أبسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
أسباب بغض عائشة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
أسباب بغض عائشة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)
روى عن عمر بن أبان قال : لما ظهر أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل البصرة , جاءه رجال منهم , فقالوا : يا أمير المؤمنين ما السبب الذي دعا عائشة بالمظاهرة عليك ؟ حتى بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت , وهي امرأة من النساء لم يكتب عليها القتال ولا فرض عليها الجهاد ولا أرخص لها في الخروج من بيتها ولا التبرج بين الرجال وليست ممن تولته في شيء على حال.
فقال (عليه السلام) : سأذكر لكم أشياء مما حقدتها علي ; ليس لي في واحد منها ذنب إليها , ولكنها تجرمت بها علي ّ:
أحدها : تفضيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي على أبيها وتقديمه إياي في مواطن الخير عليه , فكانت تضطغن ذلك علي فتعرفه منه فتتبع رأيه فيه.
ثانيها : لما آخى بين أصحابه آخى بين أبيها وبين عمر بن الخطاب , واختصني بإخوته , فغلظ ذلك عليها وحسدتني منه.
ثالثها : وأوحى الله تعالى إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي ; فلما سد باب أبيها وصاحبه وترك بابي مفتوحا في المسجد تكلم في ذلك بعض أهله.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي بل الله عز وجل سد أبوابكم وفتح بابه ; فغضب لذلك أبو بكر وعظم عليه وتكلم في أهله بشيء سمعته منه ابنته فاضطغنته علي.
رابعها : وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى أباها الراية يوم خيبر وأمره أن لا يرجع حتى يفتح أو يقتل فلم يلبث لذلك وانهزم فأعطاها في الغد عمر بن الخطاب وأمره بمثل ما أمر صاحبه فانهزم ولم يثبت فساء ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , فقال لهم ظاهرا معلنا : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه ; فأعطاني الراية , فصبرت حتى فتح الله تعالى على يدي , فغم ذلك أباها وأحزنه فاضطغنته علي وما لي إليها من ذنب في ذلك فحقدت لحقد أبيها.
خامسها : وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أباها بسورة براءة وأمره أن ينبذ العهد للمشركين وينادي فيهم فمضى حتى انحرف فأوحى الله تعالى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرده ويأخذ الآيات فيسلمها إلي ; فسلمها إلي فصرف أباها بإذن الله عز وجل.
و كان فيما أوحى إليه الله أن لا يؤدي عنك إلا رجل منك وكنت من رسول الله وكان مني ; فاضطغن لذلك علي أيضا واتبعته ابنته عائشة في رأيه.
سادسها : وكانت عائشة تمقت خديجة بنت خويلد وتشنؤها شنآن الضرائر وكانت تعرف مكانها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيثقل ذلك عليها وتعدى مقتها إلى ابنتها فاطمة فتمقتني وتمقت فاطمة وخديجة وهذا معروف في الضرائر.
سابعها : ولقد دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم قبل أن يضرب الحجاب على أزواجه وكانت عائشة بقرب رسول الله فلما رآني رحب بي وقال ادن مني يا علي ولم يزل يدنيني حتى أجلسني بينه وبينها ; فغلظ ذلك عليها , فأقبلت إلي وقالت بسوء رأي النساء وتسرعهن إلى الخطاب : ما وجدت لأستك يا علي موضعا غير موضع فخذي.
فزجرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال لها : أ لعلي تقولين هذا ؟ إنه والله أول من آمن بي وصدقني , وأول الخلق ورودا على الحوض , وهو أحق الناس عهدا إلي , لا يبغضه أحد إلا أكبه الله على منخره في النار.
فازدادت بذلك غيضا علي.
ثامنها : ولما رميت بما رميت اشتد ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , واستشارني في أمرها ; فقلت : يا رسول الله سل جاريتها بريرة واستبرئ حالها منها فإن وجدت عليها شيئا فخل سبيلها فإن النساء كثيرة.
فأمرني رسول الله أن أتولى مسألة بريرة وأستبرئ الحال منها.
ففعلت ذلك , فحقدت علي , وو الله ما أردت بها سوء لكني نصحت لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; وأمثال ذلك , فإن شئتم فاسألوها ما الذي نقمت علي حتى خرجت مع الناكثين لبيعتي وسفك دماء شيعتي والتظاهر بين المسلمين بعداوتي للبغي والشقاق والمقت لي بغير سبب يوجب ذلك في الدين والله المستعان.
فقال القوم : القول والله ما قلت يا أمير المؤمنين , ولقد كشفت الغمة , ولقد نشهد أنك أولى بالله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ممن عاداك.
فقام الحجاج بن عمرو الأنصاري فمدحه في أبيات .
في تتمة أسباب بغض عائشة لأمير المؤمنين (عليه السلام) :
و يدل على ما أثبتناه منه أن القوم مضوا مصرين على أعمالهم غير نادمين عليها ولا تائبين منها وأنهم كانوا يتظاهرون إلى الله بالقربة والدينونة بعداوتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) والتبغض له والتضليل والتبديع له ولولده ولشيعته وأنصاره والبراءة إلى الله من جميعهم وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يبدئ إليهم بمثل ذلك ويرى القربة إلى الله بجهادهم وقتالهم حتى مضى (عليه السلام) لسبيله وأنا مثبت بعد الذي قدمت أخبارا قد سلم لصحتها أهل العقل والنقل على خلافهم في الآراء والمذاهب تؤكد ما ذكرت في هذا الكتاب وتشهد بصحة ما زبرت فإني كنت قد جمعتها في موضوع آخر من كتبي وإنما أوردتها في هذا الكتاب لملاءمتها لمعناه وتأييدها لما تضمنته من فوائده وفحواه وبالله أستعين.
فمن ذلك :.
ما رواه أبو بكر محمد بن عمر الجعابي وحدثنا به قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن أبي الحسن علي بن الحسين بن فضال بإسناده في كتابه المعروف بالمنبئ وهو أشهر من أن يدل عليه العلماء عن أبان بن عثمان عن الأجلح عن أبي صالح عن عبد الله بن العباس قال : لما رمى أهل الإفك عائشة استشار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) فيها فقال يا رسول الله النساء كثيرة وسل الخادمة فسألوا بريرة فقالت ما علمت إلا خيرا فبلغ ذلك عائشة فقالت لا أحب عليا بعد هذا أبدا وكانت تقول لا أحب عليا أبدا أ ليس هو الذي خلا وصاحبه بجاريتي يسالانها عني.
و هذا حديث صحيح الإسناد واضح الطريق وهو يتضمن التصريح منها ببغض أمير المؤمنين ع بنصيحته لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واجتهاده في طاعته ومشورته من غير أن يكون ظلمها بذلك واعتدى عليها فيه إذ لو كان ذلك كذلك وحاشاه (عليه السلام) لما سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مقالته ولا قبل مشورته ولا انتهى فيها إلى رأيه ولما صار بعد ذلك إلى الإصغاء إليه والاعتماد في ذلك عليه فدل على صوابه (عليه السلام) وضلال من مقته لأجله وعاداه فيه.
و من ذلك :
ما رواه محمد بن مهران قال حدثنا محمد بن علي بن خلف قال حدثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد البزاز عن أبي إدريس عن رافع مولى عائشة قال : كنت غلاما أخدمها وكنت إذا كان رسول الله عندها أكون قريبا منها فبينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم عندها إذ جاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت أدخلها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة ووضعته عائشة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكل منه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) يا ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين يأكل معي فقالت عائشة ومن ذلك فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرجعت إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت هذا علي بالباب فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أدخله فلما دخل قال له أهلا لقد تمنيتك حتى لو أبطأت لسألت الله أن يأتيني بك اجلس فكل معي فجلس معه ورأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر إليه ويقول قاتل الله من يقاتلك وعادى الله من عاداك فقالت عائشة من يقاتله ويعاديه فقال لها أنت ومن معك.
و هذا الحديث يدل على عداوتها له من حيث استفهمت عما تعلمه على وجه الإنكار ودعائه في آخر القول على من يقاتله ويعاديه لعلمه بما يكون منها من القتال أيضا ودعائه على من عاداه ليبين فضيلته وما هي عليه من البغضاء والشنئان له ويزيل الشبهة عن الأمة في حقه وصوابه وباطل عدوه في خلافه له وعناده.
و من ذلك :
ما رواه غير واحد عن الأرقم بن شرحبيل عن عبد الله بن العباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي توفي فيه ابعثوا إلى علي فادعوه فقالت عائشة لو بعثت إلى أبي بكر وقالت حفصة لو بعثت إلى عمر فأمسك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعثتا إلى أبي بكر وعمر فلما حضرا عنده فتح النبي عينيه فرآهما فقال انصرفا فإن تكن لي حاجة بعثت إليكما.
و من ذلك ما رواه إسحاق عن عكرمة عن عبد الله بن العباس قال : أغمي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أفاق فقال ادعوا لي أخي فأمرت عائشة أن يدعوا أبا بكر فدخل فلما رآه رسول الله أعرض عنه فقالت أم سلمة رضي الله عنها ادعوا له عليا فإنه أخوه وحبيبه فدعي له فجاء حتى جلس بين يديه فلما رآه أدناه وناجاه طويلا.
و هذا الحديث مع استقامته وظهوره وكثرة رواته في الخاصة والعامة يدل على عداوتها له وحسدها عليه.
و من ذلك : ما اجتمع عليه أهل النقل : من شهادتها لأبي بكر في صواب منعه فاطمة فدكا ومباينتها في تلك الشهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما ذهب إليه من استحقاقها ومظاهرة أبي بكر على منع فاطمة (عليه السلام) من ميراث أبيها ولم تشركها في ذلك إحدى الأزواج.
و من ذلك :
ما رواه إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت : استشعر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المرض في بيت ميمونة فدعى نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي قال عبيد الله فحدثت عنها عبد الله بن العباس فقال هل تدري من الرجل قلت لا قال ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) وما كانت أمنا تذكره بخير وهي تستطيع.
و من ذلك : أن عائشة كانت تذم عثمان وولاته وكانت تقول كل قول بغضا منه وترفع قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتقول هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان أحكامه ولما جاء الناعي إلى مكة فنعاه بكى لقتله قوم من أهل ظنه فأمرت مناديا ينادي ما بكاؤكم على نعثل قد أراد أن يطفئ نور الله فأطفأه الله وأن يضيع سنة رسوله فقتله ثم أرجف بمكة أن طلحة قد بويع له فركبت مبادرة بغلتها وتوجهت نحو المدينة وهي مسرورة حتى انتهت إلى سرف فاستقبلت عبيد الله بن أبي سلمة فقالت له ما عندك من الخبر قال قتل عثمان قالت ثم ما ذا قال بايعوا عليا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت والله لوددت أن هذه أطبقت على هذه إذ تمت الآن لصاحبك فقال لها عبيد الله ولم فو الله ما على هذه الغبراء نسمة أكرم على الله منه فلما ذا تكرهين قوله فقالت إنا عبنا على عثمان في أمور سميناها له ولمناه عليها فتاب منها واستغفر الله فقبل منه المسلمون ولم يجدوا من ذلك بدا فوثب عليه صاحبك فقتله والله لإصبع من أصابع عثمان خير منه وقد مضى كما يمضي الرحيض ثم رجعت إلى مكة تنعى عثمان وتقول هذه المقالة للناس.
فهل يصح رحمكم الله عند أحد من العقلاء دخول الشبهة من بغضها أو يرتاب مكلف في عنادها لأمير المؤمنين (عليه السلام) على ما ذكرناه.
و من ذلك : ما رواه نوح بن دراج عن أبي إسحاق قال حدثني المنهال عن جماعة من أصحابنا : أن طلحة لما قدم إلى مكة جاء إلى عائشة فلما رأته قالت يا أبا محمد قتلت عثمان وبايعت عليا فقال لها يا أماه مثلي كما قال الأول :
ندمت ندامة الكسعي لما *** رأت عيناه ما صنعت يداه
أ ولا ترى أنها تبدي له العداوة في كل حال وتظهر له العناد بكل مقال.
و من ذلك : كتبها إلى الآفاق تؤلب عليه وتخذل الناس عنه من غير شبهة تعرض في الديانة لفعل كان منه (عليه السلام) كتبت إلى زيد بن صوحان على ما اجتمعت عليه نقلة الأخبار:
بسم الله الرحمن الرحيم من عائشة ابنة أبي بكر أم المؤمنين زوجة النبي إلى ابنها المخلص زيد بن صوحان أما بعد فإذا جاءك كتابي هذا فأقم في بيتك واخذل الناس عن علي حتى يأتيك أمري وليبلغني عنك ما أقر به فإنك من أوثق أهلي عندي والسلام.
فكتب إليها زيد بن صوحان رضي الله عنه :
بسم الله الرحمن الرحيم من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر أما بعد فإن الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر أمرك أن تقري في بيتك وأمرنا بالجهاد فأتاني كتابك بضد ما أمر الله به وذلك خلاف الحق والسلام.
و من ذلك : ما تظاهرت به الأخبار وثبتت به الآثار في الكتب المصنفة في حرب البصرة وغيرها من كتاب عائشة إلى حفصة على ما رواه عبد الرحمن الأصم عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال لما نزل علي (عليه السلام) بذي قار كتبت إلى حفصة الكتاب الذي قدمنا ذكره.
و روى بشر بن الربيع عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال : ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خروج بعض نسائه وعنده عائشة وعلي حاضر , فضحكت عائشة.
فالتفت (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي , فقال : يا علي إذا رأيت من أمرها شيئا فارفق بها.
و روى عصام بن قدامة البجلي عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وشمالها خلق كثير كلهم في النار وتنجو بعد ما كادت.
و رواه أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال المسعودي وفي حديثه : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا علي إذا أدركتها فاضربها واضرب أصحابها.
و روى علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا عائشة إني رأيتك في المنام مرتين أرى جملا يحملك في سدافة من حرير فأكشفها فإذا هي أنت.
أ فلا ترى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهاها وقد بين ما يكون منها على علم منه في مصيرها وعاقبة أمرها ; ثم نهاها عن ذلك وزجرها ودعا عليها لأجله وتوعدها فأقدمت على خلافه مستبصرة بعداوته وارتكبت نهيه معاندة له في أمره وصارت إلى ما زجرها عنه مع الذكر له والعلم به من غير شبهة في معاندته على أن كتاب الله المقدم في الحجة على ما يعضده من أثر وخبر وسنة قد أوضح ببرهانه على إقدام المرأة على الخلاف له من غير شبهة وقتاله وقتال أوليائه لغير حجة بقوله تعالى لها ولجميع نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وأَقِمْنَ الصَّلاةَ وآتِينَ الزَّكاةَ فخرجت من بيتها مخالفة لأمر الله وتبرجت بين الملاء والعساكر في الحروب تبرج الجاهلية الأولى وأباحت دماء المسلمين وأفسدت الشرع على المؤمنين وأوقعت في الدين الشبهات على المستضعفين.
و من ذلك :.
ما رواه أبو داود الطهوي عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الله بن عامر قال : سمعت عبد الله بن بديل الخزاعي يقول لعائشة : أنشدك الله , أ لم نسمعك تقولين سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ؟
قالت : بلى.
قال لها : فلم ذلك ؟
قالت : دعوني , والله لوددت أنهم تفانوا جميعا.
فدل ذلك على أنه لم يعترضها شبهة في قتاله وأنها في خلاف الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأخبار في هذا المعنى كثيرة إن أخذنا في إيرادها طال بها الكتاب.
المصدر
كتاب :النصرة لسيد العترة في حرب البصرة
تأليف : الشيخ المفيد
تعليق