إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكلمة مسؤولية كبرى (1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكلمة مسؤولية كبرى (1)

    الكلمة مسؤولية كبرى (1)


    قال الله تعالى في كتابه العزيز :{الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي اكلها كل حين بأذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون }(ابراهيم 24-25)



    اللسان بين الاستقامة والانحراف :

    الكلام هو من النعم الكبرى والفضلى التي كرم الله بها الانسان هو عنوان جماله :{جمال الانسان في اللسان} كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الميزة التي خصّه الله بها دون سائر خلقه وقد رُبِط الايمان به وفق ما اشار اليه الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) (لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ).
    فاستقامة اللسان شرط اساس لاستقرار الحياة وامانها وشرط لنموها الصحي والسليم كما هي شرط لبلوغ الايمان والوصول الى درجاته العليا....
    اما عدم استقامة اللسان فيحوله من كونه نعمة من اكبر النعم الى نقمة في الدنيا والاخرة...
    ففي الدنيا ينغّص اللسان على صاحبه وينغّص على من حوله ويفتري عليهم عندما يفلت من عقاله ويخرج عن الخط الذي رسمه الله له فيكون ذلك سببا - مباشر او غير مباشر- في وقوع الفتن والمشاكل وسببا في تقوية الظلم ونشر الفساد والانحراف وسيادة الطغيان وتشويه الحقائق وتغييب العدل وطمس الحرية ...
    نعم ان عدم استقامة اللسان يؤدي الى كل تلك الامور بغض النظر عن الزمان والمكان والظروف .
    انه اللسان الذي قد يذهب بالانسان كله وهو الذي ابدعه الله لخدمته والى هذا اشارت الاحاديث :{رب لسان اتى على انسان} {رب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة} وورد ايضا :{بلاء الانسان من اللسان}
    ونستحضر هنا ما قاله الشاعر :
    كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
    وفي بيت اخر :
    فان النار بالعودين تذكى وان الحرب اولها كلام



    هذا في الدنيا واما في الاخرة حيث المصير والحساب والعقاب فيبدو اللسان في الواجهة .
    قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :{وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم ؟!} وعنه (صلى الله عليه واله وسلم) :{بالكلام ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه }.
    وقال (صلى الله عليه واله وسلم) :{ان الله يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول :أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح ؟فيقال له : خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الارض ومغاربها فسُفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام}
    صاحب اللسان يتحمل كل تلك المسؤولية وكل آثارها ونتائجها ....
    وهنا لابد من ان نشير الى الحديث الذي طالما سمعتموه :{ان الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت ولا شركت في دم فيقول له: بلى ذكرت عبدي فلانا فترقُّى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه }
    فأنت تتحمل كل النتائج والتُّبعات .



    ضبط حركة اللسان :

    ان اللسان نعمة عظيمة ولا يحتاج الانسان الى جهد ليعرف مدى عظمتها يكفيه ان يفكر ماذا يحصل لو فقدها ولكن هذه النعمة وككل النعم التي وهبنا الله اياها هي مسؤلية وسيحاسبنا الله عليها كلمة كلمة مفردة مفردة وهذا ما ورد في الذكر الحكيم: {اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد} (ق:17-18).
    ولهذا نرى عليا (ع)عندما راى رجلا يتكلم دون ان يبالي بكلماته او يدقق فيها- كما يفعل الكثير من الناس الذين لا يدققون في كلماتهم اهي في حلال ام حرام.. افيها الفائدة ام المضرة..او فيها الخير ام الشر... وما الى هنالك عندما سمع الامام (ع) ذلك الرجل قال له موبخا: {{يا هذا انك تملي على حافظيك (الملكين) كتابا الى ربك...}} وهذا الكتاب سيصعد به الملكان الى جبار السماء والارض.
    اقادر انت على تحمل تبعات حسابه وكل ما تلفظت به مكتوب ومثبت بالصورة والوقائع والقرائن ولا يمكنك نكرانه او الغاؤه ومحوه لن يكون سهلا لن تمحى الامور بشحطة قلم كما نفعل الان في كثير من المسائل بل ان ما كتب قد كتب ... قال تعالى :{ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا *اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } (الاسراء 13- 14)...
    {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا} (الكهف:49)
    ان ضبط حركة اللسان وتشديد الرقابة عليه حاجة انسانية ملحة لما له من انعكاسات كبيرة على المستويات كافة الفردية والاجتماعية والسياسية والامنية في الحاضر وفي المستقبل ...
    فاللسان ينبغي ان لا يكون حرا في حركته فلا ينطق الا بعد وعي ودراية وتدبر للموقف لان { سلامة الانسان في حفظ اللسان} كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) و{راحة الانسان في حبس اللسان}.
    وكما قيل في المثل الشعبي الذي تعرفونه :{لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك }فاللسان هو الحصان ان اطلقته بدون لجام انطلق بك الى حيث لا تُحمد عقباه ولطالما ينبه الانسان الى ضرورة ان يعدَّ للعشرة قبل ان يتكلم ونحن نقول ان عليه في بعض المواقف ان يعدَّ ليس للعشرة فقط بل للمائة او الالف ولعله بعد العدّ يقتنع بأن من الافضل له ان لا يتكلم .
    بعض الناس ينبغي لهم ان يضعوا السنتهم في الاقامة الجبرية ليرتاحوا ويُريحوا المجتمع من زلاتهم وعثراتهم وايضا من سمومهم.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد واله الطاهرين

    الاخت الفاضلة ""
    أم جعفر" أحسنتم بهذه المشاركة القيمة ، فالكلمة مسؤلية لمن عقلها ، فالكلمة فيها طاقة كبيرة بأن تبني أسرة ودولة أو تهدم أسرا ودول.

    وفقكم الله للمزيد من هذه المشاركات الهادفة ، ولكن انتبهوا الى أن ذكر المصدر الذي نقلتم منه الموضوع هو من الأمور المهمة لكي يسهل على القراء الاطلاع على الموضوع في مصدره.

    وفقكم الله لكل خير بمحمد واله الطاهرين

    تعليق

    يعمل...
    X