بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن وحركة الأرض
نقرأ في الآية (88) من سورة النمل قوله تعالى : (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شىء إنه خبير بما تفعلون ){النمل : 88}. اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن وحركة الأرض
تتجلى في هذه الآية عدة نكات: أولاً: إن الجبال التي تبدو ساكنة في نظركم، هي في حركة سريعة كسرعة حركة السحب،(وينبغي الإلتفات إلى أن السرعة الفائقة تشبه عادة بسرعة السحاب، إضافة إلى خلو الحركة السريعة للسحب من التزلزل والخصب).
ثانياً: إن هذا هو صنع الله الذي خلق كل شيء بميزان معين.
ثالثاً: إنه الله عزوجل مطلع على أعمالكم. عند التأمل بدقة في هذه الجمل الثلاث، يتضح إن الآية لا ترتبط بيوم القيامة كما تخيل بعض المفسرين، بل ترتبط بنفس هذه الدنيا، إذ تقول أنتم تتخيلونها وتتصورونها هكذا في حين أنها ليست كذلك).
وأما حركة الجبال في القيامة أو على مشارف القيامة فليست هي من الأمور المخفية والمبهمة،
بل إنها واضحة ومهولة بحيث لا يقول أحد على تحملها والإصطبار على مشاهدتها إضافة إلى أن الإتقان في الخلقة وحاكمية النظم والموزاين فيها هو إشارة ودلالة على وضعها الفعلي لاعلى زمن اقتراب يوم القيامة، سيتلاشى النظام العالمي ليبني على انقاضه نظام جديد.
فضلاً عن ذلك فإن الإطلاع الإلهي على الأعمال التي نقوم بها يرتبط بأعمالنا فيه هذه الدنيا،
وإلا فإن القيامة يوم الحساب لا يوم العمل.
ويتضح من خلال هذه القرائن الثلاث: إن هذه الآية لا تطابق حركة الجبال في النهاية مسيرة العالم ومشارف يوم القيامة بأي شكل من الأشكال، غاية ما في الأمر إن جماعة من المفسرين لم يتمكنوا من إدراك عمة المفهوم في الآية، فما وجدوا بداً سوى القبول بخلاف ظاهر الآية، وتفسيرها بمسألة القيامة كما تتضح هذه المسألة أيضاً وهي حركة الجبال لاتنفصل عن حركة الأرض، بل هما مترابطان مع بعض كوحدة واحدة،
فاذا تحركت الجبال فإن معناه الحركة الدائبة للأرض.
المصدر: قصص أهل البيت عليهم السلام العلمية ..تأليف إبراهيم سرور