بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
العراقيون ليس لهم علاج
او بالتعبير المتدوال (العراقيين مايصيرلهم چاره[1])
عبارة كثيرا ما يبدأ أو يختم بها موضوع مزعج اوسيء متعلق بالعراقيين، ان هذه العبارة لم ترد بنص ديني لا لفظا ولا معنى تخبر عن العراقين بل ولا عن امة اخرى ليس لها علاج او حل .اللهم صل على محمد واله الطاهرين
العراقيون ليس لهم علاج
او بالتعبير المتدوال (العراقيين مايصيرلهم چاره[1])
يطلق العراق في الموروث التاريخي والديني ويراد منه الكوفة والبصرة فالعراقيون هم من ينسب الى هذه البلاد، ولقد كان لهم دور في صنع الحضارات المدنية الأولى.
وتاريخ الكوفة بالخصوص ومصيرها ارتبط بعلي (عليه السلام) حيث انها بلد التشيع ومنطلقه،ان قلوب الكوفيين وسعهم عدل علي (عليه السلام) وضاقت قلوبهم بجور غيره نعم ربما هم لم يلبوا طموح ائمتهم (عليهم السلام) لكنهم افضل من سواهم.
لقد اثبت التاريخ ان العراقيين في مسيرة تكاملية في معرفة علوم وتعاليم اهل البيت (عليهم السلام) _وان احتاجوا لزمن طويل لكي يهضموا هذه التعاليم_ لكن بوصلتهم كانت دائما تؤشر باتجاه بيت العصمة (عليهم السلام) ولم يخطؤا المسير.
وبسبب هذا التوجه صاروا هدفا يرمى من قبل حزب الشيطان ومع كل التضحيات التي قدموها والتي لم تقدم امة مثل ما قدموا في سبيل حبهم ومنهجهم لم يهادنوا في الحق ولم يقدموا التنازلات.
تخبرنا الاحاديث ان المستقبل لهم فلهم الحصة الأكبر في عدة أنصار الامام الـ 313 من بين حصص البلدان[2] والكوفة ستكون عاصمة دولة العدل الإلهية التي تشمل جميع الارض بقيادة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
لقد شهد العراق المحن على أمتداد تاريخه ويشهدها الى الان وهذه لا تفسر بالعقاب بقدر ما هي ابتلائيات لمصلحة عظيمة مستقبلية.
بعد هذا نقول: هل هذا التعبير موافق ام مجانب للحقيقة؟
اننا نتحمل مسؤولية التثقيف باتجاة هذه الفكرة التي تحملها العبارة، فان هذه الفكرة لها انعكاس سلبي على الفرد والمجتمع بصورة عامة حيث انها تبعث الإحباط في الفرد الساعي للصلاح وتبعث في المجتمع اليأس من التغيير والتطوير.
بل ربما ندخل في الحرمة بهذا التعبير إذا كان هدفه الانتقاص اوالإهانة؛ فان المؤمن لا يحل له إهانة نفسه فكيف بأهانة أمة كبيرة ينتمي اليها.
[1]چاره كلمة فارسية تعني علاج.
[2]عدة أنصار المهدي الذين يبايعونه بين الركن والمقام، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، فيهم: النجباء من مصر والأبدال من الشام والأخيار من العراق، وفيهم عصائب أهل العراق.
وقيل أن عدة من يخرج معه من أهل الكوفة خمسون رجلاً، وقيل غير ذلك.
وذكر من ضمن أنصاره الرفقاء، وهم من أهل الكوفة كذلك،
ويظهر من مقابلة الأحاديث أن أكثر أنصاره هم من أهل العراق على ثلاث طبقات كما ذكرنا: العصائب والأخيار والرفقاء. والله العالم.(المصدر مركز الأبحاث العقائدية).
تعليق