بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صاحب الشفاعة والدرجة الرفيعة ابي القاسم محمد وعلى اله الطاهرين وأصحابه المنتجبين ورحمة الله وبركاته . اهل العبادة والعمل : المغرورون فرق كثيرة : ( منهم ) من غلب عليهم الوسواس في موضوع ازالة النجاسة وكذا في الوضوء ، فيبالغ فيه وعدم الارتضاء بالماء المحكوم بطهارة فتوى الشرع ،وتقدير الاحتمالات البعيده الموجبه للنجاسة ،واذا حال الامر الى الاكل والكسب (اي اخذ المال ) قدر الاحتمال الموجب للحل ،وربما فيه اكل الحرام المحض وقدر له محملا بعيدا لحله ،ولاكن لو انقلب هذا الاحتمال من المياه الى الاطعمة لكان اشبه بسيرة أكابر الاولياء .ومن هؤلاء من يخرج في الاسراف في صبة للماء وربما بالغ في وضوئه في التخليل وضرب احدى اليدين على الوجه أويده الاخرى، ولا يعلم هذا المغروران هذا العمل ان كان مع اليقين وحصول ما يلزم شرعا فهو بحذاته مضيعاً للعمر الذي هو اعز الاشياء فيما كان له مندوحة عنه ،وان كان بدون ذالك بل يحتاط بالتخليل لحصول الجزم بوصول الماء الى البشرة ، فماله يقين بوصول الماء الى البشره في الغسل بدون هذه المبالغة ،ثم ربما كذالك يكون له مبالغة واحتياط في الصلاة ايضا وكذا سائرالعبادات الاخرى ،وانحصاراحتياطه والمبالغه بوضوئه ،اذ يزعم أن هذا يكفي لنجاته ،حيث انه مغرور في غاية الغرور.
(ومنهم )من اغتر بصلاته فغلب عليه الوسواس في نيتها ،فلم يدعه الشيطان حتى يعقد نيته الصحيحة ،يبقى يشوش عليه حتى تفوته الجماعة أو فضيلة الوقت ،وكذا يوسوس في التكبير حتى تغير الصيغة لشدة الاحتياط فيها ،يفعل ذالك اول الصلاة ثم يغفل في جميع الصلاة ، ولا يحضر لها قلباً ،
( ومنهم )من اغتر بصومه ،ويحتمل صام الايام المشرفة ،بل كانه صام الدهر كله ،لاكنه لم يحفض لسانه من الغيبة ، ولا بطنه عن المحرمات اثناء الافطار،لاكنه يظن بنفسه كل الخير ،وهو في غاية الغرور .
( ومنهم )، من اغتر بحجه ،فيخرج ذاهبا الى الحج من غير خروج عن المظالم وقضاء ديونه وطلبه الزاد الحلال ،ويضيع في طريقه الصلاة ،وهو معجز عن طهارة الثوب والبدن ،ثم يحضربيت الله وهو بقلب ملوث بالرذائل وذمائم الصفات السيئة ،ومع كل ذالك عندما يسئال عن حاله فهو يظن انه على خير ،وهو في حالة الغرور .
و( منهم )من اغتربقرائته للقران ،فيهذي هذيا ،ويحتمل يختم في اليوم واليلة مرة ،فيجري به السان ،وقلبه مرددا في اودية ألأماني ،وهو سريع في القراءة في غاية السرعة ،وهو يظن ان سرعة اللسان من الكمالات ،
و( منهم) من اغتر بالنوافل ،مثل صلاة اليل ،او غسل يوم الجمعة ،من غير الاعتداد بالفرائض ، يزعم ان المواضبة مجرد على النافلة تنجيه في الاخرة . اللهم لاتجعلنا من المغرورين في الدنيا وجعلنا من عبادك الصالحين المطيعين انك سميع مجيب الدعاء ،والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين .
تعليق