بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاةوالسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين {ان الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم }0
معنى الاصطفاء:هو الانتقاء والتفضيل،أي إن الإنسان او المصطفي عامة يختار من يريد لهدفه الذي يصنعه0وهو
فعل يتعدى على نحوين:فتارة يتعدى ب(من)وتارة يتعدى ب(على) ،فتعديه ب(من)مثله قولنا :اصطفاهم من الناس_اي اختاره منهم –ومثال تعديه ب(على )قولنا: اصطفاه عليهم ،أي فضله عليهم –والآية مقام البحث من المعنى الثاني 0فقالت:{ان الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }أي فضلهم على العالمين0
كي نثبت تفضيلهم على الناس واصطفاءهم من الله جل وعلا،بل نقول:ان أية التطهير:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }تكفيهم في المقام 0واما الادعاءات الأخرى فأنها تطرح ولاحاجة بنا إليها فان أهل البيت (عليهم السلام)لهم مكانتهم الموطره في قلوب محبيهم وهي مكانه مستمده من القرآن والسنة والواقع0
ولنبين لماذا اصطفى الله هؤلاء المذكورين وفضلهم عليهم فلابد من سبب يوجب ذالك الاصطفاء ومن وجود مزية فيهم غير موجودة في غيرهم فان الترجيح بلا مرجح باطل ضرورة0ش
ولو نظرنا الى بعض الجوانب التي تكتنف حالة وحياة هؤلاء المذكورين لعرفنا ان المرجح لذلك موجود:
اما آدم علية السلام فنما اصطفاه الله تعالى لانه النبوة الأولى في الأرض ،فهو يمثل الحلقة الاولى من حلقات الارتباط بين السماء والأرض وصلتها بها،وهي ألنبوه فضلا عن كونه ابو البشر وغير ذلك من الأسباب الكثيرة الموجبة لترجيح اصطفائه (عليه السلام)0
هل ان الله هو من اوجد مرجحات الاصطفاء:وقد يعترض معترض فيقول :ان هذه المرجحات التي تدعون وجودها عند الأنبياء،من الذي أوجدها فيهم؟أليس هو الله ؟فان كان كذلك فان الترجيح حينئذ يبطل لان الله قد ا ودع فيهم هذه المرجحات
ثم اختارهم على ضؤها ،فالاختيار هنا وقع بعد إيداع المرجح فالاختيار لم يأت في رتبة متاخره عن وجود المزايا أي انه لم تكن هذه المرجحات موجودة فيهم بإرادتهم 0
فنقول:إن وضع هذه المزايا والمرجحات فيهم هو الاختيار،ولتقريب المعنى أكثر نضرب لذلك مثلا هو المعادن الكثيرة المؤجوده في الأرض هي تتراوح بين الحسه والجودة حيث تنتهي إلى الذهب الذي ميزه الله تعالى عن غيره من المعادن0 والحمد لله رب العالمين.
تعليق