بسم الله الرحــــــمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
هناك شبهة دينية عامة تتبادر الى أذهان البعض من المسلمين ، وهي من الشبهات التي تفتك بالمسلمين عامة ، وتحدث هذه الشبهة لأسباب متعددة ولعل أبرزها الجهل أو الجهل المركب أو السوء الفهم بسسب ترويج البعض لها لأغراض شتى .
وهذه الشبهة هي ( الإختلاف في الدين رحمة)!! ، ومورد نشوء هذه الشبهة هو الفهم الخاطىء هو ماروي عن النبي صلى الله عليه وآله بأن ( إختلاف أمتي رحمة) .
فهل هذا يعني على أن الناس لهم الحق في أن يختلفوا في الإسلام ؟ ، فيختار بعضهم فلانا إماما لهم ، والبعض الأخر يختار س من الناس إماما لهم ؟
وإذن إذا كان إختلاف الأمة رحمة ! ، فهل هذا يعني أن إجتماعهم على رأي واحد نقمة ؟
فالإجابة الحقّة تقول ان الكلمة تصرف لعدة وجوه ، فليس المقصود بــ(إختلاف إمتي) هو إختلاف الأمة في دين الله ، لأن الدين واحد ، فالإسلام واحد .
وبحسب الروايات والعقل والمنطق فإن ذلك التفسير هو تفسير باطل ومخالف للأدلة النقيلة والأدلة العقلية ويناقض المجال النظري والمجال العلميّ.
فإذن-أيها القارىء الكريم- ماهو المقصود من الإختلاف الوارد في ذلك النص المروي ؟
فالمقصود بهذا الإختلاف (إختلاف أمتي) -بحسب بعض الروايات-هو :
( إختلاف البلدان التي كان المؤمنون يأتون منها للتفقه بالدين عند رسول الله صلى الله عليه وآله) ،
حيث قوله تعالى : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة )).
ومن النصوص التي ذكرت ذلك المعنى ، هو النص التالي والذي روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
فعن عبدالمؤمن الأنصاري، قال: قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): إنّ قوماً يروون عن
رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال: «اختلاف اُمّتي رحمة، فقال: «صدقوا»،
فقلت: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب! فقال: «ليس حيث تذهب
وذهبوا، إنّما أراد، قول الله عزّ وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الآية.
فأمرهم أن ينفروا الى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيتعلّموا، ثم يرجعوا الى
قومهم فيعلّموهم، إنّما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافاً في دين الله، إنّما الدين
واحد، إنّما الدين واحد» . (1).
فإذن يتبين أن هذه الشبهة تتلاشى وتتفتت بمجرد عرضها على العقل والمنطق فضلا عن الأدلة النقلية المؤكدة أن الإسلام واحد ، وأن نبيه واحد وأن خلفاء نبيه هم مانصه الرأي الواحد وهو رأي النبي الواحد من عند الله الواحد ، بأن عليا عليه السلام خليفتك الواحد وبعده خليفته الواحد وهكذا الى الإمام المنتظر الواحد عجل الله تعالى فرجه الشريف.
والحمد لله رب العالمين.
*******************************
(1) معاني الأخبار: 157/1 في معنى قوله اختلاف اُمّتي رحمة، والاية في التوبة: 122.
تعليق