بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صاحب الوسيلة و الشفاعة والدرجة الرفيعة ابي القاسم محمد ،وعلى أله الطيبين وأصحابه المنتجبين ،ورحمة الله وبركاته .طريق تحصيل الصبر :
الطريق ألأمثل لتحصيل الصبر : هو ، تقوية بواعث الدين ، وتضعيف بواعث الهوى . أما الاول فيكون بأمور :
أولا : ان يكثر أفكاره فيما ورد من فضل الصبر وحسن عاقبته في الدنيا والاخرة ،حيث ان ثواب الصبر على المصيبة أكثر مما مر وانتهى ، وانه بسبب ذالك يكون مغبوط في المصيبة ، في ما اذا فاته ما لايبقى معه الا في مدة حياته في الدنيا،وحصل له ما بقى له بعد موته أبد الدهر ،فيجازى على هذه المدة القصيرة والفانية بالمدة الطويلة الخالدة ، على الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية .وعلى كل من اسلم خسيساً في نفيس ، لاينبغي أن يحزن في فوات الخسيس في الحال .
ثانياً :عليه ان يتذكر قلة قيمة الشده الدنيوية واوقاتها ،واستخلاصه عنها من قريب ، مع بقاء اجره على الصبر عليها . ثالثاً : العلم أن الجزع قبيح ومضر بالدين والدنيا ، ولا فائدة للثمرة إلاحبط الثواب وجلب العقاب ،كما عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام قال : ( فأن صبرت تجري عليك المقادير وأنت مأجور فيها ، واذا جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور )
ألرابعة : تعويد ومصارعة هذا الباعث وهو باعث الهوى تدريجياً ، حتى يكون مدركاً للذة الظفر بها ، فيتجرأ عليها ،ويكون قوياً في مصارعتها . فأن الاعتماد والممارسات على الاعمال الشاقة كالعمال والفلاحين عن قوة التاركين لها . فكل من عود نفسه على مخالفة الهوى غلبها مهما شاء وأراد .
واما ألثاني : المقصود به تضعيف الهوى ، انما يكون بضمن المجاهدة والرياضة ، من الجوع والصوم وقطع كل الاسباب االمهيجه للشهوة من نظر وغيره الى مظانها وتخيلها ،وكذا بالتسلية بالمباح من الجنس الذي تشتهيه النفس بشرط ان لايخرج عن القدر المشروع . فإن قيل الصبر عند المصائب إذا كان المراد به أن لاتكون في نفسه كراهة للمعصية فأن ذالك غير داخل تحت الاختيار ، اذا كان الانسان مضطرا الى الكراهة ، فبأي شيء ينال درجة الصبر عند تواتر الصائب ؟ الجواب إن قلنا : من كان عارفاً بالله وأسراره وحكمته وقضائه وقدره ،بانه يعلم علم اليقين بان كل امر صدر من الله وابتلي به عباده من ضيق اوسعة ، وكل امر موهوب او مرغوب فانه وفق المصلحة والحكمة بالذات وكل ما عرض من ذالك مما كان يعد شرا فهو عرضي لايمكن انتزاع الخير المقصود منه اذا كان متيقناً له ، كانت النفس مستعدة للصبر ومقاومة الهوى في الغم والحزن , اللهم إنا نسالك أن تجعلنا من عبادك الصابرين الصادقين إنك سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأله الطيبين الطاهرين .
تعليق