى فله الجنة .
أما بكاؤهم عليهم السلام فيختلف أختلاف كبير عن مواليهم هذا نبينه في القسم الثالث
بكاء أهل البيت وفوائد البكاء على الحسين عليه السلام
تابعــــــونا
تعليق