تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين والعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .الجزع : وهو الاطلاق لدواعي الهوى ، من الاسترسال في رفع الصوت اي يرفع الانسان صوتوه بإعلى ما يمكن والضرب على الخدود ، وشق الجيوب وضيق الصدر والتبرم والتضجر .
وهو وان كان من نتائج ضعف النفوس وصغرها الي هو من رذائل القوة الغضبية فقط الا انه لما كان الصبر ضده ، وله اقسام متعددة بعضها من متعلقات القوة الشهوية كما سيأتي لاحقا فالذلك لم يذكر في متعلقات قوة الغضب بل ذكرناه هنا .
ثم ان الجزع في المصائب من المهلكات لامحال ؟ لانه في الحقيقة انكار لقضاء الله واكراه لحكمه وسخط على فعل امره . لذا قال الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :
{ان الجزع عند البلاء هو تمام المحنة } . وقال (صلى الله عليه واله وسلم )
{ان عضم الجزاء مع عضم البلاء وان الله جل جلاله اذا حب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن اسخط فله السخط } .
ومن الاخبار القدسية : ((من لم يرضى بقضائي ، ولا يشكر نعمائي ، ولا يصبر على بلائي ، فاليطلب ربا سواي ))
وفي الرواية : ( ان نبي الله زكريا عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام عندما هرب من الكفار ، واختفى في الشجرة وعرفوا هم ذلك ، جاؤا بالمنشار فنشقت الشجرة حتى بلغ المنشار راس نبي الله زكريا ، فأن انة فاوحى الله تعالى اليه يا زكريا لان صعدت منك انة اخرى لامحونك من ديوان النبوة فعض زكريا علية السلام على اصابعه حتى قطع شطرين)
وجملة : كل عاقل يعلم ان الجزع اثناء المصائب لا فائدة فيه ، اذ ما قدر يكون , والجزع لا يرد القدر .
ولا ريب في ذلك في انه يترك الجزع بعد ان تمضي مدة ، فاليتركه اولا حتى لا يضيع اجره من الله سبحانه وتعالى على صبره .
وقد روي : (لقد مات ابن لبعض الاكابر فعزاه مجوسي ، وقال له : يجب على العقلاء ان يفعلوا اليوم ما يفعله الجاهلون بعد خمسة ايام . فقال : اكتبوه عنه ) وقال الامام لصادق عليه السلام : (الصبر يضهر مافي بطون العباد من نور وصفاء ، والجزع يضهر ما في بطونهم من الظلمة والوحشة . والصبر يدعيه كل واحد ولا يثبت عنده الا المخبتون ، والجزء ينكره كل واحد وهو ابين على المنافقين ، لان نزول المحن والمصائب يخبر بها عن الصادق والكاذب . واما تفسير الصبر ما يستمر مذاقه ، وما كان على اضطراب لا يسمى صبرا .
نسال الله ان يجعلنا من الصابرين الشاكرين وان يجنبنا الجزع وما فيه انه حميد مجيد فعال لما يريد والحمد لله رب العلمين
تعليق