إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال عز من قائل في محكم كتابه الكريم:
    (وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْض لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْء عَلِيماً(32) سورة النساء
    قال المفسّر الشّهير الطّبرسي(رحمه الله) في «مجمع البيان»:
    قيل أن أُم سلمة (وهي من أزواج النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) قالت: يا رسول الله يغزو الرجال ولا تغزو النساء، وإِنّما لنا نصف الميراث؟ فليتنا رجال ونغزو ونبلغ ما يبلغ الرجال، فنزلت الآية تجيب على جميع هذه التساؤلات.
    و في تفسير المنار: إِنّ جماعة من الرجال المسلمين قالوا: نرجو أن نفضل على النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهنّ في الميراث فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء، وقالت جماعة من النساء المسلمات: إِنا نرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا، فنزلت الآية.
    وقد ذكر سبب النّزول هذا بعينه في تفسير «في ظلال القرآن» وتفسير «روح المعاني» مع فارق بسيط
    في الميزان ظاهر الآية أنها مسوقة للنهي عن تمني فضل وزيادة موجودة ثابتة بين الناس, وأنه ناشئ عن تلبس بعض طائفتي الرجال والنساء بهذا الفضل, وأنه ينبغي الإِعراض عن التعلق بمن له الفضل, والتعلق بالله بالسؤال من الفضل الذي عنده تعالى, وبهذا يتعيّن أن المراد بالفضل هو المزية التي رزقها الله تعالى كلاً من طائفتي الرجال والنساء بتشريع الأحكام التي شرعت في خصوص ما يتعلق بالطائفتين كلتيهما كمزية الرجال على النساء في عدد الزوجات, وزيادة السهم في الميراث, ومزية النساء على الرجال في وجوب جعل المهر لهن, ووجوب نفقتهن على الرجال.
    فالنهي عن تمني هذه المزية التي اختص بها صاحبها, إنما هو لقطع شجرة الشر والفساد من أصلها, فإن هذه المزايا مما تتعلق به النفس الإِنسانية لما أودعه الله في النفوس من حبها والسعي لها لعمارة هذه الدار, فيظهر الأمر أولاً في صورة التمني, فإذا تكرر تبدل حسداً مستبطناً, فإذا أُديم عليه فاستقر في القلب سرى إلى مقام العمل والفعل الخارجي, ثم إذا انضمت بعض هذه النفوس إلى بعض كان ذلك بلوى يفسد الأرض, ويهلك الحرث والنسل.
    ومن هنا يظهر أن النهي عن التمني نهي إرشادي يعود مصلحته إلى مصلحة حفظ الأحكام المشرعة المذكورة, وليس بنهي مولوي.
    وفي نسبة الفضل إلى فعل الله سبحانه, والتعبير بقوله: بعضكم على بعض إيقاظ لصفة الخضوع لأمر الله بإيمانهم به, وغريزة الحب المثارة بالتنبه حتى يتنّبه المفضل عليه أن المفضل بعض منه غير مبان.انتهى

    لقد أوجب التفاوت في سهم الرجال والنساء من الإِرث ـ كما قرأت في سبب النزول ـ تساؤلا لدى البعض، ويبدو أنّهم لم يلتفتوا إِلى أنّ هذا التفاوت إِنّما هو لأجل أن النفقة بكاملها على الرجل، وليس على النساء شيء من نفقات العائلة، بل نفقة المرأة هي الاُخرى مفروضة على الرجل، ولهذا يكون ما تصيبه المرأة ضعف ما يصيبه الرجل من الثروة، ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)، لأنّ لكل نوع من أنواع هذا التفضيل والتفاوت أسرار خفيّة عنكم غير ظاهرة لكم، سواء كان التفاوت من جهة الخلقة والجنسية وبقية الصفات الجسمية والروحية التي تشكل أساس النظام الإِجتماعي فيكم، أو التفاوت من الناحية الحقوقية بسبب اختلاف الموقع والمكانة كالتفاوت في سهم الإِرث، إِنّ جميع أنواع هذا التفاوت قائم على أساس العدل والقانون الإِلهي الحكيم، ولو كانت مصلحتكم في غير ذلك لسنّه وبيّنه لكم.
    وعلى هذا فإِن تمنّى تغيير هذا الوضع نوع من المخالفة للمشيئة الرّبانية التي هي عين الحق والعدالة.
    على أنّه يجب أن لا نتصور خطأً أنّ الآية الحاضرة تشير إِلى التفاوت المصطنع الذي برز نتيجة الإِستعمار والإِستغلال الطبقي، بل تشير إِلى الفروق الطبيعية الواقعية، لأنّ الفروق المصطنعة لا هي من المشيئة الإِلهية في شيء، ولا أن تمني تغييرها مرفوض وغير صحيح، بل هي فروق ظالمة وغير منطقية يجب السعي في رفعها وإزالتها وتفنيدها، فللمثال: لا يمكن للنساء أن يتمنين أن يكُنّ رجالا، كما لا يمكن للرجال أن يتمنوا أن يكونوا نساء، لأنّ وجود هذين الجنسين أمر ضروري للنظام الإِجتماعي الإِنساني، ولكن هذا التفاوت الجنسي يجب أن لا يتّخذ ذريعة، لأن يسحق أحد الجنسين حقوق الجنس الآخر، ومن هنا فإنّ الذين اتّخذوا هذة الآية ذريعة لإِثبات التمييز الإِجتماعي الظالم أويتصوروها حجّة على هذا التمييز قد أخطاوا خطأً كبيراً.
    ولذا عقب الله سبحانه على الجملة السابقة فوراً بقوله: (للرّجال نصيب ممّا اكتسبوا وللنساء نصيب ممّا اكتسبن) أي لكلّ من الرجال والنساء نصيب من سعيه وجهده ومكانته سواء كانت مكانة طبيعية (كالتفاوت والفرق بين جنسي الرجل والمرأة) أو غير طبيعية ناشئة عن التفاوت بسبب الجهود الإِختيارية.
    إنّ الجدير بالإِلتفات هنا هو: إنّ لكلمة «الإكتساب» التي هي بمعنى التحصيل مفهوماً واسعاً يشمل الجهود الإِختيارية، كما يشمل ما يحصل عليه الإِنسان بواسطة بنيانه الطبيعي.(الأمثل)
    وفي الميزان عن قوله تعالى: { للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن } ذكر الراغب: أن الاكتساب إنما يستعمل فيما استفاده الإِنسان لنفسه, والكسب أعم مما كان لنفسه أو لغيره, والبيان المتقدم ينتج أن يكون هذه الجملة مبينة للنهي السابق عن التمني وبمنزلة التعليل له, أي لا تتمنوا ذلك, فإن هذه المزية إنما وجدت عند من يختص بها لأنه اكتسبها بالنفسية التي له, أو بعمل بدنه. فإن الرجال إنما اختصوا بجواز اتخاذ أربع نسوة مثلاً وحرم ذلك على النساء لأن موقعهم في المجتمع الإِنساني موقع يستدعي ذلك دون موقع النساء, وخصوا في الميراث بمثل حظ الانثيين لذلك أيضاً, وكذلك النساء خصصن بنصف سهم الرجال وجعل نفقتهن على الرجال وخصصن بالمهر لاستدعاء موقعهن ذلك, وكذلك ما اكتسبته إحدى الطائفتين من المال بتجارة أو طريق آخر هو الموجب للاختصاص, وما الله يريد ظلماً للعباد.
    ومن هنا يظهر أن المراد بالاكتساب هو نوع من الحيازة والاختصاص أعم من أن يكون بعمل اختياري كالاكتساب بصنعة أو حرفة أو لا يكون بذلك, لكنه ينتهي إلى تلبس صاحب الفضل بصفة توجب له ذلك كتلبس الإِنسان بذكورية أو أُنوثية توجب له سهماً ونصيباً كذا.
    وأئمة اللغة وإن ذكروا في الكسب والاكتساب أنهما يختصان بما يحوزه الإِنسان بعمل اختياري كالطلب ونحوه, لكنهم ذكروا أن الأصل في معنى الكسب هو الجمع, وربما جاز أن يقال: اكتسب فلان بجماله الشهرة ونحو ذلك, وفسر الاكتساب في الآية بذلك بعض المفسرين, وليس من البعيد أن يكون الاكتساب في الآية مستعملاً فيما ذكر من المعنى على سبيل التشبيه والاستعارة.
    وأما كون المراد من الاكتساب في الآية ما يتحراه الإِنسان بعمله, ويكون المعنى: للرجال نصيب مما استفادوه لأنفسهم من المال بعملهم وكذا النساء ويكون النهي عن التمني نهياً عن تمني ما بيد الناس من المال الذي استفادوه بصنعة أو حرفة, فهو وإن كان معنى صحيحاً في نفسه لكنه يوجب تضييق دائرة معنى الآية, وانقطاع رابطتها مع ما تقدم من آيات الإِرث والنكاح.
    وكيف كان, فمعنى الآية على ما تقدم من المعنى: ولا تتمنوا الفضل والمزية المالي وغير المالي الذي خص الله تعالى به أحد القبيلين من الرجال والنساء ففضل به بعضكم على بعض, فإن ذلك الفضل أمر خص به من خص به لأنه أحرزه بنفسيته في المجتمع الإِنساني أو بعمل يده بتجارة ونحوها, وله منه نصيب, وإنما ينال كل نصيبه مما اكتسبه.
    في مجمع البيان عن قوله تعالى: (واسألوا الله من فضله } معناه إن احتجتم إلى ما لغيركم وأعجبكم أن يكون لكم مثل ما له فاسألوا الله أن يعطيكم مثل ذلك من فضله بشرط أن لا يكون فيه مفسدة لكم ولا لغيركم لأن المسألة لا تحسبن إلا كذلك. وجاء في الحديث عن ابن مسعود عن النبي قال: " سلوا الله من فضله فإنه يحب أن يسأل " وأفضل العبادة انتظار الفرج. انتهى
    في الأمثل(واسألوا الله من فضله) أي بدل أن تتمنوا هذا التفضيل والتفاوت اطلبوا من فضل الله واسألوا من لطفه وكرمه أن يتفضل عليكم من نعمه المتنوعة وتوفيقاته ومثوباته الطيبة، لتكونوا ـ بنتيجة ذلك ـ سعداء رجالا ونساء، ومن أي عنصر كنتم، وعلى كل حال اطلبوا واسألوا ما هو خيركم وسعادتكم واقعاً، ولا تتمنوا ما هو خيال أو ما تتخيلونه (ولعلّ التعبير بلفظة «من فضله» إِشارة إِلى المعنى الأخير).
    على أنّه من الواضح جدّاً أن طلب الفضل والعناية الرّبانية ليس بمعنى أن لا يسعى الإِنسان في الأخذ بأسباب كلّ شيء وعوامله، بل لابدّ من البحث عن فضل اللّه ورحمته من خلال الأسباب التي قرّرها وأرساها في الكون.انتهى
    وقد أُبهم هذا الفضل الذي يجب أن يسأل منه بدخول لفظة " من " عليه, وفيه من الفائدة أولاً التعليم بأدب الدعاء والمسألة من جنابه تعالى, فإن الأليق بالإِنسان المبني على الجهل بما ينفعه ويضره بحسب الواقع إذا سأل ربه العالم بحقيقة ما ينفع خلقه وما يضرهم, القادر على كل شيء أن يسأله الخير فيما تتوق نفسه إليه, ولا يطنب في تشخيص ما يسأله منه وتعيين الطريق إلى وصوله, فكثيراً ما رأينا من كانت تتوق نفسه إلى حاجة من الحوائج الخاصة كمال أو ولد أو جاه ومنزلة أو صحة وعافية وكان يلح في الدعاء والمسألة لأجلها لا يريد سواها ثم لما استجيب دعاؤه, وأُعطي مسألته كان في ذلك هلاكه وخيبة سعيه في الحياة.

    وثانياً: الإِشارة إلى أن يكون المسؤول ما لا يبطل به الحكمة الإِلهية في هذا الفضل الذي قرره الله تعالى بتشريع أو تكوين, فمن الواجب أن يسألوا شيئاً من فضل الله الذي اختص به غيرهم, فلو سأل الرجال ما للنساء من الفضل أو بالعكس, ثم أعطاهم الله ذلك بطلت الحكمة وفسدت الأحكام والقوانين المشرعة
    فينبغي للإِنسان إذا دعا الله سبحانه عندما ضاقت نفسه لحاجة أن لا يسأله ما في أيدي الناس مما يرفع حاجته, بل يسأله مما عنده, وإذا سأله مما عنده أن لا يعلم لربه الخبير بحاله طريق الوصول إلى حاجته, بل يسأله أن يرفع حاجته بما يعلمه خيراً من عنده.(الميزان)
    (إِنّ الله كان بكل شيء عليماً) أي يعلم ما يحتاج إِليه نظام المجتمع وما يلزمه من الفروق سواء من الناحية الطبيعية أو الحقوقية، ولهذا لا وجود للظلم والحيف ولا لأي شيء من التفاوت الظالم والتمييز غير العادل في أفعاله، كما أنّه تعالى خبير بما في بواطن الناس من الأسرار والخفايا والنوايا ويعلم من الذي يتمنى الأماني الخاطئة في قلبه، ومن يتمنى الأماني الإِيجابية الصحيحة البناءة.
    التفاوت الطبيعي بين النّاس لماذا؟:
    إِنّ ثمّة كثيرين يطرحون على أنفسهم السّؤال التالي: لماذا خلق البعض بمواهب وقابليات أكثر، وآخرون بمواهب وقابليات أقل، والبعض متحلين بالجمال، وآخرون خُلوٌ منه، أو بجمال قليل، والبعض بامتيازات جسمية عالية وقوية متفوقة، وآخرون عاديين، هل يتلاءم هذا التفاوت مع العدل الإِلهي؟؟.
    في الإِجابة على هذه التساؤلات لابدّ من الإِلتفات إِلى النقاط التالية:
    1 ـ إِنّ بعض الفروق الجسمية والروحية بين الناس ناشئة عن الإِختلافات الطبقية والمظالم الإِجتماعية، أو التفريط الفردي الذي لا علاقة له بنظام الخلق وجهاز الإِيجاد أبداً، فمثلا كثير من أبناء الأغنياء أقوى من أبناء الفقراء وأكثر جمالا وتقدماً من ناحية المواهب والقابليات بسبب أن الفريق الأوّل (أولاد الأغنياء) يحظى بإمكانيات أكبر من حيث الغذاء والجوانب الصحية، في حين يعاني الفريق الثاني من حرمان ونقصان من هذه الجهة. أو أن هناك من يخسر الكثير من طاقاته الجسمية والروحية بسبب التواني، والبطالة، والتفريط والتقصير.
    إِنّنا يجب أن نعتبر هذه الفروق وهذا التفاوت تفاوتاً ومصطنعاً ومزيفاً، وغير مبرر، ويتحقق القضاء عليها من خلال القضاء على النظام الطبقي، وتعميم العدالة الإِجتماعية في الحياة البشرية، والقرآن الكريم والإِسلام لا يقرّ أي شيء من هذه الفروق، وأي لون من ألوان هذا التفاوت والتمييز أبداً.
    2 ـ إِنّ القسم الآخر من الفروق وألوان التفاوت أمر طبيعي، وشيء لازم من لوازم الجبلة البشرية، بل وضرورة من ضرورات الحياة الإِنسانية، يعني أنّ مجتمعاً من المجتمعات حتى إِذا كان يحظى بالعدالة الإِجتماعية الكاملة لا يمكن أن يكون جميع أفراده متساوين وعلى نمط واحد وصورة واحدة مثل منتجات معمل. بل لابدّ أن يكون هناك بعض التفاوت، ولكن يجب أن نعلم أنّ المواهب الإِلهية والقابليات الجسمية والروحية قد قسمت ـ في الأغلب ـ تقسيماً يصيب فيه كل واحد قسطاً من تلك المواهب والقابليات. لا أن يحظى بعض بجميع المواهب، ويحرم آخرون من أي شيء منها، وبمعنى أنّه قل أن يوجد هناك من تجتمع فيه كل المواهب جملة واحدة، بل هناك من يحظى بالمقدرة البدنية الكافية، وآخر يحظى بموهبة رياضية جيدة، ومن يحظى بذوق شعري رفيع، وآخر يحظى برغبة كبيرة في التجارة، ومن يتمتع بذكاء وافر في مجال الزراعة، وآخر بمواهب وقابليات خاصّة أُخرى.
    المهم أن يكتشف المجتمع أو الأفراد أنفسهم تلك المواهب والقابليات، وأن يقوموا بتربيتها وتنميته في بيئة سليمة، حتى يتمكن كل إنسان إظهار ما ينطوي عليه من نقطة ضعف ويستفيد منها.
    3 ـ المجتمع مثل الجسد الإِنساني بحاجة إِلى الأنسجة والعضلات والخلايا المختلفة، يعني كما أنّ البدن لو تألف جميعه من خلايا دقيقة ورقيقة مثل خلايا العين والمخ لم يدم طويلا، ولو تألف جميعه من خلايا غليظة وخشنة لا تعرف انعطافاً مثل خلايا العظام، فقدت القدرة الكافية على القيام بوظائفها، بل لابدّ أن تكون الخلايا المكونة للجسم متنوعة، ليصلح بعضها للقيام بوظيفة التفكير، وبعضها للمشاهدة والنظر، وآخر على الإِستماع ورابع على التحدث، هكذا لابدّ لوجود «المجتمع الكامل» من وجود عناصر ذات مواهب وقابليات وأذواق، وتراكيب مختلفة متنوعة، بدنية وفكرية، لكن لا يعني هذا أن يعاني بعض أعضاء الجسد الإِجتماعي من حرمان، أو تستصغر خدماته أو يستحقر دوره، تماماً كما تستفيد كل خلايا البدن الواحد رغم ما بينها من تفاوت وفروق من الغذاء والهواء وغيرها من الحاجات بالمقدار اللازم لكل واحد.
    وبعبارة أُخرى: إِنّ الفروق وأشكال التفاوت في البنية الروحية والجسميةفي الجوانب الطبيعة (التي لا هي ظالمة ولا هي مفروضة) إنّما هي في الحقيقة مقتضى «الحكمة الرّبانية»، والعدل لا يمكنه بحال أن ينفصل عن الحكمة.
    إِذن فما ورد في هذه الآية في مجال التفضيل والتفاوت في جبلة الرجل والمرأة وخلقتهما إِنّما هو في الواقع إِشارة إِلى هذا الموضوع، لأنه من البديهي إِذا كان البشر جميعاً رجالا، أو كانوا جميعاً نساء لإنقرض النوع البشري عاجلا، هذا مضافاً إِلى إنتفاء قسم من ملاذ البشر المشروعة.
    فإذا اعترض جماعة قائلين لماذا خلق البشر صنفين رجالا ونساء، وزعموا بأنّ هذا الأمر لا يتلاءم مع العدالة الإِلهية. لم يكن هذا الإِعتراض منطقياً، لأنهم لم يلتفتوا إِلى حكمة هذا التفاوت، ولم يتدبروا فيها.(الأمثل)

    ************************************************** ************************************************** ***************************
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان
    تفسيرمجمع البيان
    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشاركة قيمة انالكم الله خير الدنيا وشرف الاخرة نأمل منكم المزيد
    لكن الموضوع طويل
    تقبلوا منا حسن الاطلاع

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وال محمد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      مشاركة قيمة انالكم الله خير الدنيا وشرف الاخرة نأمل منكم المزيد
      لكن الموضوع طويل
      تقبلوا منا حسن الاطلاع

      الله يبارك فيكم
      ويوفقكم
      حاولت اختصار
      الموضوع
      قدر الإمكان
      أسأل الله لي ولكم
      قبول الأعمال
      من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
      سجاد=سجاد14=سجادكم

      تعليق

      يعمل...
      X